الجمعة

1446-04-15

|

2024-10-18

في معنى كون عيسى(كلمة الله وروح منه)

الحلقة: الثامنة عشر

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

رجب 1441 ه/ مارس 2020م

وصف القرآن الكريم المسيح بأنه (وكلمته ألقاها إلى مريم وروحاً منه):

تعلق النصارى بهذه الأوصاف في تبرير عقائدهم، فزعموا بأن الكلمة التي وصف بها المسيح هي الذات الإلهية، وأوّلوا قوله تعالى (وروح منه) أي: أنه جزء من روح الله انتقلت إلى المسيح وحلت به، وهذه القضية من أخطر القضايا التي احتدم حولها النقاش بين المسلمين والنصارى، وعليه نرى من الضروري أن نبين المقصود الحقيقي للوصف القرآني للمسيح، ونبدأ أولاً بتحديد معنى الكلمة والروح كما وردت في القرآن الكريم. ويرى العلامة الرازي بأن المقصود بالكلمة في الآية الكريمة السابقة يحتمل خمسة أوجه:

أنه خلق بكلمة الله، وهو قوله تعالى (كن) من غير وساطة الأب، فالمراد بها كلمة التكوين، فكلمة (كن) تدل على التكوين وقدرة الله عند إرادته إيجاد الشيء، وقد خلق المسيح بهذه الكلمة، وإلى هذا جمهور المفسرين، بأنه حصل بكلمة (كن) من غير مادة معتادة.

أنه تكلم في المهد، وآتاه الله الكتاب في تلك السن، فكان في كونه متكلماً صبياً، فتسمى كلمة بهذا التأويل.

إن الكلمة كما أنها تفيد المعاني والحقائق، كذلك عيسى كان يرشد الناس إلى الحقائق والأسرار الربانية.

بشَّرت بقدومه كتب الأنبياء الذين سبقوه، فلما جاء قيل: هذا هو الكلمة.

إن الإنسان قد يلقب بفضل الله، ولطف الله، فكذا عيسى يسمى كلمة الله.

وأما معنى (الكلمة) في قوله (وكلمته ألقاها إلى مريم)، فهي كلمة الله التي يخلق بها المخلوقات، وهي (كن)، وأقرب تفسير لهذه العبارة، أنه سبحانه خلق عيسى بالأمر الإلهي الكوني المباشر، الذي يقول عنه في مواضع شتى من القرآن الكريم: إنه (كن، فيكون)، فلقد ألقى هذه الكلمة إلى مريم، فخلق عيسى في بطنها من غير نطفة أب - كما هو المألوف من حياة البشر غير آدم - والكلمة التي تخلق كل شيءٍ من العدم، لا عجب من أن تخلق عيسى عليه السلام في بطن مريم من النفخة التي يعبّر عنها بقوله (وروح منه).
إن عيسى عليه السلام بالكلمة كان، وليس هو عين الكلمة، فالكلمة التي ألقاها الله عز وجل إلى مريم حين قال له (كن) فكان عيسى بـ (كن) وليس عيسى هو الكن، ولكن بالكن كان، فالكن من الله قوله وليس الكن مخلوقاً، وعيسى بالكن كان، ولذلك هو مخلوق من الله تعالى.

ما هي الروح؟

ينبغي أن نقف هنا وقفة قصيرة لنقدِّم دراسة عن الروح متصلة بقوله تعالى: (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا). وقد وردت (الروح) في القرآن الكريم بمعان منها:

الروح بمعنى الوحي:

كقوله تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾(الشورى: 52).
وقوله تعالى: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴾ (النحل: 2).
وقوله تعالى: ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾ (غافر: 15). ويسمى الوحي روحاً لما يحصل به من حياة القلوب والأرواح.

تعني الروح القوّة والثبات والنصر يؤيد الله بها من يشاء من عباده المؤمنين:

قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ﴾ (المجادلة: 22).

من معاني الروح جبريل عليه السلام وهو أمين الوحي وأحد رؤساء الملائكة الأربعة:

قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ (الشعراء: 192: 194).
وقال تعالى: ﴿ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴾ (مريم: 17).

قوله تعالى عنه أنه (روح القدس):

قال تعالى:﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾(النحل: 102).
وقال تعالى: ﴿ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ (البقرة: 88).

من معاني الروح أنه ملك عظيم يقوم يوم القيامة مع الملائكة.

قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾ (النبأ: 38).
وقال تعالى: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ (القدر: 4).
وقال تعالى:﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾(المعارج: 4).
وتعني الروح الرحمة وقدرة الله وحكمه وأمره وفرجه:
كقوله تعالى:﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾(يوسف:87).

تعني الروح الرزق الحسن الطيب الهنيء، أو الغفران.

قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾ (الواقعة: 88- 89).

قد تعني الروح أيضاً ما تقوم به الحياة، أي: سرّ الحياة وإضافتها إلى الله للتشريف.

كقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ﴾ (السجدة: 9).
وقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ (الحجر: 29).
وقيل عن الروح إنها أمر من أمر الله، وخلق من خلق الله، وقد سـأل عنها اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عزَّ وجل قوله: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ (الإسراء: 85)، والآية السابقة واضحة الدلالة على أن هذه القوة التي تحدث الحياة في الكائن هي من علم الله، وأن الله سبحانه خصَّ نفسه بمعرفة كنهها، وهو وحده الذي يمنحها فتدبُّ الحياة أو يأخذها فتصبح الأجسام هامدة.

