الإثنين

1447-05-26

|

2025-11-17

تعزية للشعب المصري وللأمة الإسلامية بوفاة الشيخ العلامة الدكتور زغلول راغب محمد النجار رائد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185]

رحيلُ العلماء ثُلمةٌ لا تُسدّ في جدار الأمّة، فهم ورثةُ الأنبياء، ومصابيحُ الدُّجى في زمن الفتن والظلمات. بفقدهم تَفقد الأمّةُ مرجعيتَها الراسخة، ويخفت صوتُ الحكمة والعلم والاعتدال. وما أُصيبت الأمّة بمصابٍ أشدّ وقعًا من فقدِ عالمٍ نذر عمره لله، فكان هاديًا ومعلمًا وموجّهًا وداعيًا إلى الخير والإصلاح.

قد فُجعت الأمّةُ برحيل أحد علمائها العاملين، وسندها الثابتين، ممّن أفنَوا أعمارَهم في تعليم الشريعة ونشر الهداية، رحيل العلماء خسارة لا تُعوّض، إذ قال الله تعالى:

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28].

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تحتسب الأمّة الإسلامية، وبلاد مصر، وفاة العلامة الدكتور زغلول راغب محمد النجار، الذي وافته المنيّة في عمَّان، يوم الأحد 18 جُمادى الأولى 1447هـ الموافق 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025م، عن عمر ناهز 91 عامًا، بعد عمر مديد في خدمة الدين والعلم.

ولادته ونشأته

ولد الدكتور زغلول راغب محمد النجار في قرية مشاري، مركز بسيون بمحافظة الغربية بمصر في 17 نوفمبر عام 1933م. حفظ القرآن الكريم منذ الصغر على يد والده الذي كان يعمل مدرسًا بإحدى مدارس المركز. وقد حرص الوالد دائمًا على غرس القيم الدينية والأخلاقية في حياة أبنائه.. حتى أنه كان يعطي للأسرة درسًا في السيرة أو الفقه أو الحديث على كل وجبة طعام..

تدرج الفتى زغلول في مراحل التعليم حتى التحق بكلية العلوم بجامعة القاهرة في عام 1951م، ثم تخرج في قسم الجيولوجيا بالكلية في عام 1955م حاصلاً على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف وكان أول دفعته.

في شبابه.. تأثر الشاب زغلول النجار بالفكرة الإسلامية التي وجدت بقوة على الساحة في ذلك الوقت.. وهي الفكرة التي قامت على يد ثلة من الدعاة مطلع القرن العشرين. إلا أن انتمائه لهذه الفكرة أثَّر على مسيرة حياته؛ فلم يُعَيَّن الدكتور زغلول – الحاصل على مرتبة الشرف وأول دفعته – معيدًا بجامعة القاهرة، ومن ثَمَّ التحق بعدة وظائف في الفترة ما بين 1955م إلى 1963م.

وظائفه ونشاطاته:

• عمل في شركة صحارى للبترول وفي المركز القومي للبحوث بالقاهرة، وكذلك عمل في مناجم الفوسفات في وادي النيل ومناجم الذهب بالبرامية (صحراء مصر الشرقية)، وفي مناجم الفحم بشبه جزيرة سيناء (مشروع السنوات الخمس للصناعة)، وفي كل من جامعات عين شمس (القاهرة)، الملك سعود بالرياض، جامعة ويلز (المملكة المتحدة)، الكويت (الكويت)، قطر (الدوحة)، الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران (1978 م-1996 م)، كما عمل أستاذا زائرا في جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس 1977 م-1978 م)، ومستشارا للتعليم العالي بالمعهد العربي للتنمية بالخبر – المملكة العربية السعودية (1996 م-1999 م)، ومديرا لجامعة الأحقاف باليمن (1999 م-2000 م)، ومديرا لمعهد مارك فيلد للدراسات العليا في بريطانيا (2000 م-2001 م)، ورئيسا للجنة الإعجاز العلمي للقرآن بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية – مصر (2001 م- اليوم).

• انتخب زميلًا للأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضوا في مجلس إدارتها.

• عضو سابق في هيئة تحكيم جائزة اليابان الدولية للعلوم.

• شارك في تأسيس قسم الجيولوجيا في كل من جامعات الرياض (1959 م-1961 م-1964 م-1967 م) والكويت (1967 م-1978 م) والملك فهد للبترول والمعادن في الظهران (1979 م-1996 م)، وتدرج في وظائف هيئة التدريس حتى حصل على درجة الأستاذية وعلى رئاسة قسم الجيولوجيا في جامعة الكويت سنة 1972 م، وفي جامعة قطر سنة 1978م.

• أشرف حتى الآن على أكثر من 35 رسالة ماجستير ودكتوراه في قسم الجيولوجيا في كل من مصر، والجزيرة العربية، والخليج العربي.

• عمل عضوا في العديد من الجمعيات المحلية والعالمية.

• اختير عضوا في هيئة تحرير مجلات علمية منها: (Journal of Foraminiferal Research) التي تصدر في نيويورك، ومجلة (Journal of African Earth Sciences) التي تصدر في باريس.

• اختير مستشارا علميا لكل من المجلات الآتية: (Islamic Sciences) التي تصدر في الهند، ومجلة المسلم المعاصر التي تصدر في واشنطن، ومجلة الريان التي تصدر في قطر.

• عمل مستشارا علميا لكل من مؤسسة روبرستون للأبحاث ببريطانيا، ومستشاري النفط العرب الكويت، وشركة الزيت العربي بالخفجي، وبنك دبي الإسلامي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

• عضو مؤسس للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية، (رابطة العالم الإسلامي – مكة)، وعضو مجلس إدارتها.

• عضو مجلس إدارة المجلس العالمي للبحوث الإسلامية – القاهرة.

• عمل عضوا في مجلس أمناء الهيئة الإسلامية للإعلام – ببريطانيا.

• اختير عضوا بجمعية المسلم المعاصر – لختنشتاين.

• اختير مستشارا علميا لمتحف الحضارة الإسلامية في سويسرا.

• عضو مؤسس بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – الكويت – وعضو مجلس إدارتها.

• شارك في تأسيس كل من بنك دبي الإسلامي – وبنك فيصل الإسلامي المصري – وبنك التقوى. (17) حضر العديد من المؤتمرات العلمية الدولية والمحلية، وكذلك المؤتمرات الإسلامية على مختلف المستويات.

• له برامج تلفزية وإذاعية عديدة (إسلامية وثقافية متنوعة).

• جاب أقطار الأرض محاضرا عن الإسلام وقضايا المسلمين خاصة قضية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية، وامتدت رحلته من كندا شمالاً إلى أستراليا وجنوب أفريقيا جنوباً، ومن الأمريكتين غربا إلى أواسط آسيا شرقا.

• كان آخر منصب أكاديمي شغله، عمله أستاذًا بجامعة العلوم الإسلامية العالمية في عمان في المملكة الأردنية الهاشمية.

انجازاته العلمية:

- قدم الدكتور زغلول في فترة وجوده بإنجلترا أربعة عشر بحثًا في مجال تخصصه الجيولوجي، ثم منحته الجامعة درجة الزمالة لأبحاث ما بعد الدكتوراة (1963م - 1967م)..

- حيث أوصت لجنة الممتحنين بنشر أبحاثه كاملة.. وهناك عدد تذكاري مكون من 600 صفحة يجمع أبحاث الدكتور النجار بالمتحف البريطاني الملكي.. طبع حتى الآن سبع عشرة مرة..

- انتقل الدكتور زغلول بعد ذلك إلى "الكويت"؛ حيث شارك في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك عام 1967م، وتدرج في وظائف سلك التدريس حتى حصل على الأستاذية عام 1972م، وعُيِّن رئيسًا لقسم الجيولوجيا هناك في نفس العام..

- ثم توجه إلى قطر عام 1978م إلى عام 1979م، وشغل فيها نفس المنصب السابق. وقد عمل قبلها أستاذًا زائرًا بجامعة كاليفورنيا لمدة عام واحد في سنة 1977م.

- نشر للدكتور زغلول ما يقرب من خمسة وثمانين بحثًا علميًّا في مجال الجيولوجيا، يدور الكثير منها حول جيولوجية الأراضي العربية كمصر والكويت والسعودية.

- من هذه البحوث: تحليل طبقات الأرض المختلفة في مصر – فوسفات أبو طرطور بمصر - البترول في الطبيعة – احتياطي البترول – المياه الجوفية في السعودية – فوسفات شمال غرب السعودية – الطاقة المخزونة في الأراضي السعودية – الكويت منذ 600 مليون عام مضت. ومنها أيضًا:

مجهودات البشر في تقدير عمر الأرض، الإنسان والكون – علم التنجيم أسطورة الكون الممتد – منذ متى كانت الأرض؟ – زيادة على أبحاثه العديدة في أحقاب ما قبل التاريخ (العصور الأولى).

