مراتب الجهاد الأربع
الحلقة: السابعة عشر
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
رمضان 1441 ه/ أبريل 2020م
أ ـ جهاد النفس:
وله أربع مراتب:
إحداها: أن يجاهد على تعلم الهدى، ودين الحق الذي لا فلاح لها، ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا بها، ومتى فاتها علمه، شقيت في الدارين.
الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.
الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمه من لا يعلمه، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله.
الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق ويتحمل كل ذلك لله.
فإذا استكمل هذه المراتب الأربع، صار من الربانيين، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يُسمى "ربانياً" حتى يعرف الحق، ويعمل به، ويعلمه، فمن علم وعمل وعلَّم فذاك الذي يدعى عظيماً في ملكوت السماوات .
ب ـ جهاد الشيطان :
وله مرتبتان:
إحداهما:جهاده على دفع ما يأتي إلى العبد من الشبهات والشكوك الفادحة في الإيمان.
الثانية: جهاده على دفع ما يُلقى إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات.
فالجهاد الأول: يكون بعدة اليقين،، والثاني: يكون بعدة الصبر. قال تعالى: " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ" (السجدة : 24) ، فأخبر أن أمامه الدين، إنما تُنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة، واليقين يدفع الشكوك والشبهات.
ج ـ جهاد الكفار والمنافقين:
وأما جهاد الكفار والمنافقين، فله أربع مراتب: بالقلب، واللسان، والمال، والنفس، وجهاد الكفار أخصُّ باليد، وجهاد المنافقين أخصُّ باللسان.
د ـ جهاد الظلمة والفسّاق :
وأما جهاد أرباب الظلم، والبدع، والمنكرات، فله ثلاث مراتب:
الأولى: باليد إذا قدر، فإن عجز، انتقل إلى اللسان، فإن عجز، جاهد بقلبه.
فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد "ومن مات ولم يغز، ولم يحدّث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق .
ولا يتمُّ الجهاد إلا بالهجرة، ولا الهجرة والجهاد إلا بالإيمان، والرّاجون رحمة الله هم الذين قاموا بهذه الثلاثة قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌرَّحِيمٌ" (البقرة: 218) .
وكما أن الإيمان فرض على كلَّ أحد، ففرض عليه هجرتان في كل وقت: هجرة إلى الله عز وجل بالتوحيد، والإخلاص والإنابة والتوكل، والخوف، والرجاء، والمحبة، والتوبة. وهجرة إلي رسوله بالمتابعة، والانقياد لأمره، والتصديق بخبره، وتقديم أمره وخبره على أمر غيره وخبره "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إمرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه .
وفرض عليه جهاد نفسه في ذات الله، وجهاد شيطانه، فهذا كله فرض عين، لا يتوب فيه أحد عن أحد.
وأما جهاد الكفار المنافقين، فقد يُكتفى فيه ببعض الأمة إذا حصل منهم مقصود الجهاد .
يمكنكم تحميل سلسلة كتب الإيمان كتاب :
الإيمان بالقدر
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book96.pdf