الجمعة

1446-11-04

|

2025-5-2

(الصلاة رياضة بدنية)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: الخامسة

ربيع الأول 1444ه/ أكتوبر 2022م

والصلاة تقوِّي في مقيمها الروح الرياضية، وتقوِّي عضلات بدنه، فهي تتطلب اليقظة المبكِّرة، والنشاط الذي يستقبل اليوم من قبل طلوع الشمس، وهي بكيفيتها المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه بالتمرينات الرياضية الفنية التي يقوم بها الرياضيون المحْدَثون، لتقوية الجسم، ورياضة أعضائه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقف في الصلاة وقفة معتدلة، لا يطأطئ، ولا يتماوت، وقد رأى عمر رجلًا يتماوت في صلاته، فقال له: لا تُمت علينا ديننا أماتك الله! ورأى آخر يطأطئ رقبته مظهرًا الخشوع فقال له: ارفع رأسك، فإنَّ الخشوع في القلوب، ليس الخشوع في الرقاب.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركوعه يكون مستويَ الظهر، منتصب الساقين، وإذا سجد جافى عضديه عن فخذيه، وإذا خرَّ من القيام للسجود أو نهض من السجود للقيام لم يعتمد على يديه.

وهكذا تكون الصلاة حركة وعملًا، يشمل جوانب الشخصية كلها؛ فالجسم في الصلاة يعمل قائمًا قاعدًا، راكعًا ساجدًا، واللسان يعمل قارئًا مكبِّرًا، مسبِّحًا داعيَا، والقلب يعمل مستحضرًا رقابة الله وخشيته، وحبه والشوق إليه.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)صص 17


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022