معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :اسمه ونسبه وكنيته وأسرته
الحلقة:الثانية
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
محرم 1442 ه/ أغسطس 2020
أولاً: اسمه ونسبه وكنيته ومولده:
هو معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب، أمير المؤمنين ملك الإسلام، أبو عبد الرحمن، القرشي الأمويُّ المكي، ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل: بسبع، وقيل: بثلاث عشرة، والأول أشهر، وكان رجلاً طويلاً، أبيض، جميلاً، مهيباً، وقد تفرس فيه والده ووالدته منذ الطفولة بمستقبل كبير، فهذا أبو سفيان ينظر إليه وهو يحبو فيقول لوالدته: إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه، فقالت هند: قومه فقط، ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة، وعن أبان بن عثمان قال: كان معاوية يمشي مع أمه هند، فعثر، فقالت: قم لا رفعك الله، وأعرابي ينظر، فقال: لِمَ تقولين له؟ فو الله إني لأظنه سيسود قومه. قالت: لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه.
ثانياً: إسلام أبي سفيان والد معاوية رضي الله عنهما:
كان أبو سفيان من عتاة الجاهلية الذين حاربوا الإسلام.. وكتب السيرة النبوية وصفت أعماله ضد الدعوة الإسلامية، إلا أن الله تعالى أراد الهداية له، فأسلم قبل فتح مكة بقليل، وقد أكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح مكة وأعلن: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وفي هذا الإكرام النبوي الشريف لأبي سفيان لفتة تربوية، ففي تخصيصه صلى الله عليه وسلم بيت أبي سفيان بشيء يشبع ما تطلع إليه نفس أبي سفيان، وفي هذا تثبيت له على الإسلام وتقوية لإيمانه، وكان هذا الأسلوب النبوي الكريم عاملاً على امتصاص الحقد من قلب أبي سفيان، وبرهن له بأنَّ المكانة التي كانت له عند قريش لن تنتقص شيئاً في الإسلام، إن هو أخلص له، وبذل في سبيله، وهذا منهج نبوي كريم، على العلماء والدّعاة إلى الله أن يستوعبوه، ويعملوا به في تعاملهم مع الناس.
وقد حسن إسلام أبي سفيان وشاهد المواقع وقدم خدمات جليلة للإسلام، فقد كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين، وشارك في حصار الطائف وفقد إحدى عينيه فيها، وفي اليرموك فقد الثانية، وبعد ثقيف أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المغيرة بن شعبة لهدم اللات ـ صنم ثقيف، وقد كانت اللات معظمة عند قريش كذلك، وكانوا يحلفون بها، وهذا دليل على تغلغل الإيمان في قلب أبي سفيان رضي الله عنه، لقد أسلم أبو سفيان إذن بعد أن ظل حبه للرياسة وممارسته لها حائلاً بينه وبين الإسلام، وقد راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه العوامل النفسية المؤثرة على نفس أبي سفيان ونفوس علية القوم من قريش بعد الفتح، فقد جعل من دخل دار أبي سفيان آمناً، كما أعطاه من غنائم حنين مع غيره ممن سموا آنذاك بالمؤلفة قلوبهم.
ولم ينسَ أبو سفيان ما فعله ضد الإسلام أيام الجاهلية، وحرص على مضاعفة جهده في خدمة الإسلام، وقال عنه ابن كثير: من سادات قريش في الجاهلية، وتفرَّد فيهم بالسؤدد بعد يوم بدر، ثم لما أسلم حسن بعد ذلك إسلامه، وكانت له مواقف شريفة، وآثار محمودة في اليرموك وما قبله وما بعده.
وروي عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل واحد يقول: يا نصر الله اقترب، والمسلمون يقتتلون هم والروم، فذهبت أنظر فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد، وروي أنه كان يوم اليرموك يقف على الكراديس: فيقول للناس: الله الله ! إنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار الشرك، اللهمَّ هذا يوم من أيامك، اللهمَّ أنزل نصرك على عبادك، وقيل: مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع وثلاثين، وصلى عليه ابنه معاوية، وقيل: بل صلى عليه عثمان، وله ثلاث وثمانون، وقيل: كان له بضع وتسعون سنة.
