الإمام محمد بن علي السنوسي بين طرابس وبرقة.... أحداث وعبر
بقلم: الدكتور علي محمّد الصلابي
الحلقة: الرابعة
محرم 1441 ه
سبتمبر 2019
أولا: ابن السنوسي في طرابلس:
عاد ابن السنوسي من قابس الى طرابلس مع صحبة مجموعة من الاخوان في عام 1257هـ ونزل ضيفاً عزيزاً على عائلة المنتصر، وتخوف الوالي العثماني من ابن السنوسي واستطاع عميد عائلة المنتصر أن يقنع الوالي علي عشقر بأن ابن السنوسي من المخلصين والمحبين للدولة والخلافة، وعمل على جمع الوالي العثماني بابن السنوسي وقد تأثر الوالي بورعه وقد فصّل محمد الطيب الأشهب في هذه النقطة فقال: (فبعد أن وصل قابس عاد الى طرابلس وذلك في أوائل 1257هـ وكان حاكم طرابلس يومئذ علي باشا عشقر الذي وصلته انباء مشوهة عن دعوة السنوسي وحركته التي قيل على لسان رواة الحاكم العثماني انها ترمي الى ما يبعث على قلق السلطات العثمانية وكان رواية هذه الاتهامات هو احد شيوخ الطرق الصوفية سامحه الله.
فأمر علي عشقر بالقبض على رفاق الامام السنوسي الموجودين بمنزل الحاج احمد باشا المنتصر ريثما يتسنى القبض على شخص الامام. وتقدم المنتصر بوساطته في ان يبقى الاخوان السنوسيون في منزله وقدم بذلك ضماناً شخصياً متعهداً أن يخبر الحكومة عن الإمام السنوسي حينما يعود. وشاء الله أن يصل الامام فجأة وماكان يعلم عما حدث فلما علم أصر على رؤية الوالي وهناك اجتمع بمجلس علمي وقف فيه الوالي على حقيقيته فاعتذر له وانضم إليه اثنان في المجلس المقرحي والقزيري...). وكان العلامة المقرحي من طليعة علماء طرابلس وقد كلفه اشقر باشا مع غيره من العلماء بمناقشة الامام ابن السنوسي فما كاد يستمع إليه حتى تأثر به واصبح من اتباعه ومريديه.
وكان رأي العلماء الذين ناظروا ابن السنوسي بأنه نعمة من الله ساقها إليهم وفرح الباشا بذلك واعتذر لابن السنوسي، وقال له هذه بلادك والاهل اهلك، فأنفعهم بقدر استطاعتك ونحن في الحاجة الشديدة لامثالك، فأقام ابن السنوسي في طرابلس مدة يعلّم الناس ويذكرّهم ويبصرّهم بأمور دينهم، وتعلق الناس به ، وسارت إليه الركبان.
ويذكر بعض المؤرخين أن الوالي العثماني علي عشقر أخذ عن ابن السنوسي طريقته وصار من أتباعه، ويبدو أن الدولة العثمانية كانت في حاجة ماسة الى يد قوية تستعين بها في ضبط الأمور على أساس استتباب الأمن واخماد الفتن والمصادمات في داخل البلاد التي استمرت سبع سنوات مضت قريباً وأن الأحداث في تلك السنة كانت على أشدها حيث كانت الثورة مشتعلة في جبل نفوسة بقيادة غومة المحمودي، وسيف النصر في سرت ضد الدولة العثمانية واستطاع غومه المحمودي وسيف النصر أن يستقل كل منهما بمنطقته لفترة من الزمن مقابل دفع مبلغ معين للولاة، ثم تفاقم أمرهما، فعمل الوالي العثماني على الخلاص منهما ونجح في القبض عليهما، فأما غومه فنفاه من طرابلس ، وأما عبدالجليل سيف النصر فقطع رأسه.
ولذلك حرص الوالي العثماني من الاستفادة من نفوذ ابن السنوسي في ليبيا وخصوصاً بعد أن ظهر منه حرصه على الأمن واجتماع الكلمة، ونبذه للتنافر والخصام بين جميع المسلمين وشعوبهم وقد كانت نظرة الوالي العثماني تدل على بعده السياسي ، وحرصه على الأمن واستقرار البلاد، وحبه للدعوة الى الله تعالي.
