(القنوت في الوتر)
اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: الثانية عشر بعد المائة
شوال 1444ه/ مايو 2023م
ويقنت في الوتر عند الحنيفة في جميع السَّنَّة قبل الركوع، ومشهور مذهب مالك كراهة القنوت في الوتر.
والشافعي: لا يقنت في الوتر إلَّا في النصف الأخير من رمضان. وهو رواية عن مالك، ولأحمد روايتان، والمختار عنده أن يكون القنوت في الوتر في جميع السنة، ولو أوتر بركعة واحدة.
وصورته عند الأحناف أن يقنتَ في الثالثة سرًّا قبل الركوع يكبر ثم يرفع يديه فيقنت، وليس فيه دعاء مؤقت بل يدعو مقدار: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشاق:1] أو {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} [البروج:1]. واشتهر عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله أنه كان يقول في قنوته: "اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك، ونخنع لك، ونخلع ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين مُلْحق". ويسجد عندهم للسهو إن نسيه.
وعند الحنابلة يقنتُ بعد الركوع ندبًا ويجوز قبل الركوع، يرفع يديه، ويجهر به إمامًا أو مأموما، ويقول: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك". ثم يقول: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد". وهي صورته عند الشافعية في النصف الثاني من رمضان.
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص 303