ثالثاً: هند بنت عتبة بن ربيعة أم معاوية رضي الله عنهما:
هي أم معاوية، أسلمت يوم الفتح، بعد إسلام زوجها أبي سفيان، فأقاما على نكاحهما، ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيعة الرِّجال، بايع النساء، وفيهنَّ هند بنت عتبة ـ وكانت متنكرة، خوفاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرفها، لما صنعت بحمزة ـ على ألاَّ يشركن بالله شيئاً، ولا يسرقن، ولا يزنين، ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن، وأرجلهن، ولا يعصين في معروف، ولما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ولا يسرقن»؛ قالت هند: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني، ويكفي بنيَّ، فهلَّ عليَّ من حرج إذا أخذت من ماله بغير علمه؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم: «خذي من ماله ما يكفيك وبنيك بالمعروف» ، ولما قال: «ولا يزنين» قالت هند: وهل تزني الحرّة؟ ولمّا عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «وإنك لهند بنت عتبة؟» قالت: نعم ، فاعفُ عمّا سلف عفا الله عنك.
وقد بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير مصافحة، فقد كان لا يصافح النساء، ولا يمس يد امرأة إلا امرأة أحلّها الله له، أو ذات محرم منه، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: أنها قالت: لا والله! ما مست يد رسول الله يد امرأة قط.
وروى ابن سعد بسنده عن عبد الله بن الزبير: أنه لما بايعت هند تكلمت فقالت: يا رسول الله، الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه، لتنفعني رحمك يا محمد، إنني امرأة مؤمنة بالله، مصدقة برسوله، ثم كشفت عن نقابها وقالت: أنا هند بنت عتبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مرحباً بك»، فقالت: والله ما كان على الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض من أهل خباءٍ أحب إليَّ أن يعزوا من أهل خِبائك، قال: «وأيضاً والذي نفسي بيده». قالت: يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان رجل ممسك، فهل عليَّ حرج أن أُطعم من الذي له عِيالنا؟ قال: «لا أراه إلا بالمعروف».
ولما أسلمت هند وبايعت عادت إلى بيتها فجعلت تكسر صنماً كان عندها حتى فلذته فلذة وهي تقول: كنت منك في غرور، ولما رأت المسلمين ببيت الله الحرام قالت: والله ما رأيت الله عُبد حق عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، والله إن باتوا إلا مصلين قياماً وركوعاً وسجوداً.
وكان لهند في جاهليتها موقف مع زينب بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد كانت بمكة مع زوجها أبي العاص بن الربيع وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيه بها إلى المدينة، وكان ذلك بعد (بدر) ولم تجف دماء قريش بعد، وكانت (هند) قد أصيبت بأبيها وأخيها وعمها، وكانت تطوف على مجالس قريش وأنديتها تُذكي نار الثأر، وتؤجج أوار الحرب، وفي الطريق لقيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد تسرَّب خبر استعدادها للخروج لأبيها فقالت هند: أي بنت محمد! بلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك!!.. أي ابنة عمي، إن كانت لك حاجة بمتاع مما يعينك في سفرك، أو بمال تبلغين به إلى أبيك، فعندي حاجتك فلا تستحيي مني، فإنه لا يدخل بين النساء ما يكون بين الرجال، تروي زينب رضي الله عنها ذلك، وتقول: ووالله ما أراها قالت إلا لتفعل. ثم يوم خروج زينب يتعرض لها رجال من قريش، يريدون إرجاعها، فتسقط من على ناقتها وكانت حاملاً، فتنزف، وتسمع هند، فتخرج مسرعة وترفع عقيرتها في وجه قومها: أمعركة مع أنثى عزلاء؟! أين كانت شجاعتكم يوم بدر؟ وتحول بينهم وبين زينب وتضمها إليها وتمسح عنها ما بها، وتصلح شأنها، حتى استأنفت الخروج إلى أبيها في أمن وأمان.
