(التسبيح والتهليل قبل أذان الفجر وقبل الجمعة)
اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: الواحدة والثلاثون
ربيع الآخر 1444ه/ نوفمبر 2022م
هناك مسألة أخرى وقع فيها الخلاف بين المتمسكين بالسنة والمتهاونين في شأنها تبعًا لعواطفهم، وهي مسألة تسبيح المؤذنين وتهليلهم وما يتغنون به من مدائح وغيرها قبل صلاة الفجر وقبل الجمعة، ويسميها العامة «الاستغاثة».
والصحيح: أن هذا العمل بدعة، لم تكن موجودة في عصر الصحابة، ولا في عصر التابعين.
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
قال الحافظ ابن حجر: «أغرب بن المنير فقال: حقيقة الأذان جميع ما يصدر عن المؤذن من قول وفعل وهيئة. وتعقِّب بأن الأذان معناه: الإعلام لغة. وخصه الشرع: بألفاظ مخصوصة في أوقات مخصوصة. فإذا وجدت وجد الأذان، وما زاد على ذلك من قول أو فعل أو هيئة يكون من مكملاته، ويوجد الأذان من دونها، ولو كان على ما أطلق لكان ما أُحدث من التسبيح قبل الصبح وقبل الجمعة، ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من جملة الأذان، وليس كذلك لا لغة ولا شرعا».
وقال الإمام ابن الجوزي: «وقد رأينا من يقوم بالليل كثيرا على المنارة فيعظ ويذكِّر، ومنهم مَن يقرأ سورا من القرآن بصوت مرتفع، فيمنع الناس من نومهم، ويخلط على المتهجِّدين قراءتهم، وكل ذلك من المنكرات».
ونحن نعلم في عصرنا حرص كثير من الناس على نومهم، فلا يجوز إزعاجهم إلَّا بما هو فرض عليهم، أمَّا لزيادات، فلا مكان لها؛ فضلًا عن أنَّها تُبغِّض الناس في الدين والمتدينين.
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص 82