(ما يفعله المسلم عند نزول المطر)
اقتباسات من كتاب
" فقه الصلاة"
لفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: 148
يستحب للمسلم إذا رأى المطر أن يدعو الله تعالى قائلًا: اللهم صَيِّبًا نافعًا، لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: "اللهم صيّبًا نافعًا".
ويستحب أن يصيب بماء المطر بعض بدنه، فعن أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديثُ عهدٍ بربه". وكذلك أن يقول بعد نزوله: "مُطرنا بفضل الله ورحمته" كما جاء في الحديث عن خالد بن زيد الجهني.
ولا ينبغي للمسلم أن يُسند نزول المطر إلى الأنواء والنجوم، فإن ذلك من فعل الجاهلية، كانوا إذا سقط نجم وطلع آخر يقولون: لا بدَّ أن يكون عند ذلك مطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النَّجم، فيقولون: مطرنا بنوء كذا.
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلَّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحُديبية، في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب".
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة". وقال: "والنائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب".
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص370-371