وكانت هند امرأة حازمة شاعرة ذات نفس وأنفة، ويروى أنها كانت قبل أبي سفيان عند الفاكه بن المغيرة، وكان من فتيان قريش، له مجلس يأتيه ندماؤه فيدخلون بغير استئذان، فدخلته هند يوماً وليس فيه أحد، فنامت فيه، وجاء بعض ندماء الفاكه فدخل البيت، ورأى هند نائمة فخرج، فلقيه الفاكه خارجاً، ثم دخل فوجد هنداً في المجلس نائمة فقذفها بالرجل، فشرى الأمر إلى أن اتفقوا على أن يتحاكموا إلى كاهن في بعض النواحي، فحملها أبوها عتبة وخرج معهم الفاكه حتى إذا دنوا من الكاهن راها أبوها متغيرة مصفراً لونها، فخلا بها وقال: يا بُنية ما لي أراك قد اصفرّ لونك وتغيّر جسمك؟! فإن كنت قد ألممت بذنب فأخبريني حتى أفلّ هذا الأمر قبل أن نفتضح على رؤوس الناس. فقالت: يا أبتي إني لبريئة، ولكني أعلم أنا نأتي بشراً يخطئ ويصيب، فأخشى أن يخطئ فيّ بقول يكون عاراً علينا إلى آخر الدهر. قال عتبة: فإني سأختبره، فخبأ له حبة بُرّ في إحليل مهر، ثم ربط عليها، فلما أتى الكاهن قال: قد خبأت لك خبيئاً فما هو؟ قال: ثمرة في كَمَرةٍ، قال: بيِّن، قال: حبة بُر في إحليل مهر. فأجلسوا هنداً بين نساء ثم سألوا الكاهن، فقام فضرب بيده بين كتفي هند وقال: قومي حَصَاناً غير زانية وَلَتَلِدَنَّ ملكاً يقال له معاوية. فوثب الفاكه، فأخذ بيدها وقال: امرأتي، فنزعت يدها من يده وقالت: والله لأحرصنَّ أن يكون من غيرك، فتزوجها أبو سفيان، وولدت له معاوية. هذا وقد توفيت في ولاية عمر بن الخطاب .
رابعـاً: من إخوان وأخوات معاوية رضي الله عنه:
1 ـ يزيد بن أبي سفيان:
وكان يقال له: يزيد الخير، وهو أفضل بني أبي سفيان، أسلم يوم الفتح وشهد حنيناً، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائمها مئة بعير وأربعين أوقيّة، واستعمله أبو بكر على أول الجيوش التي أرسلها إلى الشام، وكانت مهمته الوصول إلى دمشق وفتحها ومساعدة الجيوش الإسلامية الأخرى عند الضرورة، وكان جيش يزيد أول الأمر ثلاثة آلاف رجل، وقبل رحيل جيش يزيد أوصاه الخليفة أبو بكر وصية بليغة عالية المستوى تشتمل على حكم باهرة في مجالي الحرب والسلم، وشيَّعه ماشياً وأوصاه بما يأتي:
«إني قد وليتك لأبلوك وأجرِّبك وأخَرِّجك، فإن أحسنت رددتك إلى عملك وزدتك، وإن أسأت عزلتك، فعليك بتقوى الله فإنه يرى من باطنك مثل الذي من ظاهرك، وإن أولى الناس بالله أشدهم تولياً له، وأقرب الناس من الله أشدُّهم تقرباً بعمله، وقد وليتك عمل خالد، فإياك وعبِّية الجاهلية فإن الله يبغضها ويبغض أهلها، وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم وابدأهم بالخير وعدهم إياه، وإذا وعظتهم فأوجز فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضاً، وأصلح نفسك يصلح لك الناس، وصلِّ الصلوات لأوقاتها بإتمام ركوعها وسجودها، والتخشع فيها، وإذا قدم عليكم رسل عدوك فأكرمهم وأقْلل لبثهم حتى يخرجوا من عسكرك وهم جاهلون به، ولا ترينّهم فيروا خَلَلَكَ، ويعلموا علمك، وأنزلهم في ثروة عسكرك، وامنع من قبلك من محادثتهم وكن أنت المتولي لكلامهم، ولا تجعل سرك لعلانيتك فيخلط أمرك، وإذا استشرت فاصدق الحديث تُصدق المشورة، ولا تخزُنْ عن المشير خبرك فتُؤْتى من قبل نفسك، واسمر بالليل في أصحابك تأتك الأخبار وتنكشف عنك الأستار، وأكثر حرسك، وبدِّدهم في عسكرك، وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهم بك، فمن وجدته غفل عن محرسه فأحسن أدبه، وعاقبه في غير إفراط، وأعقب بينهم بالليل، واجعل النَّوبة الأولى أطول من الأخيرة، فإنها أيسرها لقربها من النهار، ولا تَخَفْ من عقوبة المستحق ولا تلجَّنَّ فيها، ولا تسرع إليها، ولا تتخذ لها مدفعاً، ولا تغفل عن أهل عسكرك فتفسده، ولا تجسّس عليهم فتفضحهم، ولا تكشف الناس عن أسرارهم، واكتف بعلانيتهم ولا تجالس العبّاثين، وجالس أهل الصدق والوفاء، واصدق اللقاء ولا تجبن فيجبن الناس، واجتنب الغلول فإنه يقرب الفقر، ويدفع النصر، وستجدون أقواماً حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما حبسوا أنفسهم له».
