قصصٌ تروى ومواقفُ تحكى عن الليبيين أصحابِ الشهامةِ والمروءةِ والكرم، من بين هذه القصصِ :
1- شحَّاذٌ ( شحَّات) يدعمُ المقاومةَ، وعروسُ تدفع ذهبها
قال لي الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيسُ جمعيةِ علماء الجزائر عندما زارَ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي طرابلسَ في الخمسينات أثناءَ الثورةِ الجزائرية، فوصل وقد أنهكه التعبُ من السفرِ وكان الناس يريدون أن يستمعوا إليه فطلبَ من مسؤولِ المقاومةِ الجزائريةِ بطرابلسَ تأجيلَ اللقاء حتى يرتاحَ فقال له المسؤول: الناسُ ينتظرونكَ ، واسمع مني أحوال الناس هنا في دعم كفاح الجزائري؛ ولك بعد ذلك قرارك في تأجيل اللقاء بهم :
أ- هنا في طرابلسَ .. كلٌ يوم في إحدى الأماكنِ المزدحمةِ بالناس؛ يأتي شحَّاذٌ ( شحَّات) من الصباحِ يتسول الناسَ ثم مع المساءِ يأتي لمقر جبهة التحريرِ ويدفعُ كلَ ما أخذه من الناسِ للمقاومةِ الجزائرية..!.
ب- وهنا في طرابلسَ بينما كنت أتجولُ كانت عروسٌ في موكبِها بإحدى شوارع طرابلس ورأت حشدا من الناسِ لدعم المقاومة في الجزائر فخلعت حُلِيِّها ودفعتها للمقاومةِ ..!
- فقال الشيخ الابراهيمي للمسؤول لما سمعَ منه هذه المواقف: أنا مستعد الآن أن أذهبَ معك إلى الناس .. وكان خطيبا مؤثرا متمكنا من نواصي البلاغةِ واللغة والبيان البديع.
ج- شوارعُ طرابلس فارغة: ومما حُكِي لي في أحد مساجد الجزائر بعد أن ألقيت محاضرة عامةً وقف أحدُ المستمعين وعبر عن مشاعره وأحاسيسه وعواطفه ومحبته للشعب الليبي وتمنياته له بالأمن والأمان والاستقرار قال عندما زار رئيس الوزراء التركي ليبيا في الخمسينيات من القرن الماضي لم يظهر أيُّ من الشعب الليبي لاستقباله ووجدَ الشوارعَ فارغةً من الناس فسأل عن ذلك فسأل عن ذلك فقيل له أن الشعبَ الليبي يعبر عن غضبهِ من السلطات التركية التي لم تقف بجانب الشعب الجزائري وكان لهذا الموقف الليبي تأثيرًا على رئيس الوزراء التركي فيما بعد وأهدى قطعًا من السلاح إلى المملكة الليبية وعرضتْ في عيد الاستقلال وبعد ذلك تم تهريبها إلى ابطالِ المقاومة الجزائرية بالاتفاق بين تركيا وليبيا .
يتفق كلُ الجزائريين على أن الشعبَ الليبي وقفَ معهم موقفا تاريخيا لا يمكن أن يُمحى من وجدانِ الشعب الجزائري و ذاكرَتِهِ.
وأما حكاياتُ الحجاج الجزائريين الذينَ يمرون عبرَ الأراضي الليبية فقد تحدثوا عن كرم وحسن ضيافة الليبيين لإخوانهم الجزائريين.
إن تأثيرَ الشعوب في الآخرين لا يكون إلا بالقيم والمبادئ الخيرة التي أتمنى من الجيلِ الجديد أن يتربى عليها ويتثقف بثقافاتها ، ويسيرُ على هديها – لاسيما - وتلك القيمُ والمبادئ مستمدةٌ من ديننا وقرآننا وسنةِ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
المصدر: الإسلام اليوم