السبت

1446-11-12

|

2025-5-10

إلى العمل (1)

الحلقة الثانية والثلاثون من كتاب

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

ربيع الآخر 1443 هــ / نوفمبر 2021

- بين الإسراء والهجرة:

حينما أذن الله جل وعز لنبيه صلى الله عليه وسلم بالإسراء إلى بيت المقدس أتاه جبريل بالبُراق، والبُراق دابة تضع حافرها عند منتهى طرفها، وهذا من الغيب الذي لا نعلمه ولا نكيفه، لكن نؤمن به ونقف عند هذا الحد، ولا فائدة للعقل أن يستطرد وراء البحث والتفاصيل في أمور لا يدركها، وإنما ينبغي أن يتسلط العقل على القضايا التي يحسنها ويتقنها ويملك آلتها.

حينما أذن الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة لم يأته البُراق، ولم ينزل عليه جبريل، وإنما تعبَّده ربه جل وعز أن يتدبر الأسباب ويحاولها، فرتب الأمور سرًّا، وتواعد مع أبي بكر وخرج سرًّا حتى من أهله صلى الله عليه وسلم، وأخذ الرواحل وركبها، وسلك طريقًا بعيدة وعرة عكسية حتى يفوت على الطلب، واختفى في الغار أيامًا حتى هدأ الطلب عنه، ثم انطلق إلى المدينة، وقد تعرض فيها لمخاطر عدة منها:

- قصة سراقة:

قصة سُراقة بن مالك بن جُعْشُم المُدْلِجِي، الذي حاول أن يحصل على الجائزة (مئة ناقة) لمَن يظفر بالنبي صلى الله عليه وسلم حيًّا أو ميتًا، ولكنه فوجئ بالرصد وبالمدد وبالحفظ الإلهي، فساخت قوائم فرسه، فكان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو في ظاهر الأمر شريد طريد: اكتب لي كتاب أمان. فيؤمنه النبي صلى الله عليه وسلم، بل يعده فيقول له: «كَيْفَ بِكَ يَا سُرَاقَةُ إِذَا لَبِسْتَ سِوَارَيْ كِسْرَى؟». فيقول: كِسْرى بن هُرْمُز؟ قال: «نَعَمْ، كِسْرَى بنُ هُرْمُزَ». فيتعجب سراقة، ويتحقق هذا الوعد في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.

رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي

http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022