الخميس

1446-10-26

|

2025-4-24

المرجعية الشرعية للدعوة العباسية
من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار (ج2):
الحلقة: 254
بقلم: د. علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1442 ه/ يوليو 2021
تعتبر مدرسة عبد الله بن عباس الحركية والشرعية هي المرجعية للدعوة العباسية ، فقد اهتم علي بن عبد الله بن العباس بتراث أبيه وعلومه ، يروي ابن سعد بسنده: أن موسى بن عقبة قال: وضع عندنا كريب حمل بعير أو عدل بعير ، من كتب ابن عباس ، قال: فكان علي بن عبد الله بن عباس إذا أراد الكتاب كتب إليه: ابعث إليّ بصحيفة كذا وكذا ، قال: فينسخها فيبعث إليه بأحدها.
وقد علق الدكتور صالح أحمد العلي على هذا الأثر فقال: غير أن موسى بن عقبة لم يحدد فيما إذا كانت كتب ابن عباس هي مما ألفه أو مما امتلكه ، كما أنه لم يذكر مواضيعها ، أي فيما إذا كانت في التفسير أم في علوم أخرى.
وذكر صاحب (الوصية السياسية في العصر العباسي) بأن محمد بن علي حين نشأ: ألزمه أبوه أصحاب جده ـ ابن عباس ـ ، فكان كذلك حتى علم وفقه ، فجلس يوماً يفتي في المسجد الحرام بمثل فتيا جده ، وقد أبهرت فتواه سعيد بن جبير رضي الله عنه حين سمعه ، فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني رجلاً من ولد ابن عباس يفتي بفتواه.
والمعلوم لدى الباحثين أن عبد الله بن عباس تقدم في التفسير بسبب عوامل متعددة؛ منها: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالفقه في الدين والعمل بالتأويل ، قرب منزلته من عمر رضي الله عنه ، الأخذ عن كبار الصحابة ، قوة الاجتهاد وقدرته على الاستنباط ، قدرات ابن عباس التعليمية والتربوية ، رحلاته وأسفاره ، وتأخر وفاته.
وكان ابن عباس من علماء المدرسة المكية ، وقد تميزت هذه المدرسة من بين سائر المدارس بكثرة تناولها للايات وتفسيرها ، وأسهمت إسهاماً قيماً في الإبانة عن كثير من المعاني التي يحتاج إليها ويرجع ذلك لأسباب عديدة؛ منها: إمامة ابن عباس للمدرسة ، الأثر المكاني على المدرسة ـ كونها بمكة ـ ، كثرة رحلاتهم وأسفارهم ، حرصهم على نشر علمهم ، التصنيف والتدوين المبكر لاثار المدرسة... إلخ.
يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:
الجزء الأول:
الجزء الثاني:
كما يمكنكم الاطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022