الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

أهمية الإيمان بالكتب السماوية

الحلقة: السادسة والعشرون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

شوال 1441 ه/ يونيو 2020

1 ـ الإيمان بالكتب السابقة ركن من أركان الإيمان، لا يتم الإيمان إلا به.
2 ـ الإيمان بالكتب السابقة يؤكّد وحدة الرسالات الإلهية، وأنّ الإسلام جامعٌ لكلِّ الديانات السماوية، والمسلمون أولى الناس جميعاً بقيادة البشرية على نهج الإسلام، فالمؤمن يعتقدُ أنّ أي طائفة من أهل الكتاب يملكون أساساً وأصلاً لدينهم، وهذا ممّا يجعلُ أهل الكتاب قريبين من الإسلام والمسلمين لو أنصفوا، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴾ [الشورى: 13].
3 ـ الإيمان بالكتب الإلهية جزءٌ من الإيمان بالقرآن، وجزءٌ من الإيمان بأنَّ الله سبحانه هو الهادي، وأنَّ هداية الله لم تنقطع عن البشر، فما مِنْ أمةٍ إلا وقد أنزل الله بها هدًى، قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24].
4 ـ المسلم يؤمن أنّ القرآن قد اشتمل على كلّ ما سبقه من كتب، وهو سليم من أي تحريف، فالقرآن يصدق بالكتب السابقة، وهو المرجع الوحيد لبيان ما فيها من حق، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾ [المائدة: 48].
5 ـ الإيمان بالكتب السابقة ينمي لدى المسلم الشعور بوحدة البشرية، ووحدة دينها، ووحدة رسلها، ووحدة مصدرها، وأنّ الأمة الإسلامية ورثت العقائد السماوية ووحدة النبوات منذ فجر البشرية، والمحافظة على تراث العقيدة، وتراث النبوة، ورائدة موكب الإيمان على الأرض إلى آخر الزمان.
6 ـ الإيمان بالكتب السابقة، ينقي روح المؤمن من التعصب الذميم ضد الديانات، وضد المؤمنين بالديانات، ما داموا على الطريق الصحيح.
والموقف الذي ينبغي أن يتّخذه المسلم من تلك الكتب «التوراة والإنجيل»، أن يؤمن بما ورد فيها مما قرره القرآن الكريم، أمّا ما وردَ مخالفاً أصول القرآن العامة فلا يؤمن به، بل يعتقدُ في بطلانه، أما ماعدا ذلك من القصص والمواعظ التي لم يذكرها القرآن، ولا تناقض أصوله فلا يصدقها ولا يكذبها، وذلك اتباعاً لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا امنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقاً لم تكذبوهم، وإن كان باطلاً لم تصدقوهم».
فأخبار أهل الكتاب على ثلاثة أقسام:
الأول: ما علمنا صحته، وشهد له بالصدق ما بأيدينا من الوحي؛ فذاك صحيح.
الثاني: ما علمنا كذبه، ودلّ على كذبه مخالفته لما لدينا من الوحي.
الثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل، ولا من هذا القبيل، فلا نؤمنُ به ولا نكذبه، وتجوزُ حكايته لما أخرج البخاري في «صحيحه» أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «بلغوا عني ولو اية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار».


يمكنكم تحميل سلسلة كتب الإيمان كتاب:
الإيمان بالقرآن الكريم
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book172.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022