السؤال
أريد الهجرة مع عائلتي من الجزائر إلى دولة أوروبية للعيش هناك. فهل هذا حلال علماً أني ملتزم بديني وعقيدتي؟
الجواب
الأصل هو تحريم السكن في بلاد غير المسلمين، قال تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا)
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية:
(هذه الآية عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين، وهو قادر على الهجرة، وليس متمكناً من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه، مرتكب حراماً بالإجماع، وبنص الآية)
فلا يجوز السكن في بلاد الكفار بلا ضرورة ملجئة، لأنه من عظائم الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم) رواه أبو داود والترمذي والنسائي والطبراني.
جامعهم: أي توطن معهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله ولم؟ قال: لا ترايا ناراهما) رواه أبو داود والترمذي
قال الإمام ابن حجر في الفتح: (ما دام في الدنيا دار كفر، فالهجرة واجبة منها على من أسلم وخشي أن يفتن عن دينه)
وفي زماننا اضطر بعض المسلمين للهرب من بلدانهم بسبب الحروب وظلم الحكام، فلجأوا إلى اوربا وهي بااد غير مسلمة، فهل يجوز ذلك؟
ذكر بعض اهل العلم شروطا لحواز السفر إلى بلاد الكفار، منها:
1- أن يكون المهاجر متعلما، ولديه من العلم ما يدفع به الشبهات التي قد يتعرض لها دينه هو او عائلته، وذلك خشية أن يفتن في دينه.
2- أن يكون له من متانة الدين والثبات ما يمنعه من الشهوات.
3- أن يكون مضطرا لا مختارا، ليس له عن بلاد الكفر بديل من البلدان المسلمة الآمنة.
وهذا الشرط قلما يتوفر في مهاجر، ولا حول ولا قوة الا بالله.
والله أعلم
د. وليد الحسيني السامرائي
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين