الأحد

1446-10-29

|

2025-4-27

ما هو العدل (مفهومه وأنواعه)؟

مختارات من كتاب العدالة من المنظور الإسلامي

بقلم: د. علي محمد الصلابي

الحلقة (1)

 

العدل لغةً: هو ميزان الله في الأرض الذي يؤخذ به للضعيف من القوي، وللمحق من المبطل، ويقول ابن منظور في لسان العرب: ما قام في النفوس أنه مستقيم، وهو ضد الجور.. ويقال: عدل الحاكم في الحكم يعدل عدلاً وهو عادل، وهو في الأصل مصدر سمي به موضع العادل، وهو أبلغ منه؛ لأنه جعل المسمى نفسه عدلاً.

والعدل في الناس: المرضي قوله وحكمه، وقال الباهلي: رجل عدل؛ أي: جائز الشهادة.. قال ابن بري: ومنه:

وبايعت ليلى في الخلاء ولم​​يكن شهود على ليلى عدول مقانع

والعَدْل بالفتح ثم السكون: خلاف الجور، وهو يطلق على الرضا والسخط. والعدل: التسوية بين الشيئين، ولا يميل به الهوى. والعدل: هو القصد في الأمور، أو عبارة عن الأمر المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط.

والعـدل في الاصطـلاح:هو إعطاء كل ذي حق حقه، والمساواة بين الناس جميعاً في إعطاء الحقوق، والمساواة في المكافأة إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، والعادل هو الذي يتبع أمر الله، بوضع كل شيء في موضعه دون إفراط أو تفريط، أي: القسط في الشيء، وأداء حقوق الله وحقوق العباد. وقال الدكتور محمد ضياء الريس: والعدل كما وضعه وعرّفه الفقهاء والمفسرون، هو تنفيذ حكم الله، أي: أن يحكم الناس وفقاً لما جاءت به الشرائع السماوية الحقة، كما أوحى بها الله إلى أنبيائه ورسله. وإذا كانت الشريعة الإسلامية جماع هذه الشرائع، وتكملة لها، فإن العمل بها إذاً ـ كما قال كل علماء الإسلام ـ تحقيق للعدل الذي أمر الله به. وقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ *}، َ {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ *}[ المائدة 44 ـ 45 ـ 47].

وقالت حورية يونس الخطيب: العدل هو الصيغة الكاملة في مفهوم ومعنى الحرية، إذ أنه يشمل، أو يجب أن يشمل، كل حقوق الأفراد والجماعة، إلى جانب شموله للواجبات، ويمكن أن يأخذ العدل صورة وافية شاملة؛ حين نرى أن الحاكم مطالب بالعدل، ومسؤول عن تطبيقه أمام جماعة المسلمين، وإلى أن الفرد مطالب بالعدل، ومسؤول عن تطبيقه في كل أمر من الأمور، وإلى أن الجماعة مطالبة بالعدل، ومسؤولة عن تطبيقه في كل شأن من الشؤون، وفي كل أمر من الأمور. والعدل عند ابن أبي الربيع هو: حكم الله في أرضه، ومن أعمال العدل أن يقسم المرء كل شيء عن حقه وفي موضعه، وأن لا يخالف السنن الموضوعة له، وأن يكون صدوقاً، حفوظاً للمواعيد، بريئاً من الدنس، وأن يجتمع مع المرء الوفاء والأمانة.

وعند يحيى بن عدي: هو التقسيط اللازم للاستواء، وهو استعمال الأمور في موضعها.

 

مراجع الحلقة:

- العدالة من منظور إسلامي، علي محمد الصلابي، دار المعرفة، بيروت، ص 11-13.

- المستطرف في كل فن مستظرف ، شهاب الدين الأبشيهي (1/181).

- لسان العرب ، ابن منظور (13/456-458).

- العدل في القرآن والسنة، د. محمد الكردي ، ص: 32.

- التعريفات للجرجاني ، ص: 191.

- النظريات السياسية الإسلامية، ص: 328.

- الإسلام ومفهوم العدل، ص: 81.

- سلوك المالك في تدبير الممالك ، أحمد بن محمد بن أبي الربيع ، ص: 33.

 

لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:

كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي:

https://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/50


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022