الخميس

1446-06-25

|

2024-12-26

إضاءة في كتاب سيرة الزعيم محمد إدريس السنوسي

بقلم: د. علي محمد الصَّلاَّبي

 

هذا الكتاب السابع في سلسلة (صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الإفريقي) يتحدث عن سيرة الزعيمين محمد إدريس السنوسي، وعمر المختار.

فالسيد محمد إدريس السنوسي تولى زعامة الحركة السنوسية في ظروف دولية وإقليمية ومحلية شديدة الصعوبة، واستطاع أن يقود قبائل برقة بحكمة وسياسة وحزم، ودخل في مفاوضات مع بريطانية وإيطالية لكي يحقق بعض المصالح لشعبه وبلاده، فيتحدث هذا الكتاب عن تلك المفاوضات بشيء من التفصيل، وعن الأسباب التي جعلته يضطر للمباحثات مع الدولتين البريطانية والإيطالية، وعن حكومة برقة التي تزعمها الأمير إدريس، وعاصمتها، ومجالسها، والأعمال التي حققتها، ويتطرق الكتاب للأسباب التي جعلت السنوسيين يصطدمون بالأتراك، ويشير الكتاب إلى الأسباب التي جعلت ليبية في الحرب العالمية الأولى تنقسم إلى شطرين: شرقي وغربي، ولماذا تحالف الطرابلسيون مع تركية وألمانية ضد الحلفاء؟ ولماذا تحالف البرقاويون مع بريطانية ضد المحور؟ وما أثر ذلك الانقسام الخطير على ليبية؟ وما موقف الطرابلسيين من الأحداث بعد هزيمة تركية وألمانية في الحرب العالمية الأولى؟ وكيف ظهرت الجمهورية الطرابلسية إلى حيز الوجود؟ ومن أصحاب هذه الفكرة؟ وما العوامل التي ساعدت على ظهورها؟ وما حقيقة مجالسها الشورية، والشرعية والرئاسية والاستشارية؟ وهل استجابت الدول الكبرى لبلاغاتها؟ وما هو القانون الأساسي الذي اتفق عليه الإيطاليون والطرابلسيون؟ وما أول حزب سياسي أقامه الطرابلسيون؟ وما أول جريدة في طرابلس تؤيد الجمهورية الطرابلسية؟ وما قرارات مؤتمر غريان؟ ولماذا كان اجتماع سرت بين زعماء طرابلس وبرقة؟ وما القرارات التي توصل إليها المجتمعون؟ ولماذا بايع أهل طرابلس الأمير إدريس السنوسي؟ وهل وافق الأمير على تلك البيعة؟ ما الأسباب التي دفعت الأمير محمد إدريس لمغادرة البلاد إلى مصر؟ ولماذا عاد القتال بين إيطالية والليبيين؟ وما العوامل التي ساعدت إيطالية على إخماد حركة الجهاد في غرب ليبية؟

ويتحدث الكتاب عن المقاومة التي قادها أحمد السويحلي وسعدون وصفي الدين السنوسي، وبشير السعداوي في غرب ليبية حتى سكنت حركة الجهاد في غربها، واستمرت جذوتها في برقة، وكيف قاد كتائب المجاهدين الشيخ الجليل عمر المختار؟

ويوضح الكتاب أحوال ليبية بعد استشهاد عمر المختار، وعن مصير حركة الجهاد التي قادها يوسف بورحيل والمجاهدون، وعن اضطهاد واستعباد الإيطاليين لمسلمي ليبية بعد القضاء على الحركة.

ويصف الكتاب أحوال المهاجرين الليبيين في مصر والشام وتونس، ويدوِّن للأجيال بعض القصائد الرائعة التي نظمها الأجداد شوقاً وحباً لديارهم، كالتي قالها الأستاذ بشير السعداوي رحمه الله:

قالوا تحن إلى البلاد وأهلها      فأجبتهم هي بغيتي ومرادي
تالله لم أشغف بغير طلالها      ولا منيتي مالت لغير بلادي
في حب هاتيك الديار وأهلها  ذابت حشاشة مهجتي وفؤادي
بالله يا ريح الصبا ونسيمه      إن زرت يوماً منزلاً لسعادي
ابسط لها شوقي وَفَرْطَ صبابتي  واهدِ تحياتي لها وودادي
واخفض جناح الذل عني وقل لها   أسرفت في هجري وفي إبعادي
حَرُّ النوى أوهى فؤادي وإنني   متهتِّك متمزِّق الأكباد
مذ غردت بالبين أغربة النوى   من بيننا ما ذقت طعم رقادي
أمسى سميري في الدجى بدر السما والبدر جسم لا يجيب مناد
فلطالما ناديت في غسق الدجى حِبي فتذهب صيحتي في واد
لهفي على تلك الديار وأهلها   قوم لهم في المكرمات أياد
لا زلت أصبو بحبهم وودادهم   رغماً على أنف الزمان العادي

– ويبين الكتاب جهود المهاجرين في ديار المهجر حتى ضاقت بهم إيطالية، ويجد القارئ وثيقة تاريخية مهمة قامت بإعدادها الجمعية الطرابلسية البرقاوية، وقدمتها كورقة عمل للمؤتمر الإسلامي في القدس عام (1931 م).