كما نشر للدكتور زغلول ما يقرب من أربعين بحثًا علميًّا إسلاميًّا، منها:

التطور من منظور إسلامي – ضرورة كتابة العلوم من منظور إسلامي – العلوم والتكنولوجيا في المجتمع الإسلامي – مفهوم علم الجيولوجيا في القرآن – قصة الحجر الأسود في الكعبة – حل الإسلام لكارثة التعليم – تدريس الجيولوجيا بالمستوى الجامعي اللائق،

وله مؤلفات عديدة من أبرزها:

منها الجبال في القرآن،

إسهام المسلمين الأوائل في علوم الأرض،

أزمة التعليم المعاصر،

قضية التخلف العلمي في العالم الإسلامي المعاصر،

صور من حياة ما قبل التاريخ.

من آيات الإعجاز العلمي.

الحيوان في القرآن الكريم.

السماء في القرآن الكريم.

الأرض في القرآن الكريم.

الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم.

من آيات الإعجاز العلمي الإنبائي والتاريخي في القرآن الكريم.

تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم (التفسير العلمي للقرآن الكريم) 4 أجزاء.

خواطر في معية خاتم الانبياء والمرسلين.

رسالتي إلى الأمة.

علوم الأرض في الحضارة الإسلامية.

خلق الإنسان في القرآن الكريم.

نظرة الإسلام إلى الإنسان والكون والحياة.

الأعجاز العلمي في السنة النبوية.

الأنسان والكون في العلوم المكتسبة وفى الإسلام.

قصة الخلق.

ومضات قرآنية.

قصة الخلق قصة خلق الانسان.

الشمس والرياح وآيات معجزات.

المعجم الميسر لغريب كلمات القرآن الكريم.

من أنوار القرآن.

الإسلام والغرب في كتابات الغربيين.

من إسهامات الحضارة الإسلامية.

صور من تسبيح الكائنات لله.

من التفسير العلمي للقرآن الكريم – الجزء الثلاثون.

الحضارة الإسلامية وأثرها في النهضة العلمية المعاصرة.

قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط التعامل معها.

مدخل الى دراسة الأعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة.

كما كان له بحثان عن النشاط الإسلامي في أمريكا والمسلمون في جنوب إفريقيا.. هذا بالطبع بجانب أبحاثه المتميزة في الإعجاز العلمي في القرآن، والذي يميز حياة د. زغلول النجار. بلغت تقاريره الاستشارية والأبحاث غير المنشورة ما يقرب من أربعين بحثًا. وأشرف حتى الآن على أكثر من ثلاثين رسالة ماجستير ودكتوراة في جيولوجية كل من مصر والجزيرة العربية والخليج العربي.

▪ رسم د. النجار أول خريطة جيولوجية لقاع بحر الشمال.. وحصل على عدة جوائز منها "جائزة أحسن بحوث مقدمة لمؤتمر البترول العربي عام 1975م، وجائزة مصطفى بركة للجيولوجيا".

▪ تزوج الدكتور زغلول في عام 1968م ورُزِقَ بولدين توفاهما الله سبحانه وتعالى.

▪ وأشرف الدكتور زغلول على معهد للدراسات العليا بإنجلترا تحت اسم:

Markfield Institute of Higher Education وهو معهد تحت التأسيس يمنح درجة الماجستير و الدكتوراة في مجالات إسلامية كثيرة مثل الاقتصاد، والمال والبنوك، والتاريخ الإسلامي، والفكر الإسلامي المعاصر، والحركات المعاصرة، والمرأة وحركات تحررها.

▪ د. زغلول عضو في العديد من الجمعيات العلمية المحلية والعالمية منها: لجنة تحكيم جائزة اليابان الدولية للعلوم، وهي تفوق في قدرها جائزة نوبل للعلوم.. واختير عضوًا في تحرير بعض المجلات في نيويورك وباريس.. ومستشارًا علميًّا لمجلة العلوم الإسلامية Islamic science التي تصدر بالهند.. وغيرها..

▪ وقد عُيِّن مستشارًا علميًّا لعدة مؤسسات وشركات مثل مؤسسة روبرستون للأبحاث البريطانية، وبنك دبي الإسلامي بالإمارات.. وقد شارك في تأسيس كل من بنك دبي وبنك فيصل المصري وبنك التقوى وهو عضو مؤسس بالهيئة الخيرية الإسلامية بالكويت..

شهاداته

- حصل على الأستاذية «درجة البروفيسور» وذلك سنة 1972م.

- دكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز ببريطانيا سنة 1963م، ومنحته الجامعة درجة زمالتها فيما بعد الدكتوراه.

- تخرج في جامعة القاهرة سنة 1955م حاصلاً على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف، وكان أول دفعته، فمنحته الجامعة جائزة بركة لعلوم الأرض.

الدكتور زغلول عالمًا وداعيًا:

للدكتور زغلول النجار اهتمامات واسعة متميزة ومعروفة في مجال "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"، حيث يرى أنه الوسيلة الأهم والأكثر فاعلية في الدعوة إلى الله عز وجل، ويقول عن تقصير علماء المسلمين تجاه هذه الرسالة: "لو اهتم علماء المسلمين بقضية الإعجاز العلمي وعرضوها بالأدلة العلمية الواضحة لأصبحت من أهم وسائل الدعوة إلى الله عز وجل"، ويرى أنهم هم القادرون وحدهم بما لهم من دراسة علمية ودينية على الدمج بين هاتين الرسالتين وتوضيحهما إلى العالم أجمع.. لذلك اهتم الدكتور زغلول بهذه الرسالة النابعة من مرجعيته العلمية والدينية في فكره، منذ شبابه. جاب د. زغلول البلاد طولاً وعرضًا داعيًا إلى الله عز وجل.. ولا يذكر أن هناك بلدًا لم يتحدث فيه عن الإسلام من خلال الندوات والمؤتمرات أو عبر شاشات التلفزة، أو حتى من خلال المناظرات التي اشتهرت عنه في مجال مقارنة الأديان.

يوجه د. زغلول حديثه إلى كل شاب وفتاة بأن عليهم فَهْم هذا الدين، وحمل تعاليمه إلى الناس جميعًا؛ فيقول في إحدى محاضراته: "نحن المسلمون بأيدينا الوحي السماوي الوحيد المحفوظ بحفظ الله كلمة كلمة وحرفًا حرفًا قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان، وأنا أؤكد على هذا المعنى؛ لأني أريد لكل شاب وكل شابة مسلمة أن يخرج به مسجلاً في قلبه وفي عقله؛ ليشعر بمدى الأمانة التي يحملها على كتفيه". كما يؤمن د. زغلول بأن علينا تسخير العلم النافع بجميع إمكاناته، وأن أحق من يقوم بهذا هو العالم المسلم: "فنحن نحيا في عصر العلم، عصر وصل الإنسان فيه إلى قدر من المعرفة بالكون ومكوناته لم تتوفر في زمن من الأزمنة السابقة؛ لأن العلم له طبيعة تراكمية، وربنا سبحانه وتعالى أعطى الإنسان من وسائل الحس والعقل ما يعينه على النظر في الكون واستنتاج سنن الله"، ويقول في موضع آخر: (ولما كانت المعارف الكونية في تطور مستمر، وجب على أمة الإسلام أن ينفر في كل جيل نفر من علماء المسلمين الذين يتزودون بالأدوات اللازمة للتعرض لتفسير كتاب الله).

إلا أن د. زغلول وبرغم اهتمامه الشديد بما في القرآن من إعجاز علمي، يؤكد أنه كتاب هداية للبشر وليس كتابًا للعلوم الطبيعية والمعارف البشرية موضحًا ذلك في قوله: (أشار القرآن في محكم آياته إلى هذا الكون ومكوناته التي تحصى بما يقارب ألف آية صريحة، بالإضافة إلى آيات تقترب دلالتها من الصراحة.. ويدعو د. زغلول دائمًا إلى أن يهتم كل متخصص بجزئيته في الإعجاز العلمي ولا يخوض فيما لا يعلم (أما الإعجاز العلمي للآيات الكونية فلا يجوز أن يوظف فيه إلا القطعي من الثوابت العلمية، ولا بد للتعرض لقضايا الإعجاز من قبل المتخصصين كلٌّ في حقل تخصصه).

دعاء وختام:

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم اغفر لعبدك الدكتور زغلول النجار، وارفَع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واجعل كتابه في عليّين، واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا.

اللهم اجعل علمه وعمله صدقةً جارية إلى يوم الدين، وأنِر قبره بنور وجهك الكريم، ووسّع عليه في قبره مدّ بصره، وبدّل غربته أنسًا ورحمة، واجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

اللهم كما نفع بعلمه في حياته، فاجعل أثره باقيًا بعد وفاته، وأجره متصلًا بكل من تعلّم منه أو عمل بعلمه أو اهتدى بهديه.

اللهم أنزله منازل الرضوان، واسقه من حوض نبيك المصطفى شربةً لا يظمأ بعدها أبدًا، واجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.

اللهم ألهمنا فيه الصبر، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، وتوفّنا وأنت راضٍ عنّا يا أرحم الراحمين.

د. علي محمد محمد الصلابي

18 جُمادى الأولى 1447هـ

الموافق 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025م


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022