الأربعاء

1446-06-24

|

2024-12-25

النبي الرحمة صلى الله عليه وسلم (1)

الحلقة التاسعة والسبعون من كتاب

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

جُمَادَى الآخِرَة 1443 هــ / يناير 2022

 حركة النفاق:

يَا طِيبَ عَهْدٍ كُنْـتَ فيه مَنـارَنَـا *** فَبَعَثْتَ نُورَ الْحقِّ مِــنْ فــارانِ

وَأَسَرْتَ فِيهِ الْعاشِقِينَ بِـلَمْحَـةٍ *** وَسَقَيْتَهُمْ كأسًـا بِغَيْــرِ دِنَـــانِ

أَحْرَقْتَ فِيهِ قُلُوبَهُمْ بتَـوَقُّـدِ الْـ *** إيــمـانِ لا بِتَـلَـهُّـبِ النِّـيـرانِ

لَـمْ نَبْقَ نَحْنُ ولا الْقُلُوبُ كأنَّها *** لَمْ تَـحْظَ مِنْ نارِ الْهوَى بدُخانِ

كان الناس أمام الدعوة في مكة فريقين: مؤمن وكافر، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فنشأ فريق ثالث يظهر الإيمان تقيةً وخوفًا ورياءً، ويبطن الكفر والمكر والكيد للإسلام وأهله، وكان كبير هذا الفريق وزعيم هذه الطائفة الجديدة هو عبدُ الله بنُ أُبيٍّ ابنُ سَلُولَ.

مر النبي صلى الله عليه وسلم يومًا بهم، فنزل وسلَّم عليهم، ودعاهم إلى الله تعالى، فقال له: (أيها المرء! إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقًّا، «فلا تؤذنا به في مجلسنا، ارجع إلى رحلك فمَن جاءك فاقصص عليه».

انظر إلى هذا الغمز والتشكيك! وإن كان كلامك حقًّا فهو حسن، وما أكثر عباراته الجارحة ومواقفه المخزية.

لقد عرف هذا الرجل الإسلام وصدقه، لكنه كرهه؛ لأن حرمه من سلطةٍ وسيادة كان يطمح إليها، فقد كان الناس يعدون العدة لتتويجه ملكًا عليهم في المدينة.

 خذلان عسكري:

وعندما خرج المسلمون للغزو في أحد رجع بثلث الجيش وهو يقول: (لا نرى أن يكون قتال). بل قال الأدهى من ذلك في رجوعه من غزوة بني المصطلق: ﴿يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾ [المنافقون: 8]. كما أنه خاطب قومه وهمس في آذانهم: ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون: 7]. بمعنى أنهم مرتزقة قد جاءوا من أجل الدرهم والدينار والمال، فلو قطعتم عنهم العطاء لانفضوا عنه وتركوه. هكذا كان يتخيل.

رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي

http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022