الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

(الصلاة بين الأعمدة)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: السابعة والستون

شعبان 1444ه/ فبراير 2023م

 

يُكره أن ينشئ المصلون الصف بين الأعمدة التي تقطع الصفوف لغير ضرورة؛ وقد ورد النهي عن ذلك، فعن عبد الحميد بن محمود قال: صليتُ مع أنس بن مالك يوم الجمعة، فدَفَعْنا إلى السواري (الأعمدة)، فتقدمنا وتأخرنا، فقال أنس: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن معاوية بن قرة عن أبيه قال: كنا نُنهى أن نصُفَّ بين السواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونُطْرَد عنها طردًا.

والنهي هنا للكراهة وليس للتحريم، قال الترمذي: وقد كره قوم من أهل العلم: أن يُصَفَّ بين السواري. وبه يقول أحمد، وإسحاق. وقد رخص قوم من أهل العلم في ذلك.

قال الشوكاني: «وبالكراهة قال النخعي. وروى سعيد بن منصور في سننه النهي عن ذلك عن ابن مسعود وابن عباس وحذيفة، قال ابن سيد الناس: ولا يعرف لهم مخالف في الصحابة، ورخص فيه أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن المنذر قياسًا على الإمام والمنفرد».

أما الإمام والمنفرد، فلا بأس أن يصليا بين الأعمدة، لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة بين الساريتين، ولأن النهي عن الصلاة بين الأعمدة إنما هو لقطع الصف كما قدمنا، فإذا لم يكن هناك صف، فلا بأس بالصلاة بينها.

وما سبق من حكم الصلاة بين السواري لا يختص بالمساجد، بل حيثما أقيمت الجماعة، فالسنة إلصاق المناكب بين المصلين، وكراهية قطع الصفوف بالعُمُد أو الأمتعة.

 

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص160-158


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022