السبت

1446-06-27

|

2024-12-28

السؤال

ما حكم قول يسعد ربك أو قول يسعد ربكم وأيضاً ما حكم قول يسعد الله
جزاكم الله خيرا

 

الجواب

الحمد لله.

لا يجوز أن يقول الإنسان: يسعد ربك أو ربكم، أو يسعد الله؛ لأن الله لا يُدعى له بالسعادة، بل تطلب منه السعادة، فكل سعادة فهو واهبها ومعطيها، فكيف يدعى له بذلك، ومن الذي يُدعى ويطلب منه أن يسعد الله؟! تعالى الله عن ذلك.

فهذا قول منكر، يجب إنكاره، وهو متضمن النقص، فإن رضى الله تعالى وفرحه وغير ذلك من صفاته لا يناله من غيره.

ومن هذا الباب إنكار النبي صلى الله عليه وسلم قولهم: السلام على الله.

روى البخاري (835) ومسلم (402) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، قَالَ: كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلاَةِ، قُلْنَا: السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو).

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 312): " قال البيضاوي ما حاصله: أنه صلى الله عليه وسلم أنكر التسليم على الله، وبين أن ذلك عكس ما يجب أن يقال؛ فإن كل سلام ورحمة له ومنه، وهو مالكها ومعطيها.

وقال التوربشتي: وجه النهي عن السلام على الله؛ لأنه المرجوع إليه بالمسائل، المتعالي عن المعاني المذكورة؛ فكيف يدعى له وهو المدعو على الحالات...

قال ابن الأنباري: أمرهم أن يصرفوه إلى الخلق؛ لحاجتهم إلى السلامة، وغناه سبحانه وتعالى عنها" انتهى.

وفي الموسوعة الفقهية (21/ 222): " وقد يكون الذكر حراما، وذلك كأن يتضمن شركا، كتلبية أهل الجاهلية.

أو يتضمن نقصا، مثل ما كانوا يقولونه في أول الإسلام: السلام على الله من عباده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات. . ."؛ فإن السلام إنما يطلب لمن يحتاج إليه، والله هو السلام، فالسلام يطلب منه ولا يطلب له، بل يثنى عليه به نحو: " اللهم أنت السلام ومنك السلام " انتهى.

وهكذا يقال ها هنا، سواء بسواء: إن السعادة إنما تطلب من مالكها، جل جلاله، أن يهبها للعبد المحتاج إليها.

وأما الله جل جلاله، فهو غني عن العالمين، وهو يعطي، ولا يعطَى سبحانه، وجل شانه.

فإن أراد الإنسان سعادة أخيه، فإنه يقول: يسعدك الله، أو أسعدك الله، أو الله يسعدك، ونحو هذا.

والله أعلم.

 

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022