الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

 السؤال: 

لدي اخ شقيق من اب وام وهو يصلي ثلاث اوقات في اليوم مع العلم هناك خمس اوقات الصلاة  يصلي الفجر والمغرب والعشاء ولا يصلي الضهر والعصر يقول بان صلاة الظهر والعصر غير موجودين بتاتاً  
السؤال هو كم من صلاة في اليوم  مع الشرح والتفسير لاقناعه بها

 

 الجواب: 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله .
ما يقوم به شقيقك هو مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وينبغي أن يجالس بعض الدعاة أو أهل العلم حتى يشرح له فرائض الإسلام وأدلتها، أما قوله بأن صلاة الظهر والعصر لا وجود لهما فهذا دون شك جهل كبير، أو أنه متأثر بطائفة ضالة لا تأخذ إلا ما وجد في القرآن الكريم ، بل إنه لن يجد في القرآن أن الصلوات ثلاث فقط، وهذا المسلك يهدم كل الشريعة الإسلامية بما في ذلك فريضة الصلاة ونصاب الزكاة ومناسك الحج وغير ذلك من المعاملات والعبادات، لأن من ينكر السنة الصحيحة فقد أنكر بيانها للقرآن وأحكامه ، وجحد ما أمرنا الله تعالى باتباعه في أكثر من موضع في القرآن الكريم كما في قوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وقوله تعالى : ( وَمَاءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) . 
وقد جاء ذكر الصلوات الخمس دون التصريح باسمها كما في قوله تعالى : " فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ" قال ابن عباس رضي الله عنه " ( فسبحان الله حين تمسون ) صلاة المغرب والعشاء ، ( وحين تصبحون ) صلاة الفجر ، ( وعشياً ) العصر ، ( وحين تُظهرون ) الظهر . ووافقه على ذلك الضحاك وسعيد بن جبير وجمع من المفسرين .
وقد روى البخاري في صحيحه أن أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا، فَقالَ: أخْبِرْنِي ما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ فَقالَ: شَهْرَ رَمَضَانَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا، فَقالَ: أخْبِرْنِي بما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ فَقالَ: فأخْبَرَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَرَائِعَ الإسْلَامِ، قالَ: والذي أكْرَمَكَ، لا أتَطَوَّعُ شيئًا، ولَا أنْقُصُ ممَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شيئًا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفْلَحَ إنْ صَدَقَ، أوْ دَخَلَ الجَنَّةَ إنْ صَدَقَ.

وشقيقك يحتاج إلى ترفّق في دعوته وبيان شرائع الإسلام ومراتب التشريع وتجنب ما ينشر من شبهات حول الإسلام والسنة النبوية. والله أعلم 


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022