ثانيا : ابن السنوسي في برقة:
واصل ابن السنوسي سيره الى سرت وبرفقته امراء من آل المنتصر بأمر عميد الأسرة، وأعيان من مصراته ودخل سرت ووجد هناك كوكبة من الفرسان في انتظاره ، هم بعض اعيان وشيوخ ،ووجهاء برقة من العواقير والمغاربة واهل الجبل الاخضر ومدينة بنغازي فرحبوا بسيادته ورافقوه في رحلته ومر في طريقه بالكثير من القبائل وبعد وصوله الى بنغازي تنافست بيوتات بنغازي البارزة في اكرامه ، كعائلة الكيخية ، وآل شتوان ، وآل منينة وقام في بنغازي شهر رمضان كاملاً وبعد العيد جاء رجلان من قبيلة العواقير لشراء الكفن للشيخ ابي شنيف الكزة زعيم قبيلة العوافير عموماً الذي مرض مرضاً تحقق اقاربه منه بالموت ، ولما وصل الرجلان الى بنغازي دخلوا على الرجل الصالح علي خريبيش وكانت لهم به معرفة ، واخبروه بمرض الشيخ ابو شنيف وطلبوا منه الدعاء له بالشفاء فقال لهم هنا رجل صالح عالم نزوره أنا وأنتم ونطلب منه الدعاء له بالشفاء فلما التقوا بابن السنوسي اظهر لهم عدم الانزعاج واطال لهم في المجلس وهم كأنهم على نار فألحوا في طلب الأذن لهم بالخروج فقال لهم: ربما هذا المريض يدفن بعض الحاضرين ثم قال لهم نخرج معكم إليه ففرحوا وفعلاً ترك بعض اخوانه وثقل اثاثه وخرج معهم مخفاً وكان الشيخ أبي شنيف نازلاً بأهله بمكان يسمى الظاهر يبعد عن بنغازي بمسافة يوم كامل فلما وصل الى الشيخ ابي شنيف وكان في حالة غيبوبة ومرضه في بطنه وهي منتفخة فوقف عليه ووضع يده الشريفة على بطنه فأنتفشت كأنها قربة منفوخة وافاق في الحال وتكلم، فعلت اصوات النساء بالزغاريد وسرت القبيلة بشفاء عميدها العظيم.
لاشك أن ابن السنوسي قد أخلص في دعوة الله لشفاء هذا المريض، وقرأ عليه بعض الأدعية النبوية المباركة وربما سورة الفاتحة وقرأ عليه القرآن الكريم وهذا جائز في الشرع، فعن ابي سعيد الخدري ؛ أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر؛ فمروا بحيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم. فقال لهم: هل فيكم راقٍ؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب؛ فقال رجل منهم: نعم. فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب؛ فتبسم وقال : (وماأدراك أنها رقية؟) ثم قال: (خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم) وقد علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة كيف يفعلون مع مرضاهم، فكان إذا أتى المريض يدعو له ويقول: (أذهب الباس. رب الناس واشف أنت الشافي. لا شفاء إلا شفاءً لايغادر سقماً).
لقد كانت حادثة شفاء زعيم قبيلة العواقير على يدي ابن السنوسي مدخلاً عظيماً للدعوة الى الله في قبائل برقة واعتبره المؤرخ عبدالقادر بن علي اول فتح لابن السنوسي في برقة والجبل الأخضر وأقام في نواجع العواقير مايقرب من الشهر واجتمعت على سيادته الناس من انحاء برقة لزيارته وطلب الدعاء منه، وقد انتشرت بين الناس كرامات نسبت لابن السنوسي وقد ذكر الحشائشي أن ابن السنوسي عندما قدم من المغرب الى الحجاز على طريق قابس من أعمال تونس نزل بحي من أحياء العرب ولم يظهر الشيخ انه من العلماء وليس معه إلا أربعة أنفار، فأكرم نزله رب الحي المذكور لما رأى عليه من المهابة، فلما أراد المسير من عنده أهداه رب المكان بغلته ليركبها بالطريق فأخذها الشيخ من عنده ولما ركبها في اليوم الأول من سفره عثرت به فسقط من أعلاها وانكسرت ذراعه الأيمن من حينه ورجع الى رب الحي المذكور فتلقاه مذعوراً وفي الحال أحضر له أناساً عالمين بجبر الكسر، فطفقوا يعالجون الشيخ بمطارق من الحديد تحمى في النار ثم تجعل على محل الألم ومع ذلك فإن النار لم تؤثر في ذراعه؛ فتعجب الناس من ذلك وعرفوا فضله، ومن هناك أخذ الشيخ في الاشتهار.