ويقف الباحث عند الحرب العالمية الثانية، ويتحدَّث عن كونها اية من آيات الله في تصريف أمر الدول والشعوب والأمم وفق سننه وقوانينه في المجتمعات البشرية، ومن السنن التي وقف عندها الكاتب: أنه عندما تتجبر أمة من الأمم وتعلو في الأرض، ويصيبها البطر والكبرياء يهيئ الله لها أسباب الانهيار والزوال، كما يكون الزوال والانهيار بفشو الظلم، وعدم إقامة العدل.

ويتحدث الكتاب عن الأمير إدريس في مصر وعن دوره في جمع زعماء ليبية والتشاور معهم، ودراسة احتمالات الموقف، ووضع الخطط التي يجب أن يسيروا عليها، وعن جهوده العظيمة في تكوين الجيش السنوسي الذي كان له أثر فعال في الحرب العالمية الثانية في شرق ليبية، وكيف ساهم ذلك الجيش في إخراج الطليان من بلادنا؟.

ويتكلم الكاتب عن اعتراض الليبيين عن موقف الدول الكبرى وخصوصاً بريطانية من قضيتهم العادلة بعد الحرب العالمية الثانية، ويأتي بوثيقة تاريخية كتبها عمر فائق شنيب عام (1945 م)، وكان عنوان المقالة (ليبية مهد البطولة)، وجاء فيها:... ((وبصفتي أحد قادة الحركة الوطنية وعضو الجمعية الوطنية التي ارتبطت مع بريطانية يوم 9 أغسطس (1940 م)، أصرِّح بأن الوضع الحالي في ليبية شاذ لا يتناسب في شيء مع العدل والإنصاف، ولا مع وعود الحلفاء بأي وجه كان، بل إن ما يعانيه الشعب الليبي اليوم لا يختلف عن الاستعمار البغيض، وأن الشعب الليبي يتطلب إقامة حكومة وطنية شرعية تحت إدارة أميره المطاع (إدريس السنوسي) بأسرع ما يمكن؛ ليحقق لها اختيار الجهة التي ترغب في الارتباط معها. أقول هذا لدول الحلفاء عامة، ولدولة بريطانية العظمى خاصة قبل أن يعم الاستياء الذي أخذ يتسرب إلى النفوس، وتتبدل وجهات النظر من الإخلاص والمحبة والتعاون النزيه، إلى المقت والبغض والمشاكسة، ويطغى اليأس؛ فتنعكس الآية ولا ينفع الندم، وإن ليبية رغم قلة عددها، وفقدان عدادها، ومعرفتها بأنها لا تقوى على مقاومة الدول العظمى مع أنها جربت في حرب إيطالية، تفضل أن تضرب يوماً بألف، بل بمليون قنبلة ذرية حتى ينقطع فيها النسل والذرية على أن يطأ أرضها إيطالي، أو أن تمس كرامتهـا، أو ينتقص شيء من حريتهـا واستقلالها وحقهـا في الحيـاة، أو يقرر مصيرها الغير بدون إرادتها، وهي علَّمت الشعوب معنى التضحية في سبيل الحرية

والاستقلال، من سنة (1911 م) إلى يومنا هذا، والتاريخ شاهد عدل..)).

ويتحدث الكتاب عن الجمعيات التي أسست خارج ليبية، وعن حل الأحزاب وإنشاء المؤتمر الوطني في برقة، واضطراب الأحزاب في طرابلس، ويأتي بنص قرار الأمم المتحدة بشأن ليبية، وبأسماء اللجنة التحضيرية المختصة بالإعداد للجمعية الوطنية، وبأسماء الجمعية الوطنية التأسيسية والتي عرفت بلجنة الستين، ويجد القارئ نصَّ مبايعة الجمعية الوطنية التأسيسية للأمير إدريس السنوسي ملكاً دستورياً للمملكة الليبية المتحدة عام (1950 م)، ونص الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك بمناسبة إعلان استقلال ليبية يوم 24 ديسمبر (1951 م)، وقصيدة الاستقلال للشاعر أحمد رفيق المهدوي.

وتعرض الكاتب في هذا الكتاب لاهتمامات الملك، فتحدث عن اهتمامه بالدين والعلم والأخلاق، وحبه للشعب وحب الشعب له، ونصحه لزعماء العرب، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وعن أدب العبارة في خطاباته وسمو معانيها وتواضعها الجم، والدعوة إلى الخير والتقوى، واهتمامه بالثورة الجزائرية، وحديثه عن الوحدة العربية وحالة العرب، وعن مفهوم الأخوة الإسلامية والعروبة عند الملك، وعن نظرته للعمل الإصلاحي، وعن الزعيم الأساسي الذي يؤسس حكومة راسخة البنيان، وعن مكانة الصحافة في زمن الملك، وحرية الكلمة في مجلس النواب، وعن استقالته الأولى عام (1965 م)، ونقل الكاتب استقالته الثانية قبل انقلاب عام (1969 م) التي جاء فيها: ... والذي أختتم به قولي بأن أوصي الجميع من أبناء وطني بتقوى الله في السر والعلن، وإنكم جميعاً في أرغد عيش وأنعم النعم من الله تبارك وتعالى، فاحذروا من أن يصدق عليكم قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: 112] .

فالله الله مما يغضب الله، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، ولا تفرقوا، قال رسول الله (ﷺ): « لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم».

وتحدث الباحث عن نزاهة ملك ليبية وعفته، وكيف كان حاله في تركية عند حدوث الانقلاب، وكيف اعتذر للمسؤول المالي المرافق له عن أخذ ما تبقى من

المال وقال له: ((يا بني أنا بالأمس كنت ملك ليبية، ولكني لم أعد كذلك اليوم، وبالتالي فإن هذا المال لم يعد من حقي، ويجب أن يسلم إلى خزينة الشعب)).

ويتحدث الكتاب عن أقوال المؤرخين في الملك السابق، وعن وفاته بمصر، ودفنه بالبقيع بالمدينة المنورة في مايو عام (1983 م).

هذا وقد تركت ما يتعلق بالمملكة الليبية بسبب قلة المصادر وندرة الوثائق التي بحوزتي، واقتصرت الحديث على الملك إدريس كزعيم وقائد، وإني أشعر بضعف المادة التي أمامي فيما يتعلق بتلك الأحداث؛ لأن قضايا ذلك العهد على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لملابساتها واثارها الممتدة إلى زمننا الحاضر، وخصوصاً وإني قد بحثت في أسباب سقوط المملكة بحثاً دقيقاً، وطلبت من رجال عاشوا تلك المرحلة المساهمة في دراسة وتتبع الأسباب التي أدَّت إلى سقوط المملكة الليبية، ولكن التفاعل كان ضعيفاً، واعتذر البعض لأسباب أمنية، وقد علمت بأن بعض الذين عاصروا تلك الأحداث قد كتبوا مذكرات مهمة في تلك المرحلة، وينتظرون الوقت المناسب لنشرها؛ لذلك رأيت من الحكمة والتعقُّل التريث حتى يأذن الله في نشرها؛ لأنها سوف تساهم بإذن الله تعالى في توفير معلومات تساعد الباحثين على تقصي الحقائق، والوصول إلى نتائج صحيحة مبنية على معلومات يقينية، فإن كان للعمر بقية وأذن الله في مواصلة هذه الرحلة الطويلة التي بدأتها من الفتح الإسلامي إلى هذا الكتاب؛ فإنني بإذن الله تعالى سوف أواصل المسيرة، وإلا فأقلام الليبيين لم تجف ولن تجف بإذن الله تعالى في تدوين تاريخها؛ لأن شعبنا ليس بعقيم بل يملك الطاقات الكامنة في كافة مجالات الحياة السياسية، والتاريخية، والأدبية، والتربوية، والاقتصادية، وكم أتمنى أن يهيئ الله الأسباب لجمع المادة عن المملكة لأحد من أبناء بلادي، فيواصل المسيرة المهمة في بناء الشعوب، فيكون البناء تراكمياً، ونكون تابعين لمن سبقنا في الكتابة عن تاريخ بلادنا الحبيبة.

إن فترة المملكة الليبية من عام (1951 م إلى 1969 م) غنية بالأحداث على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وتحتاج إلى دراسة واعية وباحث مدقق يتوخى العدل والإنصاف، ويشمر عن سواعد الجد والاجتهاد، ويعتمد على القويِّ العزيز الوهاب، ثم على الوثائق والحجج والبراهين.

