السؤال:
أعاني من احتباس البول أجلكم الله مما يضطرني أن أتبول وأنا واقف يتطاير رذاذ البول إلى قدمي ، فأخشى أن أدخل والعياذ بالله في وعيد الشخص الذي مر بقبره النبي صلى الله عليه وسلم وقال أنه يعذب في قبره لأنه كان لا يستبرىء من بوله، فما حكم الشرع في حالتي هذه التي تلازمني منذ سنوات
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله .
الأصل في قضاء حاجة البول هو الجلوس لما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت : «مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالَ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ، مَا كَانَ يَبُولُ إِلَّا جَالِسًا " وقد كره كثير من الفقهاء البول قائما ولعل السبب في الكراهة هو خوف أصابة الثياب بالبول وعدم الاستبراء منه، وهو ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي اشرت إليه في سؤالك
ولكن إن كان بالمسلم عجز أو زيادة ألم بسبب القعود أو خوف من الجلوس على مكان غير نظيف، فإن الكراهة تزول تماماً ويجوز له التبول قائماً، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه " بَالَ قَائِمًا مِنْ جُرْحٍ كَانَ بِمَأْبِضِهِ» أي تحت ركبته . وكذلك لحديث حذيفة رضي الله عنه :" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا" وقد رويت هذه الرخصة عن سيدنا عمر وعلي وزيد بن ثابت وابن عمر رضي الله عنهم
أما ما قد يتطاير على ثوبك بسبب هذا العذر، فالأصل أن تحاول التحرز منه وتجنبه قدر وسعك، وإلا فإني أرجو أن يكون معفو عنه، وقد استقرت كلمة الفقهاء على هذا الحكم حتى صار هذا النهج قاعدة من قواعد الفقه " ما لا يمكن الاحتراز منه فهو معفو عنه "
والله تعالى أعلم .
أجاب على السؤال فضيلة الشيخ الدكتور ونيس المبروك جزاه الله خيراً