السؤال
انا عراقي مقيم في بلجيكا، هل يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر او المغرب والعشاء بدون سبب قوي ؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فبداية - أخي - لا بد أن تعلم أن دين الله مبنيٌّ على اليسر؛ كما قال سبحانه {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقال سبحانه {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} وقال {لا نكلف نفساً إلا وسعها} وقال {لا تكلف نفس إلا وسعها} وقال {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها} وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن هذا الدين يسر" وقال "إن أحب الدين إلى الله أيسره" وقال "يسروا ولا تعسروا" وقال "إنما بعثتم ميسرين" ومن هنا أباح لنا ديننا الجمع بين الصلاتين المشتركتين في الوقت؛ أعني الظهرين والعشاءين، وذلك في حال السفر والمرض والمطر والوحل والخوف والمشقة.
ولا شك أن الصيف في أكثر بلاد أوروبا يطول نهاره جداً بحيث يشق على كثير من الناس أن ينتظروا صلاة العشاء وفي الوقت نفسه يوقعوا صلاة الفجر في وقتها المشروع، ومن هنا صدرت فتوى المجلس الأوروبي بجواز الجمع بين العشائين، وعليك أن تعلم أن المجلس يضم نخبة من فقهاء ثقات وأئمة أثبات على رأسهم العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله، وما يصدر عنهم من فتاوى إنما يكون بعد بحث وتمحيص وإدراك للواقع مع الأخذ بالأدلة الشرعية التي توجب الرفق بالمكلفين والتيسير على المستفتين ما استطاع المفتي إلى ذلك سبيلا. وعليه فلا حرج عليكم في الجمع بين المغرب والعشاء تقديماً أو تأخيراً بحسب ما يتيسر لكم؛ وما ينبغي لك تأخير العشاء إلى وقتها الضروري لتصليها قبل الفجر بقليل؛ لأنك بذلك تكون قد تركت الرخصة ووقعت في المكروه أو الحرام، وقد ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال جمَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ مَطَرٍ. فَقِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لاَ يُحْرِجَ أُمَّتَهُ. رواه أبو داود والنسائي والترمذي، والله الموفق والمستعان.
أجاب عن السؤال فضيلة الدكتور عبد الحي يوسف
أستاذ الشريعة في الجامعة الإفريقية العالمية في السودان