السؤال
السلام عليكم دكتور،
بارك الله فيك وربي يشرفك بخدمة دينه إن شاء الله
أنا مقيم بمدينة صغيرة قرب تولوز بفرنسا وأذهب أحيانا لأداء صلاة الجمعة في جامع هذه القرية لكن من يقوم بالخطبة لا يؤمنا في الصلاة بل يقوم بذلك شخصا آخر هو إمام الخمس!
وحين سألته( الخطيب)،وهو شاب صغير أعتقد أنه سلفي حسب ظاهره،قال لي بأنه خريج المدينة المنورة وأن المذهب الحنبلي يبيح ذلك إذا كان إمام الصلاة أكثر قراءة،فقلت له أولا نحن نتبع المذهب المالكي وأنه لم يثبت خلال عهد الرسول والخلفاء الراشدين أن فيهم من ترك مكانه بعد الخطبة لشخص آخر للصلاة بالناس وأنه لا يجوز ذلك إلا لعذر شرعي!!
فما رأيك يا دكتور،هل يجوز ذلك أم لا وإن كان لا يجوز،فهل أكف عن صلاة الجمعه وراءه؟؟
وجازاك الله خيرا وإيمانا
هناك ظاهرة وهي أن الخطيب بعد الجمعة يقدم أحد المصلين ليؤم الناس في صلاة الجمعة بدلا عنه، ربما لحسن صوت أو نحوه، دون ضرورة تلجئ الخطيب لترك الإمامة ، فما حكم ذلك؟
الجواب
مضت سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم فمن بعدهم على أن الخطيب هو الذي يتولى الامامة في صلاة الجمعة، ولا ينبغي مخالفة السنة وخاصة في الشعائر، فهذا الأمر يفتح بابا لتضييع باقي السنن مما يفقد الشعائر تمسكها بالهدي النبوي من حيث إننا مامورون بالتشبث به .
وسنذكر أقوال أئمتنا في هذه المسألة:
في المسألة قولان :
القول الاول: ان هذا مخالف للسنة، والامر بين الكراهة وخلاف الاولى، مع صحة الصلاة، وهذا قول الحنفية والشافعية، والوجه الراجح عند الحنابلة.
القول الثاني: التحريم مع بطلان الصلاة، وهذا قول المالكية ووجه للحنابلة.
لذلك فالأورع والأبعد عن الشبهات، والأبرأ للذمة، والأحفظ للهدي النبوي أن لا يتولى الإمامة غير الخطيب إلا للضرورة، كذهاب صوت الخطيب او انتقاض وضوئه او نحو ذلك .
المجيب
فضيلة الشيخ الدكتور وليد فائق الحسيني السامرائي أستاذ الشريعة والفقه وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جزاه الله خيراً