إن المفتاح الكبير لقبائل برقة هو قناعتها بأن ابن السنوسي ولي من أولياء الله الصالحين ولذلك سمعت لنصائحه، واطاعت أوامره، فأرشدهم الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلماء الأمة يثبتون الكرامات للصالحين: (فأولياء الله المتقون هم المقتدون بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فيفعلون ما أمر به وينتهون عما عنه زجر، ويقتدون به فيما بين لهم أن يتبعوه فيه، فيؤيدهم بملائكته وروح منه، ويقذف الله في قلوبهم من أنواره، ولهم الكرامات التي يكرم الله بها أولياءه المتقين، وخيار أولياء الله كراماتهم لحاجة في الدين أو لحاجة بالمسلمين، كما كانت معجزات نبيهم كذلك. وكرامات أولياء الله إنما حصلت ببركة اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم....).
(ومما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بسبب حاجة الرجل ، فإذا احتاج إليها الضعيف الإيمان أو المحتاج ، أتاه منها مايقوي إيمانه أو يسد حاجته ، ويكون من هو أكمل ولاية منه مستغنياً عن ذلك، فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته وغناه عنها، لا لنقص ولايته، ولهذا كان هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة) ومن عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بكرامات الأولياء.
إن ابن السنوسي صحت معرفته بالله ورسوله ودينه وصدقت متابعته للشرع ظاهراً وباطناً، ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد، ولذلك فتح الله عليه بما لم يفتح على غيره، من إلهامات صحيحة ، وفراسات صائبة، وأحوال صادقة، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [النساء: 66-68] وكان عمر بن الخطاب يقول: (اقتربوا من أفواه المطيعين واسمعوا منهم مايقولون فإنه تتجلى لهم أمور صادقة).
وقال ابن عثمان النيسابوري (من أمّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [النور: 54] .
وقال الكرماني (من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشبهات، وعمّر باطنه بدوام المراقبة ، وظاهره باتباع السنة، وعود نفسه أكل الحلال لم تخطي له فراسة).
بعد شهر من بقائه في نجع العواقير واصل سيره متوغلاً في برقة الحمراء ومنها الجبل الاخضر وبصحبته جمع غفير من الاخوان ومشايخ مختلف القبائل من الحاربي والعواقير حتى وصل الى مكان يسمى ماسة وتقدم من ماسة الى محل يسمى دنقلة حيث مكان الزاوية البيضاء بالقرب من ضريح الصحابي الجليل رويفع بن ثابت الانصاري وقد شرع الاخوان السنوسيون في تأسيسها قبل مجيء ابن السنوسي وذلك بتوجيه منه، وهي أول زاوية يؤسسها ابن السنوسي خارج الحجاز ولها مقام كبير عند السنوسية ويطلق عليها أم الزوايا، وقد بنيت زاوية البيضاء خارج البلدة وعلى بعد حوالي ثلاثة كيلومترات منها ويلاحظ الباحث أن ابن السنوسي اختار لها موقعاً استراتيجياً جيداً يتميز بسهولة الدفاع عنه وصعوبة الوصول إليه. كما يلاحظ أيضاً أنه أحسن بناءها. ولقد تميزت كل الزوايا التي أنشئت ببرقة بالموقع الاستراتيجي، كما أنها تتتابع بانتظام مما يدل على أن ابن السنوسي كان يرمي الى جعلها كالقلاع لتقوم بصد المعتدين في الحروب لأنه كان يتوقع هجوم الأعداء عليها ولا ننسى زعيم البراعصة الشيخ أبو بكر بوحدوث الذي وقف بجاهه وماله ونفسه مع الحركة السنوسية، وكان من تواضعه يشارك العمال في كافة أعمالهم بنفسه فضلاً عن اتباعه وكان بجلالة قدره ممن يخلط الطين للبنائين الذين يبنون المسجد والزاوية البيضاء رغبة في الثواب.
