الأربعاء

1446-10-11

|

2025-4-9

تعزية للشعب السعودي والأمة الإسلامية بوفاة العلامة الشيخ المفتي صالح محمد اللحيدان (رحمه الله تعالى)

د. علي محمد محمد الصلابي

3 جمادى الآخرة 1443ه/ 6 يناير 2022م

قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) صدق الله العظيم

أعزي نفسي والإخوة الأشقاء من أبناء السعودية والأمة الإسلامية بوفاة الشيخ الجليل والعالم الرباني الشيخ صالح اللحيدان عن عمر ناهز التسعين عاماً قضاها في طلب العلم وتبليغ الدعوة إلى الله، وكنت ممن نال شرف مجالسته والأخذ من علمه. رحمه الله رحمة واسعة.

ترجمة عن سيرته:

وهذه ترجمته عن تلميذه فضيلة د. حمزة الكتاني

هو الشَّيْخُ العلامَةُ الفَقِيه، المُفْتِي القاضِي، الخَطِيبُ المدرِّس؛ صَالح بن ُمحمَّدٍ اللُّحَيْدان، السَّبِيعِي الهَوْزانِي النَّجْدِي، الحَنْبَلِي مذهبًا، قاضِي القُضَاةِ والمدرِّسِ بِبَيْتِ الله الحَرَام.

وَلِدَ في مَدِينَةِ البَكِيرِيّة، في مِنْطَقةِ القَصِيم عام 1350هـ بالمَمْلكةِ العَرَبِيَّةِ السُّعودِية، ودرَس في التَّعْلِيم النِّظامي، ثم التحَقَ بكُلية الشَّرِيعَةِ بالرِّياض، وتخرَّج مِنها نحو عام 1378هـ، ثُم بالمعهَد العَالي للقَضَاءِ حيثُ حصَل على الماجِسْتِير في القضَاء. وممن أخذ عنهُم: مُفْتِي السُّعودية الشيخُ عبدُ العَزِيزِ بن عبدِ الله ابن بَاز، والشَّيْخُ العَلّامة عبدُ الرزّاق عَفِيفِي، والشيخُ الإمامُ المفسِّر؛ محمَّد الأمِين الشَّنْقِيطِي في آخَرِين.

تولّى الكِتَابَةَ في دِيوانِ المفْتي محمَّد بن إبْراهِيم آلِ الشَّيْخِ مُكلَّفًا بالفَتْوى، ثم قاضِيًا، حيثُ استمرّ في القضَاءِ نَحْوَ خَمْسِين عامًا، إذ تدرَّج فِيه إلى أن عُيِّنَ رئيسًا للمَجْلِسِ الأَعْلَى للقَضَاءِ برُتْبَةِ وَزِير، منذُ عامِ 1412هـ إلى عامِ 1430هـ، كما أنَّه عُيِّنَ عضْوًا في هَيْئَةِ كبارِ العُلَماءِ مُنْذُ إنشائِها عام 1391هـ إلى الآن، وعُضْوًا في رابِطَةِ العالَم الإسْلامي، وله دروسٌ دَوْرِيَّة في الحرَمِ المكِّي الشَّرِيف.

يُعْتَبَرُ الشيخُ اللُّحَيْدانُ مِن أكبَرِ عُلماءِ الممْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعودية، وممنْ ذَاعَتْ فَتَاواهُم وانتشرَت محاضُراتُه في مختَلَفِ وسائِل التواصُل، وقد اشتهَر بدُرُوسِه الرمَضَانِية في صَحْنِ الحَرَمِ المكِّي الشَّرِيفِ ناحِيَةَ بِئْرِ زَمْزَم، حيث ُكان يَفْتَتِحُ الدرْس بعد صلاةِ الفَجْر، ثم بعد الانْتِهاءِ يَفْتَحُ بابَ الإفْتاء، فيستَمِرُّ مَجْلِسُه نحو ساعَتَين وزيادة، تَجْتَمِعُ عليهِ فِيه جماهِيرُ مِن النّاس.

وقدْ حَضَرْتُ دُرُوسَه ومجالِسَه تلْك مِرارًا، غَيْرَ أنَّنِي لم أَسْتَجِزْه، ولا أظُنهُ له عِنَايَةٌ بالرِّوَايَة. وهو يَتَمَيَّزُ باستِحْضارٍ باهِر للمَسَائِل، خاصَّةً عندَما تُعْرَضُ عليه النَّوازِل، فرُبَّما شَرَع في إجَابَةِ النازِلَةِ قَبْلَ أن يُتِمَّ السائِل سؤالَه، وقد يُغْرِبُ في ذلِك. ومَع صَرَامَتِه فهُو هادِئ، دَائِمُ الابْتِسَامَة، لا تُفَارِقُ مُحَيّاه، مع فَصَاحَةٍ واسْتِرْسَال. وقد أَخَذَتْ عليه أجيالٌ مِن أهلِ العِلْمِ وطَلَبَتِه، وأشرَفَ على رِسَائِل ماجِسْتِير ودُكْتُورَاة، وغَيْرِ ذَلِك.

له مُؤَلفات؛ مِن ضِمْنِها: نوازِلُ كَثِيرةٌ تخرُج في عِدَّةِ مُجلَّداتٍ لو جُمِعَت، و"شرْحُ القَواعِدِ الأَرْبَع"؛ لابنِ عَبْدِ الوهّاب، و"فَضْلُ دَعْوَةِ محمَّدٍ بن عبدِ الوَهّاب"، و"إيضاحُ الدَّلالَة، في وُجُوبِ الحَذَرِ مِنْ أصْحابِ الضَّلالة"، و"شَرْحُ حَدِيثِ مُعاذ: حَقُّ الله عَلَى عَبِيدِه"، وغيرُ ذلك، وهو مِن أَرْكانِ الطَّائِفَةِ الوَهّابِيّة. ولازالَ بِقَيْدِ الحَيَاةِ، أَحْسَنَ الله خاتمتَه بمنِّه تعالى وكرمِه.

رحمه الله وغفر له وتقبله في الصالحين، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان على فراقه وعوضهم خيراً.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

المعلومات منقولة من صفحة الدكتور وصفي أبو زيد جزاه الله خيراً.

وهذا موقع الشيخ صالح اللحيدان رحمه الله لمن أراد أن يستزيد من علمه:

https://www.lohaidan.af.org.sa/ar/ftawa


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022