قال ابن الأثير: وهذه من أحسن الوصايا وأكثرها نفعاً لولاة الأمر.
ومن فوائد هذه الوصية:
أ ـ أن الولايات والمناصب ليست حقاً ثابتاً لأصحابها وإنما بقاؤهم فيها مرهون بالإحسان والنجاح في العمل، ومن واجب المسؤول الأعلى أن يَعْزلهم إذا أساؤوا، وإن هذا الشعور يدفع صاحب العمل إلى مضاعفة الجهد في بذل الطاقة ليصل إلى مستوى أعلى من النجاح في العمل، أما إذا ضمن البقاء فإنه قد يميل إلى الكسل والاشتغال بمتاع الدنيا، فيخل بمسؤوليته ويعرّض من تحت ولايته إلى أنواع من الفساد والفوضى والنزاع.
ب ـ إن تقوى الله عز وجل هي أهم عوامل النجاح في العمل، لأن الله تعالى مطلع على ظاهر أعمال الناس وباطنهم، فإذا اتقوه في باطنهم فَحَريٌّ بهم أن يتقوه في ظاهرهم، وبذلك يتجنب الوالي كل مظاهر الفساد والإفساد، التي تكون عادة من الاستجابة للعواطف الجامحة التي لا تلتزم بتقوى الله تعالى.
ج ـ التحذير من التعصب للآباء والأجداد والأقوام، فإن التعصب لذلك قد يحمل الإنسان على الانحراف عن الطريق المستقيم، إذا كان ما عليه الاباء والأجداد مخالفاً للاستقامة، إضافة إلى أنه يضعف من الانتماء للرابطة الإسلامية الوحيدة؛ وهي الأخوة في الله.
د ـ الإيجاز في الموعظة، فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضاً، فيضيع المقصود، ويغلب على السامع الإعجاب ببلاغة المتكلم إن كان بليغاً عن استيعاب ما يقول والاستفادة من مواعظه، وإن لم يكن بليغاً فإن الملل يأخذ بالسامع فلا يعي ما يقول المتكلم.
هـ إذا أصلح المسؤول نفسه وتفقد عيوبه وجعل من نفسه نموذجاً صالحاً للقدوة الحسنة؛ فإن ذلك يكون سبباً في صلاح من هم تحت رعايته.
وـ الاهتمام بإقامة الصلاة كاملة مظهراً ومخْبراً؛ مَظْهَراً من ناحية إكمال أقوالها وأفعالها، ومَخْبَراً من ناحية الخشوع فيها وحضور القلب مع الله تعالى، فإن هذه الصلاة الكاملة يقام بها ذكر الله في الأرض ، وتهذّب السلوك، وتقوِّي القلوب ، وتبعث على ارتياح النفوس، وتعتبر ملاذاً للمسلم عند الشدائد.
ز ـ إكرام رسل العدو إذا قدموا مع الاحتراس منهم، وعدم تمكينهم من معرفة واقع الجيش الإسلامي، فإكرامهم نوع من الدعوة إلى الإسلام فيما إذا عرف العالم ما يتحلى به المسلمون من مكارم الأخلاق، ولكن لا يصل هذا الإكرام إلى حد إطلاعهم على بطانة أمور المسلمين، بل ينبغي إطلاعهم على قوة جيش المسلمين ليُرهبوا بذلك أقوامهم.
ح ـ الاحتفاظ بالأسرار، وعدم التهاون بإفشائها، خاصة فيما يتعلق بأمور المسلمين العامة، فإن الحكيم يستطيع التعرف في الأمور وإن تغيرت وجوهها ما دام سرُّه حبيساً في ضميره، فإذا أفشاه اختلطت عليه الأمور ولم يستطع التحكم فيها.
