إضاءة في كتاب
تاريخ دَوْلَتَي المُرَابِطينَ وَالمُوَحّدينَ في الشمال الإفرِيقِي
بقلم: د. علي محمد الصَّلاَّبي
هذا الكتاب هو صفحات من التاريخ الإسلامي في شمال إفريقيا، وعنوانه: "كتاب تاريخ دَوْلَتَي المُرَابِطينَ وَالمُوَحّدينَ في الشمال الإفرِيقِي"، يتحدث عن دولتي المرابطين والموحدين.
حيث يتحدثت عن تاريخِ دولة المرابطين السنيَّةِ منذ نشأتها وحتى سقوطها، ويتعرض لسنن اللهِ في بناء الدول
وإحياء الشعوب، فيعطي نبذة تاريخية عن أصول القبائل التي قامت عليها دولة المرابطين، فيتكلم عن مواطنها ومواقعها وحياتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية قبل دخول الإمام عبد الله بن ياسين في قلب الصحراء الكبرى لدعوة قبائل صنهاجة إلى الإسلام، وكيف تعامل ذلكَ الإمام مع تلك القبائل وجعل منها أمة تحمل الإسلام عقيدة ودعوة ومنهجاً، كما يسلط هذا الكتاب الأضواء على زعماء دولة المرابطين من أمثال الأمير يحيى بن إبراهيم، والأمير أبي بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين، ويتكلم عن خط سير المرابطين في توحيد المغرب الأقصى، وتوغلهم في الدعوة في جنوب المغرب نحو غانا ومالي وغيرها من دول إفريقية، ويتحدث عن دفاع المرابطين عن مسلمي الأندلس وأسباب ضعف المسلمين هناك، وعن أثر تحكيم شرع الله في مجتمع المرابطين، وعن سياستهم الداخلية والخارجية، وكيف أعطوا حقوق الرعية من خلال دستور دولتهم السنية، وما موقف الرعية من دولة المرابطين؟
ويتحدث عن علاقة دولة المرابطين بالخلافة العباسية، ودولة بني حماد وملوك الطوائف، والإسبان، والنصارى، ويعطي نبذة مختصرة عن أنظمة الدولة المرابطية، كنظام الحكم والإدارة، والنظام القضائي، والنظام العسكري، والنظام المالي، ويدافع عن دولة المرابطين ويبين مأثرها الحضارية من أعمال معمارية وحياة أدبية علمية وفقهية وتاريخية جغرافية وطبية، ويجد القارئ الكريم في ثنايا هذا البحث تركيزاً على معرفة سنن الله وكيفية التعامل معها من خلال الوقائع التاريخية، وأهمية العلماء في قيادة الأمة نحو المجد والعزة والكرامة، وكيف حرصوا على الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية التي حققت النصر على الأعداء، ويتحدث عن أهمية سنة التدرج في تغيير الشعوب وبناء الدول، ويعطي للتربية الربانية أهمية قصوى في تحقيق الأهداف العظمى للأمة، سواء على مستوى القادة في أخلاقهم وعلمهم وجهادهم، أو مستوى الشعوب في استجابتها لكتاب ربها وسنة نبيها وقيادتها المخلصة.
وهذا الجهد المتواضع حاول أن يسلط الأضواء على فقه التمكين من خلال التحليل والتفسير للأحداث التي وقعت في دولة المرابطين
وإن الأهداف من كتابة تاريخ دولة المرابطين هي الآتية:
1 ـ التعريف بزعماء دولة المرابطين من أمثال: عبد الله بن ياسين، ويحيى بن إبراهيم، وأبي بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين، وأبي عمران الفاسي.
2 ـ إظهار معانٍ في فقه التمكين من خلال المنظور التاريخي لدولة المرابطين، فيوضح مراحل التمكين التي مرت بها الحركة المرابطية إلى أن وصلت إلى الدولة، وما الأسباب التي اتخذوها والشروط التي حققوها، وما الأهداف التي نفذوها لما وصلوا إلى الحكم.
3 ـ تسهيل مبدأ الاعتبار والاتعاظ بمعرفة أحوال الدول وعوامل بنائها وأسباب سقوطها، والنظر في سنن الله في الآفاق، وفي الأنفس والمجتمعات.
4 ـ الاهتمام بمعرفة عقيدة أهل السنة والجماعة، وتربية أبناء الأمة عليها، وكيف كان اهتمام المرابطين بهذه العقيدة التي استمدوها من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.
5 ـ إثراء المكتبة الإسلامية التاريخية بالأبحاث المنبثقة عن عقيدة صحيحة وتصور سليم، بعيداً عن سموم المستشرقين، وأفكار العلمانيين الذين يسعون لقلب الحقائق التاريخية من أجل خدمة أهدافهم.
أما خطة الكتاب: فقد قمت بتقسيمه إلى خمسة فصول:
* الفصل الأول: بناء دولة المرابطين، ويشتمل على ستة مباحث تحدثت فيها عن الجذور التاريخية للمرابطين، وعن رموز دولة المرابطين وفي مقدمتهم: الأمير يحيى بن إبراهيم، وأبو عمران الفاسي. ومن ثم الزعيم الديني عبد الله بن ياسين. كما تناولت المراحل التي مر بها ابن ياسين لبناء الدولة، وفي المبحث السادس من هذا الفصل تحدثت عن مرحلة التمكين.
أما الفصل الثاني: المرابطون ودفاعهم عن مسلمي الأندلس، ويشتمل على تسعة مباحث، وتناولت الصراع بين طليطلة وقرطبة. وأسباب ضعف المسلمين في الأندلس. والعالم زمن ظهور دولة المرابطين. وأثر الحكم بما أنزل الله على مجتمع المرابطين. والأندلس بعد الزلاقة. وعن الفتاوى في جواز ضم الأندلس. وبعدها عن العبور الثالث للأمير يوسف بن تاشفين. وعن آثار الابتعاد عن تحكيم شرع الله.
وفي الفصل الثالث: السياسة الداخلية والخارجية في دولة المرابطين. ويشتمل على ستة مباحث، وتحدثت فيها عن حقوق الرعية الذين يعيشون في الدولة، وموقف الرعية في دولة المرابطين، وموقف المرابطين في الخلافة العباسية، وعلاقة الأمير يوسف مع بني حماد، وعلاقة المرابطين مع ملوك الطوائف، وعلاقة المرابطين مع الإسبان النصارى،
أما الفصل الرابع تناولت سياسة المرابطين في دولتهم المجيدة. واشتمل على خمسة مباحث، وتناولت: نظام الحكم والإدارة، والنظام القضائي، والنظام العسكري، والنظام المالي.
وفي الفصل الخامس: أهم أعمال دولة المرابطين الحضارية. ويشتمل على سبعة مباحث، وتناولت الآثار المعمارية في المغرب والأندلس، والحياة الأدبية والعلمية في دولة المرابطين، ومشاهير علماء دولة المرابطين، وعلوم اللغة في زمن المرابطين، وعلوم التاريخ والجغرافية، وعلوم الطب في عصر المرابطين، وأسباب السقوط ثم نتائج البحث.
وقد انتهيت من إعداد هذا الكتاب في طبعته الأولى بتاريخ 1426ه/ 2006م.
تجدون: كتاب تاريخ دَوْلَتَي المُرَابِطينَ وَالمُوَحّدينَ في الشمال الإفرِيقِي، متوفر على الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي على الرابط التالي: https://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/56