الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

السؤال:

السلام عليكم يعطيك العافيه يا شيخنا الفاضل هل يجوز شرعا انك تجر شعب 2.300٠000 مواطن للموت والحرب والدمار مقابل انك تطلع جزء من الأسرى

 

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا وهيب، أما بعد.. فليست المسألة بتلك البساطة التي طرح بها السؤال؛ بل لا بد من النظر إلى المصالح الجمة التي ترتبت على تلك العملية المباركة التي قام بها إخواننا في كتائب القسام - نضَّر الله وجوههم وبارك مسعاهم - من النكاية في العدو حين هاجموا ثكناته وأسروا أفراداً منه وقتلوا بعض جنوده، وهز الثقة في جيشه، والقضاء على الأساطير التي عشعشت في أذهان كثير من الناس من أن جيش الصهاينة لا يُقهر، وفضح النظام العالمي المنافق الذي لا يقيم وزناً لدماء المسلمين، وقد تبخرت شعاراته التي خدع بها الناس زماناً طويلا، وكذلك تغيير المزاج العالمي باكتساب مناصرين كثيرين لقضية فلسطين، مع إحياء روح الجهاد في الأمة، وتعرية الأنظمة العربية العميلة التي تتاجر بقضية فلسطين وتتآمر عليها في السر، إلى غير ذلك من مكاسب ومصالح يطول تعدادها. أما القول بأن ثمة تضحيات حصلت - من سفك دماء أهل غزة وهدم بيوتهم وتهجيرهم من ديارهم - فإن ذلك يعز علينا فإن دم المسلم غالي، ولكن لا جهاد بلا تضحيات، وأنت تعلم أن الصحابة الكرام عليهم من الله الرضوان قد قتل منهم على ثرى أحد سبعون، ومثَّل المشركون ببعضهم منهم حمزة أسد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك يوم مؤتة قتل القادة الكبار من أمثال زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وجعفر بن أبي طالب، وكذلك قتل أصحاب الرجيع رضي الله عنهم أجمعين، فلا يتصور أن يقوم المسلمون بجهاد دون أن يقدموا شهداء وأسرى، وإخواننا المجاهدون على أرض فلسطين - من كتائب القسام وغيرهم من الفصائل - قد قاموا بما أوجب الله عليهم من إعداد ما استطاعوا من قوة مادية ومعنوية، ولولا خذلان الأنظمة وعموم الناس لهم لكان لهذه المعركة شأن آخر، وأسأل الله تعالى أن ينصر من نصر دينه ويخذل من خذل دينه، والحمد لله رب العالمين

 

أجاب عن السؤال فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة إفريقيا العالمية في السودان 
جزاه الله خيرا


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022