(وروح منه):

و(من) في قوله (ونفخنا فيه من روحنا) وقوله (روح منه) ليست للتبعيض؛ لأن روح الله لا تتبعض ولا تتجزأ ولا تنقسم إلى أبعاض وجزئيات وأقسام، وإن (من) هنا ابتداء الغاية، فهي من عند الله سبحانه وتعالى.
ومن غريب ما يُحكى أن واحداً من النصارى ناظرَ علي بن الحسين بن واقد المروزي، وقال له: في كتاب الله (القرآن) ما يشهد أن عيسى جزء من الله، وتلا هذه الآية (وروح منه)، فعارضه ابن واقد بقوله تعالى:﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾(الجاثية: 13)، وقال له: لو صح كلامك للزم أن تكون جميع هذه الأشياء في السماوات والأرض جزءاً من الله، وهذا مستحيل، فسكت النصراني وانقطع، ثم أسلم.
وحال عيسى كحال آدم عليه السلام قال تعالى: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (آل عمران: 59).
وقال تعالى عن خلق آدم ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ (ص: 71- 72)، ولم يقل أحد بأن آدم إله؛ لأن الله نفخ فيه من روحه.
وفي قوله تعالى (وروح منه) إضافة الروح إلى الله هي إضافة أعيان منفصلة عن الله، فهي إضافة مخلوق إلى خالقه، ومصنوع إلى صانعه، لكنها تقتضي تخصيصاً وتشريفاً يتميز به المضاف عن غيره، بمعنى أنها روح خيرية مطيعة لله تعالى.
ولم يقتصر القرآن الكريم على إضافة المسيح فقط إلى الله، بل إنه أضاف إلى الله الأمور الآتية، وكلها إضافات إليه تعالى إضافة تشريف:

روح آدم عليه السلام في قوله للملائكة عنه: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ (الحجر: 28- 29).

الناقة معجزة صالح عليه السلام إلى قومه ثمود، وذلك في قوله تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ﴾ (الشمس: 11- 12 - 13).

بيت الله الحرام، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ (البقرة: 125).

عبد الله وهذا في قوله تعالى:﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾(الجن: 19).

ما سخره الله لبني آدم مما في السماء والأرض وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الجاثية: 13).

ويتبين إذن أن المقصود بالكلمة والروح غير ما قصده النصارى، المسيح بأمرٍ من الله (كن) خلق بنفخ الملك المعبّر عنه بالروح، وأن ذلك ليس ميزة خصَّ بها المسيح - كما يدعي النصارى - ترفعه إلى رتبة الألوهية قال تعالى: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (آل عمران: 59).
فما صح وما استقام أن المسيح وهو بشر اصطفاه الله لتبليغ الرسالة إلى قومه الإسرائيليين وأعطاه الكتاب الذي يرشدهم إلى عبادة ربهم، وأعطاه الحكمة وحسن التصرف في الأمور، وأعطاه الله النبوة العاصمة من الخطأ، ثم يتنكر لربه الذي اختاره للهداية، فيقول للناس: كونوا عباداً لي إشراكاً مع الله أو إفراداً، ولكن يقول لهم كونوا علماء عاملين كاملين في العلم والعمل، لأنكم تعلمون الناس الكتاب وتدرسونه فأولى بكم أن تتبعوه ولا تحيدوا عنه.
كما أنه ما صح وما استقام أن يأمرهم أن يتخذوا الملائكة ومنها روح القدس، والنبيين أرباباً، فلا يليق به وهو رسول من عند الله أن يأمرهم بالكفر قد إذ هم مسلمون، أي مخلصون ومنقادون لربهم، ولكن نتج كل ذلك بخلطهم الحق بالباطل، وتحريفهم آيات التوراة والإنجيل وسوء تأويلها.
قال تعالى مؤنباً لهم: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 79- 80).
إنَّ إضافة الروح إلى الله في قوله تعالى (وروح منه)، هي إضافة تشريف وتكريم وتفضيل، ولما كان من معاني الروح الرحمة والنعمة من الله على عباده، لذلك كان المسيح رحمة من الله لقومه ونعمة عظيمة منه عليهم إذ كان يرشدهم إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، فسمّي روحاً من الله، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ (النساء: 171).

مراجع البحث:
- علي محمّد محمّد الصّلابيّ، المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام (الحقيقة الكاملة)، 2019م ص (127:120)
- عبد القادر بخوش، أديان العالم المقارن، دار الضياء للنشر، الكويت، ط1، 2014، ص 195.
- ابن تيمية، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، تحقيق: علي بن حسن بن ناصر وعبد العزيز بن إبراهيم العسكر وحمدان بن محمد الحمدان، دار العاصمة للنشر، الرياض، السعودية، ط2، 1999، 1/270.
- محمد عزت الطهطاوي، الميزان في مقارنة الأديان حقائق ووثائق، دار القلم دمشق، الدرر الشامية بيروت، ط1، 1413ه، 1993م، ص. ص 185 – 186 -187.
- أحمد شلبي، المسيحية: مقارنة الأديان، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط8، 1984، ص 44.
- صلاح الخالدي، القصص القرآني: عرض وقائع وتحليل أحداث، دار القلم، دمشق، ط1، 1419ه – 1998م، 4/235
- أحمد الشرقاوي، المرأة في القصص القرآني، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2001م، ص. 2/739.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022