 

هذا وإني أشيد بالمجهودات القيمة التي قام بها كل من الوزيرين السابقين؛ مصطفى بن حليم ومحمد بن عثمان الصيد في كتابة مذكراتهم ثم نشرها بغية استفادة الأجيال منها، إن الجهود التي قام بها الوزيران السابقان تستحق الثناء، والتقدير؛ لأنها أصبحت مرجعاً مهماً من مراجع تلك المرحلة، وتعتبر من المبادرات الرائعة والرائدة؛ لأن أصحابها عاشوا تلك الأحداث وساهموا في صناعة بعضها، كما أنهم حطموا جدار الصمت، وكتبوا تاريخهم السياسي الذي في حقيقته أصبح ملكاً للأجيال الصاعدة، بغضِّ النظر عن اختلاف الآراء حول تلك المذكرات.

إن الاعتناء بتاريخ بلادنا وبلاد المسلمين تظهر أهميته في هذا العصر الذي استخدم فيه التاريخ كأداة لتوجيه الشعوب وتربيتها كما يريد القادة والساسة، بل استعان بهذا العلم أصحاب المذاهب الفكرية الهدامة في فلسفة مذاهبهم المادية وتدعيمها، حتى أصبح هذا العلم عند الأمم المتقدمة في مكانة سامية لا يعلوها علم اخر.

إن دراسة التاريخ بوجه عام، وتاريخ الأمة المسلمة على وجه الخصوص لا ينبغي في دراسته تحقيق الرغبات والحاجات الدونية، بل من أجل الوصول إلى القمة العليا؛ ألا وهي إحياء الأمة بكتاب الله وسنة رسوله (ﷺ)، ومعرفة كيفية التعامل مع سنن النهوض والصعود بالشعوب، واجتناب سنن السقوط والهبوط.

قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ  كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ﴾ [غافر: 82].

هذا وقد قمت بتقسيم الكتاب إلى مقدمة وثلاثة فصول وخلاصة؛ وهي كالاتي:

المقدمة.

• الفصل الأول: محمد إدريس، ويشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: اسمه ونسبه وولادته وشيوخه وحجه.

المبحث الثاني: موقف الإسلام من المعاهدات مع العدو.

المبحث الثالث: الجمهورية الطرابلسية.

• الفصل الثاني: عمر المختار رحمه الله نشأته وأعماله واستشهاده، ويشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: نشأته وأعماله.

المبحث الثاني: استمرار العمليات والدخول في المفاوضة.

المبحث الثالث: الأيام الأخيرة من حياته ووقوعه في الأسر، ثم إعدامه.

• الفصل الثالث: الليبيون بين المهجر والاستقلال، ويشتمل على خمسة مباحث:

المبحث الأول: الليبيون في المهجر.

المبحث الثاني: الحرب العالمية الثانية.

المبحث الثالث: قرار الأمم المتحدة بشأن ليبية.

المبحث الرابع: الملك إدريس رحمه الله وشيء من سيرته.

المبحث الخامس: نظرة في كتاب الملك إدريس في اتحاد العرب، وائتلاف الموحدين، وبعض المقابلات الصحفية.

هذا وقد انتهيت من كتابة هذه السلسلة التاريخية يوم الثلاثاء 1 ربيع الأول (1420 هـ)، الموافق 15 يونيو (1999 م)، والفضل لله من قبل ومن بعد، وأسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا العمل قبولاً حسناً، وأن يكرمنا برفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

قال تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا  وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ  وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [فاطر: 2] .

وبهذا الكتاب أضع سلسلة: صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الإفريقي بين يدي قارئها، ولا أدعي الكمال فيها، قال الناظم:

وما بها من خطأ ومن خلل     أذنت في إصلاحه لمن فعل
لكن بشرط العلم والإنصاف    فذا وذا من أجمل الأوصاف
والله يهدي سبل السلام        سبحانه بحبله اعتصامي

– فللّه الحمد على ما منّ به عليّ أولاً واخراً، وأسأله سبحانه بأسمائه الحسنى

وصفاته العلا أن يجعل هذه السلسلة التاريخية لوجهه خالصة، ولعباده نافعة، وأن يثيبني على كل حرف كتبته، ويجعله في ميزان حسناتي، وأن يثيب إخواني الذين أعانوني بكافة ما يملكون من أجل إتمام هذا الجهد المتواضع، ونرجو من القارئ الكريم أن لا ينسى العبد الفقير إلى عفو ربه ومغفرته ورحمته ورضوانه من صالح دعائه.

قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ۝١٨٠ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ۝١٨١ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۝١٨٢﴾ [الصافات: 180-182].

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إلـه إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الفقير إلى عفو ربه ومغفرته

علي محمد محمد الصلابي

 

كتاب سيرة الزعيم محمد إدريس السنوسي، متوفر على الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي على الرابط التالي:

http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/35

 


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022