من الأحاديث الباطلة التي لا تصح في شأن معاوية مدحاً وذماً
الحلقة:الخامسة
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
12 محرم 1442 ه/ 31 أغسطس 2020
1 ـ من الأحاديث الباطلة التي لا تصح في مدح معاوية:
وقد ساق ابن عساكر في ترجمته لمعاوية أحاديث واهية وباطلة طوَّل بها جداً، فمن الأباطيل المختلفة:
أ ـ عن واثلة مرفوعاً: كاد معاوية أن يبعث نبياً من حلمه وائتمانه على كلام ربي.
ب ـ وعن أبي موسى: نزل عليه الوحي ، فلما سُرِّي عنه ، طلب معاوية ، فلما كتبها ـ يعني اية الكرسي. قال: غفر الله لك يا معاوية ما تقدم إلى يوم القيامة.
ج ـ وعن أنس: هبط جبريل بقلم من ذهب، فقال: يا محمد ! إن العليَّ الأعلى يقول: قد أهديت هذا القلم من فوق عرشي إلى معاوية، فمره أن يكتب اية الكرسي به ويشكله ويعجمه، فذكر خبراً طويلاً.
د ـ وعن ابن عباس، قال: لما أنزلت اية الكرسي، دعا معاوية فلم يجد قلماً، وذلك أن الله أمر جبريل أن يأخذ الأقلام من دواته، فقام ليجيء بقلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذ القلم من أذنك، فإذا قلم ذهب مكتوب عليه لا إله إلا الله، هدية من الله إلى أمينه معاوية.
هـ وعن حذيفة مرفوعاً: يبعث معاوية وعليه رداء من نور الإيمان.
و ـ وعن أنس مرفوعاً: لا أفتقد أحداً غير معاوية، لا أراه سبعين عاماً، فإذا كان بعد أقبل على ناقة من المسك، فأقول: أين كنت؟ فيقول: في روضة تحت العرش.
ز ـ وعن ابن عمر مرفوعاً: يا معاوية، أنت مني وأنا منك، لتزاحمنِّي على باب الجنة.
قال الذهبي بعد ذكر هذه الأحاديث وغيرها: فهذه الأحاديث ظاهرة الوضع والله أعلم. وقد ذكر أكثر هذه الأحاديث الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، وقال ابن كثير بعد أن ذكر حديثاً منها: وقد أورد ابن عساكر بعد هذا أحاديث كثيرة موضوعة، والعجب منه مع حفظه واطلاعه كيف لا ينبِّهُ عليها وعلى نكارتها وضعف حالها!!.
2 ـ من الأحاديث الباطلة في ذم معاوية:
قال ابن الجوزي: قد تعصب قوم ممن يدعي السنة فوضعوا في فضله أحاديث ليغضبوا الرافضة، وتعصب قوم من الرافضة فوضعوا في ذمه أحاديث، وكلا الفريقين على الخطأ القبيح. ومن الأحاديث الواهية في ذمه:
أ ـ الحديث المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي فطلع معاوية.
ب ـ وقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً، فأخذ معاوية بيد ابنه يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله القائد والمقود، أي يوم يكون للأمة مع معاوية ذي الإساءة. وهذا الحديث لا يصح وهو كذب على رسول الله، وهو من الكذب الموضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ولا يوجد في شيء من دواوين الحديث التي يرجع إليها في معرفة الحديث، ولا له إسناد معروف، ثم من المعلوم من سيرة معاوية أنه كان من أحلم الناس، وأصبرهم على من يؤذيه، وأعظم الناس تأليفاً لمن يعاديه، فكيف ينفر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنه أعظم الناس مرتبة في الدين والدنيا، وهو محتاج إليه في كل أموره؟! فكيف لا يصبر على سماع كلامه وهو بعد المُلك يسمع كلام من يسبّه في وجهه، فلماذا لا يسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟! وكيف يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم كاتباً من هذه حاله ؟!.
يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC9(1).pdf