الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

الحياة التعليمية زمن إبراهيم عليه السلام

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 17

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1443 ه/ يونيو 2022م

كان التعليم في أيام إبراهيم - عليه السّلام - منتشراً، إذ كانت المدارس الخاصة بالمعابد منتشرة في كل مكان؛ لتعليم الناس العلوم المختلفة، كالقراءة والكتابة، حيث كانوا يكتبون بأقلام من القصب على ألواح من الطين الرطب، وكذلك اهتمَّ الناس في عصره بتعليم الفلك، من خلال بناء الصروح العالية لمراقبة الأجرام السماوية، والتي تُعينهم على التنبؤ بمستقبل الناس والتكهّن بمصائرهم .(1)

ومن العلوم المنتشرة في عصر إبراهيم - عليه السّلام - علم الحساب، فكان الناس يهتمون بهذا العلم اهتماماً عظيماً؛ وذلك من أجل معرفة حسابات دخل المعابد والقرابين، ولتيسير أعمالهم التجارية التي تحتم معرفة الأعداد إلى غير ذلك من الأمور الحسابية، وكما كانوا يحفظون الكتب في المعابد والقصور الملكية إلى جانب وثائقهم الرسمية، مما يشير إلى اهتمام الناس في عصر إبراهيم - عليه السّلام - بالناحية التعليمية، إذ كانوا بعد تخرجهم من المدارس يلتحقون بخدمة المعابد والقصور الملكية.(2)

ومن خلال ما سبق عرضه، نستطيع القول إنَّ الناحية الاجتماعية في عصر إبراهيم - عليه السّلام – كانت تتمثل بالنقاط الآتية:

- كانت البيئة الاجتماعية في عصر إبراهيم - عليه السّلام - بيئة ذات حضارة عميقة ومبدعة؛ لها تشريعات وقوانين، ينظمون فيها الناس شؤونهم الاجتماعية.

- إنَّ البيئة الاجتماعية التي كان عليها المجتمع في عصر إبراهيم - عليه السّلام - بيئة ذات حضارة مادية، حيث برعوا في علم الفلك إذ كانوا يُشيّدون الصروح العالية لرصد الكواكب، كما اهتموا بدراسة الحساب والقراءة والكتابة وغيرها من العلوم، مما يدل دلالة واضحة على ما كانوا يتمتعون به من الغنى ورغد المعيشة.

- كانت البيئة الاجتماعية في عصر إبراهيم - عليه السّلام - يسودها الفساد الأخلاقي بكل صورة، حيث كانوا يتردّون في مستنقعات الرذيلة والعهر الاجتماعي، مما يدل دلالة واضحة على مدى ما وصلوا إليه من الانحطاط الأخلاقي.(3)

كان الدين منفصلاً عن الأخلاق والقيم بعيدة عن الحياة والتطبيق، وكان إتيان الفواحش جهاراً نهاراً أمراً لا يُستحى منه، بل ربط بعض أولئك الناس العهر بالدين، وجعلوه وسيلة يتقرّب بها المرء من ربِّ العالمين،(4) وعن هذا يقول ولْ ديورانت: ينبغي لكل امرأة بابلية أن تجلس في هيكل الزهرة مرة في حياتها، وأن تضاجع رجلاً غريباً، وظلّت "الدعارة المقدّسة" عادة متّبعة في بلاد بابل حتى ألغاها قسطنطين حوالي عام 325 ق.م، وكان إلى جانبها "عهر مدني" منتشر في حانات الشراب التي تديرها النساء، وكان يُسمح للبابليين - عادة - بقسط كبير من العلاقات الجنسية قبل الزواج.(5)

وهذه صورة موجزة عن الحال في زمن إبراهيم - عليه السّلام -، حيث نرى فيها البون الشاسع بين ما دعا إليه من رفعة الإيمان والتوحيد وما كان الناس فيه من وهدة الجاهلية والخطايا .(6)

مراجع الحلقة السابعة عشر:

(( إبراهيم عليه السلام في أسفار اليهود "عرض ونقد"، فاطمة بنت خالد ردمان، ص72.

(2) المرجع نفسه، ص73.

(3) المرجع نفسه ، ص74.

(4) إبراهيم عليه السلام ودعوته في القرآن الكريم، أحمد البراء الأميري، ص46.

(5) قصة الحضارة، ول ديورانت، (2/229-234)

(6) إبراهيم عليه السلام ودعوته في القرآن الكريم، أحمد البراء الأميري، ص46.

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

http://alsallabi.com/uploads/books/16228097650.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022