الخميس

1446-06-25

|

2024-12-26

قدرة الله عز وجل ...

مختارات من كتاب " الإيمان بالقدر "

لمؤلفه الشيخ الدكتور علي محمد الصلّابي

الحلقة الواحدة والخمسون

 

القدر والقدرة والمقدار على الشيء: القدرة عليه، وقدرت الشيء: أقدره قدراً، من التقدير، وفي الحديث: فإن غمّ عليكم فأقدروا له (1) . وقال تعالى:"وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ" (الزمر: 67) أي: ما عظمّوا الله حق تعظيمه (2).

والقدير: أبلغ في الوصف بالقدرة من "القادر" و"المقتدر": من أقتدر وهو أبلغ.

وقد ورد اسم الله "القادر" سبحانه اثنتي عشرة مرة خمس منها بصيغة الجمع، كقوله تعالى:"قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ" (الأنعام: 65) . وقال تعالى:"وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ" (المؤمنون: 95) . وقال تعالى:"أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ" (يس: 81) . وقال تعالى:"فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ" (المرسلات: 23).

وورد اسم الله "القدير" سبحانه خمساً وأربعين مرة منها قوله تعالى:"أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِبِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة: 148) ، وقال تعالى:"إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا" (النساء: 149) . وقال تعالى:"يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (المائدة: 40) . وقال تعالى:"وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" (الحج: 39).

وورد اسم "المقتدر" في قوله سبحانه :"وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا" (الكهف: 45) . وقال تعالى:"فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ" (القمر: 42) . وقال تعالى:"فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ" (القمر: 55).

والله هو القادر على كل شيء، لا يعجزه شيء ولا يفوته مطلوب، بخلاف خلقه، فهو سبحانه لا يتطرّق إلى العجز ولا يعترضه فتور.

"والقادر" سبحانه هو من يتيسر له ما يريد على ما يريد لظهور أفعاله، ولا يظهر الفعل اختياراً إلا من قادر غير عاجز، كما قال سبحانه:"وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة: 20) . فوصف نفسه بالقدرة على كل شيء في هذا الموضع، لأنه حذر المنافقين بأسه وسطوته، وأخبرهم أنه محيط بهم، "والقدير" هو "القادر"، كما أن "العليم" هو "العالم" "والقدير" سبحانه كامل القدرة، فبقدرته أوجد الموجودات وبقدرته دبّرها وبقدرته سوّاها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت ويبعث العباد للجزاء وبقدرته يقلب القلوب على ما يشاء ويريد (3).

قال الشاعر:

وهو القدير وليس يُعجزُه إذا ما رام شيئاً قط ذو سلطــــان (4)

---------------------------------------------

مراجع الحلقة الواحدة والخمسون:

(1) مع الله، سلمان العودة ص 233، البخاري رقم 1900.

(2) مع الله ص 233.

(3) مع الله ص 235.

(4) المصدر نفسه ص 234.

 

لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:

كتاب الإيمان بالقدر في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي:

http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/648


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022