ط ـ إتقان المشورة أهم من النظر في نتائجها، فإن المستشار وإن كان حصيف الرأي ثاقب الفكر، فإنه لا يستطيع أن يفيد من استشاره حتى ينكشف له أمره بغاية الوضوح، فإذا أخفى المستشير بعض تفاصيل القضية فإنه يكون قد جنى على نفسه، حيث قد يتضرر بهذه المشورة.
ي ـ أن على القائد وكل مسؤول أن يكون مخالطاً لمن ولي أمرهم على مختلف طبقاتهم ليكون دقيق الخبرة بأمورهم، وفي هذا أكبر العون له على تصور مشكلاتهم والمبادرة بإيجاد الحلول لها، أما المسؤول الذي يعيش في عزلة ولا يختلط إلا بأفراد من كبار رعيته، فإنه لا يصل إليه من المعلومات إلا ما كان من طريق هؤلاء، وقد لا يكشفون له الأمور بكل تفصيلاتها، فقد يحللون له الأمور على غير وجهها الصحيح.
ك ـ الاهتمام بأمر حراسة المسلمين خاصة من مكامن الخطر، واختبار الحرّاس الأمناء من ذوي النباهة وعدم وضع الثقة الكاملة بهم، بل لا بدَّ من الرقابة عليهم حتى لا يؤتى المسلمون من قبلهم.
ل ـ أن يسلك المسؤول في عقاب المخالف مسلكاً وسطاً، فلا يتهاون فيترك عقوبة المستحق، فإن ذلك يجرِّئه على مزيد من المخالفة، ويجرئ غيره على ارتكاب المخالفات، فتسود الفوضى وينفلت الأمر، ولا يشتد في العقوبة فينفِّر الرعية، ويدفعهم إلى التسخط والتحزب، بل تكون عقوبته بحكمة واتزان بعد النظر والتروي بحيث تؤدي غرضها التربوي بدون إثارة ضجة، ولا دفع إلى النقد والتسخط.
م ـ أن يكون لدى المسؤول يقظة وانتباه لكل ما يجري في حدود المسؤولية المناطة به حتى يشعر أفراد الرعية بأن هناك اهتماماً بأمورهم، فيزيد المحسن إحساناً، ويقتصر المسيء عن الإساءة، ولكن بدون تجسس عليهم، فإن ذلك يعتبر فضيحة لهم، وقد ينقطع بذلك خيط العلاقة الذي يربط المسؤول بأفراد رعيته، من المودة والإعجاب والشكر على الجميل، وهذا الخيط ما دام قائماً فإنه يمنع أصحاب الجنوح من ارتكاب المخالفات التي تفسد المجتمع وتحدث الفوضى، فإذا انقطع ولم يكن هناك عاصم من تقوى الله تعالى فإن أهم الحواجز التي تحول دون الانطلاق وراء الشهوات تكون قد تحطمت، ويصعب بعد ذلك علاج الأمور لأنها تحتاج إلى قوة رادعة، وهذه لها سلبياتها المعروفة.
ن ـ أن يحرص المسؤول على مجالسة أهل الصدق والوفاء والعقول الراجحة، وإن سمع منهم ما يكره أحياناً من النقد والتوجيه، فإن ذلك يعود عليه وعلى من استرعاه الله أمرهم بالنفع، وأن لا يجالس أصحاب اللهو والأهداف الدنيوية؛ فإن هؤلاء وإن أنس بكلامهم وثنائهم فإنهم يحولون بينه وبين التفكير في الأمور الجادة، فلا يستفيق بعد ذلك إلا والنكبات قد حلت به وبمن ولي أمورهم.
س ـ أن يصدق القائد في لقاء الأعداء وأن لا يجبن، فإن جُبنه يسري على جنده فيقع بذلك الفشل والهزيمة، وفي غير الحرب أن يكون المسؤول شجاعاً في مواجهة المواقف، وأن لا يضعف فيسري ضعفه على من هم تحت إدارته من العاملين، فيقل بذلك مستوى الأداء ويضعف الإنتاج.