وشرع ابن السنوسي من الزاوية البيضاء يعلم الناس ويذكرهم بالله ويرشدهم الى طريق النجاة في الدنيا والآخرة، وبدأت القبائل تتوافد إليه وتطلب زيارته لها تبركاً به وتطلب اقامة زوايا لها اسوة بالزاوية البيضاء، فكان يتوجه بنفسه الى القبيلة أو المكان المطلوب اقامة الزاوية فيه وأحياناً ينتدب بعض الاخوان لذلك وهكذا بدأت القبائل تتسابق والزوايا تنتشر.
وظل في نواحي برقة والجبل الأخضر يزور القبائل، ويؤسس الزوايا حتى تم تأسيس ماينوف عن عشرين زاوية كما كان طيلة هذه السنوات يتردد مابين القبائل ويصلح ما بينها ويزيل ما تأصل بينهم من الاحقاد والمشاجرات التي طال أمدها رغم ضررها وكان يعظهم ويذكرهم ويرشدهم الى إخوة الاسلام، ورابطة الايمان، ويحثهم على التعاون على البر والتقوى، ويأمرهم بترك العقائد الفاسدة والعادات القبيحة مثل التبرج والاختلاط، وقتل النفس بأتفه الأسباب وعدم الانقياد لأوامر الدين والدولة، وكان يأخذ منهم العهود والمواثيق على أنهم ينقادون لأوامر مشايخ الزوايا ويرجعون إليهم في مختلف قضاياهم وحل مشاكلهم، ويدخلون ابناءهم في الزوايا ليتعلموا القرآن وأمور دينهم، كما كان يأخذ عليهم عهوداً باحترام الزوايا ومشائخها والاخوان وان يبذلوا جهودهم لمساعدة الزوايا والاخوان فيما هو ضروري لبقائها عامرة وكل قبيلة تطالب اقامة زاوية لها تقيمها لهم بالشروط المتقدمة.
والزوايا التي تم تأسيسها خلال السنوات الأربع المتقدمة في الجبل الأخضر وبرقة (البيضاء، شحات، بنغازي، درنه، ماره، ام الرزم، والعرقوب، توكرة، طلميثه، الطيلمون، الفائدية، المخيلي، القصور، المرج، ام ركبه في (فزان)، مرزق، زويلة، هون، سوكنه (في طرابلس) مزده، طبقة الرجبان، تونين، مصراطه، ازليتن، زله، وفي تونس زوايا الجريد.
وعلى الحركة الاسلامية المعاصرة في بلادنا وغيرها أن تراجع حسابتها وتتفقد الاماكن التي كانت منارات للعلم والتربية والدعوة، وتعمل على احياء مااندرس منها على منهج صحيح وسليم وقويم من عقيدة السلف، ومنهج أهل السنة والجماعة، مع الاستفادة من خبرات الحركات المعاصرة وتجديد الوسائل، لعل الله ينفعنا وينفع بنا ويهدينا سواء السبيل.
زواجه الثالث:
في أواخر عام 1258هـ جمع ابن السنوسي اخوانه في ليلة من الليالي وقال لهم تعلمون اخواني انني تقدمت بي السن (وكان سنة آنذاك سبعة وخمسون سنة) وضعف جسمي وقوتي بعد شربي للسم ولم يبقى لي مأرب في النساء غير اني رأيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في منامي وقال لي خذ احدى بنات هذا الرجل أي السيد احمد بن فرج الله تأتيك بولدين يكونان من المهاجرين والانصار وانني امتثالاً لامره اريد ان اخطب من اخينا السيد احمد احدى بناته، ثم عقد على فاطمة وهي الوسطى من البنات.
إن الرؤية الصالحة في المنام بشرى تزف لعباده الصالحين، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام إذا لم يخالف الشريعة لايوجد ما يمنع من تنفيذه وكانت بشرى صادقة وقد وقعت كما رآها ابن السنوسي.
إن أمر الرؤية في حياة ابن السنوسي واضح وجلي ، ويستأنس بها في رحلاته واعماله وبالنسية لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فلا خلاف بين أهل العلم فيها، فعن ابي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي) وفي رواية عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي) وفي رواية عن ابي قتادة رضي الله عنه قال : (قال النبي صلى الله عليه وسلم من رآني فقد رأى الحق).
للاطلاع على النسخة الأصلية للكتاب راجع الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي