طالبان وأمريكا تجربة بل مدرسة من مدارس الحياة في الحوار
د. علي محمد محمد الصلابي
رجب ١٤٤١ه/ مارس ٢٠٢٠م
... التبيان والعداء بين طالبان وأمريكا كان واضحاً وبيناً لكل المتابعين خلال عقدين من الزمن، إلا أن العقلاء من كلا الطرفين رأوا أنه في نهاية المطاف لا بد من الجلوس معاً على طاولة المفاوضات وتقريب وجهات النظر وإنهاء ذلك الصراع بالطرق الدبلوماسية، ولا بد من وسيط موثوق لدى الطرفين، فجاءت الدبلوماسية والخارجية القطرية في موعدها لتنجز ذلك الدور... وتلك التجربة قدمت لنا دروساً من أهمها:
- الجلوس والحوار مهما كان التباعد الفكري والثقافي بين المتخاصمين وذلك مطلباً لعقلاء بني الإنسان.
- وجود الوسيط النزيه الحريص على تقريب وجهات النظر هو من أسباب نجاح المفاوضات.
- أدعو كل الأطراف المتنازعة:
1. في ليبيا للجلوس على طاولة الحوار والبحث عن وسيط يثق به الجميع.
2. في اليمن بين الحوثيين والإصلاح والسعودية والفصائل الوطنية المتنازعة.
3. في مصر بين المعارضة والسلطة.
4. في كل مناطق في عالمنا الملتهب لاستلهام تجربة الحوار والمفاوضات السلمية للوصول إلى حلول وسط وأسس عامة وقيم إنسانية رفيعة ترضى عنها الأطراف المتنازعة، ويبقى الحوار والعقل والمنطق والحكمة من أفضل الوسائل لحل النزاعات بين بني الإنسان، ولذلك نجد أن الحوار بين الله وإبليس والملائكة وبين الأنبياء وأقوامهم أخذ مساحات شاسعة في القرآن الكريم. وقال تعالى: "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" (ق: 37).