ع ـ أن يتجنب القائد الغلول، وهو الأخذ من الغنيمة قبل قسمتها هذا في مجال الحرب، وفي مجالات السلم أن يتجنب المسؤول أية استفادة دنيوية من عمله لا تحل له شرعاً، مثل أخذ الهدايا التي يقصد بها دافعها الاستفادة من المسؤول في مجانبة الحق، فإن ذلك من الغلول، والغلول كما جاء في هذه الوصية يقرب إلى الفقر، ويدفع النصر.
ومن هذه الفوائد تبين لنا عظمة الوصية التي أوصى بها أبو بكر رضي الله عنه أحد قواده، وهي تبين لنا أنه كان يعيش بفكره مع قضايا المسلمين، وأنه كان يتصور ما قد يواجهه قواده فيحاول تزويدهم بما ينفعهم في تلافي الوقوع في المشكلات، وحلها إذا وقعت، وهذه الوصية وأمثالها تسجِّل إضافة جديدة لمواقف أبي بكر المتعددة.
وجاء في رواية: أن أبا بكر رضي الله عنه لم ينسَ اللمسات الإنسانية في وصيته لجيش يزيد؛ حيث وصاه بدستور المسلمين للحرب المكون من عشر نقاط تجسد إنسانية الحضارة الإسلامية وروحها المفعمة بالرحمة، والشفقة، وقد جاءت هذه الوصية على شكل مقتبس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: «أيها الناس: قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تفسدوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة، ولا بعيراً إلا لأكله، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.. اندفعوا باسم الله».
وقد استفاد منها يزيد بن أبي سفيان غاية الاستفادة، ولما فتح الشام في عهد عمر، ولّى الفاروق يزيد فلسطين وناحيتها، ثم لما مات أبو عبيدة استخلف معاذ بن جبل، فلما مات معاذ بن جبل استخلف يزيد بن أبي سفيان، ثم مات يزيد فاستخلف أخاه معاوية، وكان موت هؤلاء كلهم في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقيل: مات يزيد سنة تسع عشرة، بعد فتح قيسارية، وقيل: بل مات قبل فتح قيسارية وإنما افتتحها معاوية. وقال أبو إسماعيل محمد بن عبد الله البصري: جزع عمر على يزيد جزعاً شديداً ، وكتب إلى معاوية بولايته على الشام.
2 ـ عتبة بن أبي سفيان:
يكنى أبا الوليد، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولاه عمر بن الخطاب الطائف وصدقاتهم، ثم ولاه معاوية مصر حين مات عمرو بن العاص، وحكي عنه أنه اعترضه أعرابي وهو على مكة فقال: أيها الخليفة. قال: لست به ولم تبعد. قال: فيا أخاه. قال: أَسْمَعْتَ فقل، قال: شيخ من بني عامر يتقرب إليك بالعمومة، ويختص بالخؤولة، ويشكو إليك كثرة العيال، ووطأة الزمان، وشدة فقر، وترادف ضُرّ، وعندك ما يسعه ويصرف عنه بؤسه، أستغفر الله منك، وأستعينه عليك. قال: قد أمرنا لك بغناك، فليت إسراعنا إليك يقوم بإبطائنا عنك، وكان خطيباً فصيحاً، يقال: إنه لم يكن في بني أمية أخطب منه، وأقام بمصر والياً سنة ثم توفي بها، ودفن في مقبرتها سنة أربع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين.
3 ـ عنبسة بن أبي سفيان:
يكنّى أبا عثمان، روي عن أبي أمامة قال: لما حضر عنبسة بن أبي سفيان الموت اشتد جزعه وجاءه الناس يعودونه، فجعل عنبسة يبكي ويجزع، فقال له القوم: يا أبا عثمان ما يبكيك وما يحزنك وقد كنت على سمت من الإسلام حسن وطريقة إن شاء الله حسنة ؟! فازداد حزناً وشدة بكاء، وقال: ما يمنعني ألاّ أبكي وأن لا يشتد حزني من هول المطلع، وما يدريني ما أُشرفُ عليه غداً، وما قدمت من كبير عمل تثق به نفسي.
