الأحد

1446-10-29

|

2025-4-27

رواية معاوية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحلقة:الرابعة
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
محرم 1442 ه/ أغسطس 2020
 
يعد معاوية رضي الله عنه من الذين نالوا شرف الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومرد ذلك إلى ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، وكان عمره في فتح مكة حوالي ثماني عشرة سنة، ولكونه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاتبه فقد أتيحت له فرصة عظيمة مكنته من الاستفادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا وقد روى معاوية رضي الله عنه مئة وثلاثة وستين حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة، ومن هذه الأحاديث التي رواها معاوية رضي الله عنه:
1 ـ دخل معاوية على عبد الله بن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر، ولم يقم ابن الزبير، فقال معاوية: مَهْ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يمثل له عباد الله قياماً، فليتبوَّأ مقعده من النار».
2 ـ عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين».
3 ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم، قالوا: جلسنا نذكر الله عز وجل، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: الله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إنِّي لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أَقلَّ عنه حديثاً مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: «ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله عز وجل، ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ علينا بك، قال: «آللهِ ما أجلسكم إلا ذلك؟» قالوا: الله ما أجلسنا إلا ذلك. قال: «أما إنيِّ لم أستحلفكم تهمة لكم، وإنَّه أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أنّ الله عز وجل يباهي بكم الملائكة».
4 ـ عن معبد الجهني، قال: كان معاوية قلّما يُحدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، ويقول هؤلاء الكلمات قلَّما يدعهنَّ أو يحدِّثُ بهنَّ في الجمع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإن هذا المال حُلوٌ خضرٌ فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه، وإياكم والتمادح، فإنَّهُ الذبح».
5 ـ عن عبد الرحمن بن عبد، عن معاوية، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من شَرِب الخمر، فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرّابعة، فاقتلوه».
6 ـ عن عيسى بن طلحة، قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤذِّنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة».
7 ـ عن مجاهد وعطاء، عن ابن عباس: أن معاوية أخبره: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قصَّر من شعره بمشقص، فقلنا لابن عباس: ما بلغنا هذا إلا عن معاوية، فقال: ما كان معاوية على رسول الله متهماً.
8 ـ عن الزهري قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف: أنَّه سمع معاوية يخطب بالمدينة يقول: : يا أهل المدينة، أين علماؤكم ؟! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هذا يوم عاشوراء ولم يفرض علينا صيامه، فمن شاء منكم أن يصوم فليصم فإني صائم»، فصام النَّاس بداية.
9 ـ عن الحَكَم بنِ ميناء: أن يزيد بن جارية الأنصاري أخبره: أنه كان جالساً في نفر من الأنصار، فخرج عليهم معاوية، فسألهم عن حديثهم، فقالوا: كُنَّا في حديث من حديث الأنصار، فقال معاوية: ألا أَزِيدكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين ! قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أحبَّ الأنصار أحبَّهُ الله عز وجل، ومن أبغض الأنصار، أبغضه الله عز وجل».
10 ـ عن أبي صالح ، عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية».
11 ـ قال محمد بن كعب القُرَظي: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من الصَّلاة: «اللَّهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجَدُّ».
12 ـ عن أبي بردة، عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفَّر الله عنه به من سيِّئاته».
13 ـ وعن معاوية رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقِّ لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس».
14 ـ وعن معاوية بن أبي سفيان: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نسي شيئاً من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس».
15 ـ وعن معاوية بن أبي سفيان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب عليَّ متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار».
16 ـ وعن عمير بن هانئ قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لاتزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم ظاهرون على الناس». فقام مالك بن يخامر السكسكيُّ فقال: يا أمير المؤمنين! سمعت معاذ بن جبل يقول: وهم أهل الشام، فقال معاوية ورفع صوته: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذاً يقول: وهم أهل الشام.
17 ـ حدّثنا روح، قال: حدّثنا أبو أميّة عمرو بن يحيى بن سعيد قال: سمعت جدِّي يُحَدِّث: أن معاوية أخذ الإِداوة بعد أبي هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها واشتكى أبو هريرة، فبينما هو يوضئ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ، فقال: «يا معاوية إن وليت أمراً فاتق الله عز وجل واعدل»، قال: فما زلت أعلم أني مُبتلىً بعملٍ لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى ابتُليتُ.
18 ـ وعن أبي عامر عبد الله بن لُحَيٍّ ، قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان، فلمَّا قدمنا مكة قام حين صَلَّى صلاة الظهر، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأُمَّة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة، ـ يعني: الأهواء ـ كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تَجَارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقي منه عرق ولا مفصل إلا دخله. والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم، لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به».
 
يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022