4 ـ أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها:
هي رملة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم، تكنى أم حبيبة وهي بها أشهر من اسمها، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية، ولدت رضي الله عنها قبل البعثة بسبعة عشر عاماً، وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند عبيد الله بن جحش بن رباب بن يعمر الأسدي من بني أسد بن خزيمة، فأسلما ثم هاجرا إلى الحبشة فولدت حبيبة وبها كانت تكنى، وقد ارتد زوجها عبيد الله بن جحش عن الإسلام ودخل في النصرانية فهلك وهو على تلك الحالة، وتمسكت بدينها وذلك من فضل الله عليها ليتم لها الإسلام والهجرة، فأبدلها الله عز وجل به خير البشر عليها وأفضلهم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهي أقرب أزواجه نسباً إليه وأكثرهن صداقاً رضي الله عنها وأرضاها. قال الذهبي عنها: وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس في أزواجه من هي أكرم نسباً إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها، عُقد له صلى الله عليه وسلم عليها بالحبشة، وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربعمئة دينار، وجهزها بأشياء. وقد ورد لها بعض المناقب التي تدل على علو مكانتها وعظيم شأنها رضي الله عنها وأرضاها، ومن تلك المناقب:
أ ـ أنها كانت ممن هاجر في الله الهجرة الثانية إلى الحبشة فارة بدينها رضي الله عنها، فقد روى الحاكم بإسناده إلى إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: قالت أم حبيبة رأيت في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهها، ففزعت فقلت: تغيرت والله حاله، فإذا هو يقول حين أصبح: يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أر ديناً خيراً من النصرانية وكنت قد دنت بها، ثم دخلت في دين محمد، ثم قد رجعت إلى النصرانية، فقلت: والله ما خير لك، وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له، فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات، فأرى في النوم كأن آتياً يقول لي: يا أم المؤمنين! ففزعت وأولتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجني، قالت: فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها: أبرهة، كانت تقوم على ثيابه ودهنه، فدخلت عليَّ فقالت: إن الملك يقول لك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليَّ أن أزوجكه، فقالت: بشرك الله بخير، قالت: يقول لك الملك: وكِّلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته.. ففي هذا الحديث فضيلة ظاهرة ومنقبة عالية لأم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها؛ وهي أنها كانت ممن شرف بالهجرة إلى أرض الحبشة وثبتت على إسلامها وهجرتها.
ب ـ ومن مناقبها: أنها أكرمت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يجلس عليه أبوها، لما قدم المدينة لعقد الهدنة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش، ومنعته من الجلوس عليه لأنه كان يومئذ على الشرك ولم يكن قد أسلم، فقد روى ابن سعد بإسناده إلى محمد بن مسلم الزهري قال: لما قدم أبو سفيان بن حرب المدينة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزو مكة، فكلمه أن يزيد في هدنة الحديبية فلم يقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم طوته دونه، فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه، فقالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت امرؤ نجس مشرك، فقال: يا بنية أصابك بعدي شر.
ج ـ ومن مناقبها: ما رواه ابن سعد والحاكم عن عوف بن الحارث قال: سمعت عائشة تقول: دعتني أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقالت: غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحللك من ذلك، فقالت: سررتيني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك، وتوفيت سنة أربع وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
5 ـ أم الحكم بنت أبي سفيان رضي الله عنهما:
هي أم عبد الرحمن بن أم الحكم، كانت من مسلمة الفتح، كانت حين نزول قوله تعالى: {وَلَا تُمۡسِكُواْ بِعِصَمِ ٱلۡكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10] تحت بن غنم الفهري، ففارقها حينئذ، فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي.
6 ـ عزة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما:
ذكرها ابن شهاب في حديث أم حبيبة في الرضاع، أخرج مسلم حديثها، وهو ما يروى عن أم حبيبة أنها قالت: يا رسول الله! هل لك في أختي؟ قال: ما أصنع بها؟ قالت: تنكحها، قال: أتحبين ذلك؟ قالت: نعم لست بمخلية لك، وأحبّ من شركني في خير أختي، وبيَّن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك لا يحل له إذ لا يجوز في الإسلام الجمع بين الأختين. هذا وقد عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم حبيبة بنت أبي سفيان سنة ست للهجرة وكان عمرها آنذاك 33 سنة، وقال الذهبي: فكان لها يوم قدم بها خالد بن سعيد بن العاص بن أمية إلى المدينة بضع وثلاثون سنة، وقد توفيت سنة 44 هـ.
7 ـ أميمة بنت أبي سفيان:
ولدت أبا سفيان بن حويطب بن عبد العُزّى وجويرية ، وذكرها ابن قدامة في التبيين في أنساب القرشيين باقتضاب.
خامساً: زوجات معاوية رضي الله عنه وأولاده:
1 ـ من نساء معاوية رضي الله عنه: ميسون بنت بحدل الكلبي، ولدت له يزيد بن معاوية، وأمة رب المشارق فماتت صغيرة، وكان معاوية رضي الله عنه يجل ميسون بنت بحدل ويحترمها إلا أنها كانت تحن إلى مرتع طفولتها في البادية، وتكثر ذكر أهلها وحياتهم البسيطة وصفاء عيشتهم، وبعدهم عما يكدرهم، وتزهد في حياة القصور، بما فيها من الخدم والوصيفات، وذات يوم تذكرت باديتها وحنت إلى أترابها وأناسها، وتذكرت مسقط رأسها فبكت وتنهّدت فقالت لها بعض حظاياها: ما يبكيك وأنت في مُلْكٍ يضاهي ملك بلقيس؟! فتنفست الصعداء ثم أنشدت:
لـــبيتٌ تخـــــفقُ الأرواحُ فــيه أحــــــبُّ إلـيَّ مـن قصرٍ مُنيفِ
وبِكْرٌ يتبــعُ الأظـعانَ ســـــبقاً أحـــــبُّ إليَّ مِـنْ بَغْـلٍ زفـوفِ
وكـــلبٌ ينبـــحُ الطُّــرَّاقَ عَنِّـي أحـــــبُّ إليَّ مِــــنْ قطٍّ أليفِ
ولبـــسُ عباءةٍ وتَقَــرُّ عـــــيني أحــــتبُّ إليَّ من لُبْـسِ الشفوفِ
وأكـل كُسَـــيْرةٍ في كِسْــــرِ بيتي أحــــبُّ إليَّ مِـنْ أَكْلِ الرَّغِيفِ
وأصــوات الرِّياحِ بكــــلِّ فــجٍّ أحـــبُّ إليَّ مِـــــنْ نَقْرِ الدُّفوفِ
وخِــرْقٌ مـن بنـي عــمي نـحيفٌ أحــــبُّ إلـيَّ مِــنْ عِلْجٍ كليفِ
خشــونةُ عيشـي في البداوة أشـــهى إلى نفســـي مِنَ العيـــشِ الطَّـريفِ
فما أبغي ســـوى وطـــني بَدِيـلاً فحســـبي ذاك مـن وطـنٍ شــريفِ
فلما دخل معاوية عرَّفَته الحظيّة بما قالت، وقيل: إنه سمعها وهي تنشد ذلك فقال: ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني عِلجاً علوفاً، هي طالق، مُرُوها فلتأخذ جميع ما في القصر فهو لها، ثمَّ سيرها إلى أهلها بالبادية فأخذت معها ابنها يزيد فنشأ في البريّة فصيحاً.
ونقل البغدادي ـ رحمه الله ـ في خزانة الأدب: أن معاوية لما طلقها قال لها: كنت فبنْت ، فأجابته: ما سُررنا إذْ كُنَّا، ولا أسفنا إذْ بِنَّا. ولله درَّ القائل حيث أشار إلى هذا في قوله:
وحـبّبَ أوطـانَ الرّجـالِ إليــــــهم مــآربُ قضاها الشــــبابُ هنالكا
إذا ذكــروا الأوطـــان ذكّــــرتهـم عـهودَ الصِّــبا فيها فحــنّوا لذلكا
2 ـ ومن زوجاته: فاختة بنة قرَظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف، ولدت له عبد الرحمن وعبد الله ابني معاوية، وكان عبد الله محمّقاً ضعيفاً وكان يكنى أبا الخير، وأما عبد الرحمن فمات صغيراً.
3 ـ ومن زوجاته: كنود بنت قَرَظة، وهي أخت فاختة تزوجها منفردة عنها بعدها، وهي التي كانت معه حيث افتتح قبرص.
4 ـ وتزوج نائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها.
ومن بناته: رملة ، تزوجها عمرو بن عثمان بن عفان، وهند بنت معاوية تزوجها عبد الله بن عامر، وعائشة وعاتكة وصفية.
يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي: