الجمعة

1446-04-15

|

2024-10-18

المكر بعيسى (عليه السلام) ورفعه إلى السماء

الحلقة: السابعة و الأربعون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

رمضان 1441 ه/ أبريل 2020م

لم ترق تعاليم المسيح -عليه السلام-لكثير من اليهود الذين حقت عليهم قول الله تعالى في كتابه: ﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسرَٰءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبنِ مَريَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعتَدُونَ * كَانُواْ لَا يَتَنَاهَونَ عَن مُّنكَر فَعَلُوهُ لَبِئسَ مَا كَانُواْ يَفعَلُونَ﴾ (المائدة:78-79).
ورأوا فيها خطرًا على مصالحهم وثرواتهم ولقد ضاق الكهنة والفرسيون من دعوته -التوحيد والإيمان الصحيح، وعبادة الله عز وجل كما ينبغي-ودعوته إلى القناعة والعفة والزهد ومن نهيه عن الربا والرشوة والفساد والظلم، فتمالؤوا عليه ووشوا به إلى الحاكم.
لقد خافوا على مصالحهم واتخذوا من تدينهم المزعوم بدين موسى والأنبياء من بعده وزعموا أن لهم منزلة وبنية لا يساميهم فيها أحد -اتخذوا من هذا ما يصح أن يسمى ارستقراطية دينية؟ فزعموا أن لهم المكانة السامية ولغيرهم المنزل الدون، ولو اعتنقوا الديانة اليهودية وآمنوا برسالة موسى، فكانت هناك طائفة يقال لها السامرة، وكان الإسرائيليون يعاملون آحادها، كأنهم المنبوذون، فلما جاء عيسى عليه السلام وسوى بين بني البشر في دعايته أنكروا عليه ذلك وناصبوه العداوة ولقد كانوا يجعلون لأحبارهم وعلماء الدين فيهم المنزلة السامية والمكانة العالية بين الناس، فجاء المسيح وجعل الناس جميعًا سواء أمام الخالق العظيم ولا فرق بينهم إلا بالتقوى وحسن العبادة وتحقيق الإيمان بالله لكل هذا تقدم اليهود لمناوأة المسيح، وقليل منهم من اعتنق دينه وآمن به وأخذوا يعملون على منع الناس من سماع دعوته، فلما أعيتهم الحيلة، ورأوا أن الضعاف والفقراء يجيبون نداءه، ويلتفون حوله مقتنعين بقوله أخذوا يكيدون له ويوسوسون للحكام بشأنه ويحرضون الرومان عليه.
وقالوا للحاكم: إن هنا رجلا يضل الناس ويصدهم عن طاعة الملك ويفسد الرعايا، ويفرق بين الأب وابنه، وإنه ولد زنية، إلى غير ذلك مما تقلدوه في رقابهم ورموه به من الكذب، حتى تمكنوا من حمل الحاكم على أن يصدر الأمر بالقبض والحكم عليه بالإعدام صلبًا وأرسل جندًا ليقبضوا عليه، فلما عثروا عليه وأحاطوا به واقتحموا بيته نجاه الله منهم ورفعه إليه، وألقى شبهَه على من تقدمهم إليه، فلما دخلوا وراءه قبضوا عليه وهم يحسبون أنه عيسى، فأخذوه وأهانوه وصلبوه، ووضعوا على رأسه الشوك وكان هذا من مكر الله بهم، فإنه نجى نبيه، ورفعه من بين أظهرهم وتركهم في ضلالهم يعمهون ويعتقدون أنهم قد ظفروا به.
قال تعالى: ﴿ وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيرُ ٱلمَٰكِرِينَ * إِذ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَومِ ٱلقِيَٰمَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرجِعُكُم فَأَحكُمُ بَينَكُم فِيمَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ * فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُم عَذَابا شَدِيدا فِي ٱلدُّنيَا وَٱلأخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ * وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِم أُجُورَهُم وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ57 ذَٰلِكَ نَتلُوهُ عَلَيكَ مِنَ ٱلأيَٰتِ وَٱلذِّكرِ ٱلحَكِيمِ﴾ (آل عمران:54-58).
- (وَمَكَرُوا): اليهود الكافرون المجرمون، مكروا بعيسى عليه السلام مكرًا خبيثًا وتآمروا عليه وأرادوا قتله.
- (وَمَكَرَ ٱللَّهُ): أبطل الله مكر اليهود مكر اليهود وخبثهم، وأفشل كيدهم وحمى عيسى عليه السلام منهم.
- (وَٱللَّهُ خَيرُ ٱلمَٰكِرِينَ): الله خير من ينصر أولياء ضد أعدائه وخير من يبطل كيد أعدائه ويُحبط مؤامراتهم.
لقد أسندت الآية إلى اليهود مكرًا خبيثًا مذمومًا ضد عيسى عليه السلام وأرادوا قتله ورسموا لذلك خطة دقيقة ومكروا به مكرًا شيطانيًا خبيثًا وأسندت الآية إلى الله مكرًا طيبًا محمودًا وهو إبطال مكرهم السيء وإنجاء عيسى عليه السلام من كيدهم فأنقذه من بين أيديهم بأن ألقى شبهه على غيره فأخذوا شبهه وقتلوه، ظانين أنهم قتلوا عيسى وبهذا مكر الله بهم وسخر منهم، وأخرجه الله من وسطهم حيًا وحفظه بحفظه وحماه بحمايته.
- قال الله سبحانه وتعالى:﴿ وَإِذ كَفَفتُ بَنِي إِسرَٰءِيلَ عَنكَ إِذ جِئتَهُم بِٱلبَيِّنَٰتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنهُم إِن هَٰذَا إِلَّا سِحر مُّبِين ﴾(المائدة:110)، وهذه الآية تحدثت عن حماية الله له بإجمال، فلما أراد اليهود إيذاءه وقتله كف الله أيديهم عنه.
1. (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَومِ ٱلقِيَٰمَةِ)
أبطل الله مكر اليهود ضدّ عيسى عليه السلام بأن توفّاه ورفعه إليه وطهره منهم وقد اتفق علماء المسلمين على نجاة عيسى من القتل والصلب واختلفوا في قوله تعالى (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ).
- فقال بعضهم في الآية تقديم وتأخير والتقدير: إني رافعك إليّ ومظهرك من الذين كفروا ومتوفيك وذلك بعد إنزالي إليك في آخر الزمان، وعلى هذا يكون معنى (مُتَوَفِّيكَ) مميتك، وإماتته له عند نزوله قبيل قيام الساعة، فالوفاة على هذا القول بمعنى الموت.
- وقال آخرون: إني قابضك من الأرض، فرافعك إلي، قالوا: ومعنى "الوفاة" القبض، لما يقال: "توفيت من فلان مالي عليه"، بمعنى: قبضته واستوفيته. قالوا: فمعنى قوله: "إني متوفيك ورافعك" أي: قابضك من الأرض حياً إلى جواري، وآخذك إلى ما عندي بغير موت، ورافعك من بين المشركين وأهل الكفر بك، ورجّح هذا القول الإمام الطبري.
- وقال آخرون: الوفاة هنا وفاة موت حقيقي، فالآية على ظاهرها، فالله أنقذ عيسى عليه السلام من اليهود عندما أرادوا قتله، ثم توفاه بعد ذلك وقبض روحه وأماته، ثم رفعه بعد موته.
- وقال آخرون: الوفاة هنا بمعنى النوم، فالله ألقى النوم على عيسى عليه السلام ولما نام رفعه إليه ومعنى الآية: إني مُنيمك ورافعك إليّ في نومك.
- ورجح هذا القول ابن كثير إذ قال: رفعه إلى السماء بعدما توفاه بالنوم على الصحيح المقطوع به وخلصه مما كان أراد أذيته من اليهود الذين وشوا به إلى بعض الملوك الكفرة في ذلك الزمان.
2. معنيان للتوفي في القرآن: الموت والنوم:
‌أ- إنَّ إسناد التوفي إلى الله في القرآن أحيانًا يراد به الموت وقبض الروح وهذا في موضعين من القرآن:
الأول: قوله تعالى: ﴿ قُل يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُم فِي شَكّ مِّن دِينِي فَلَا أَعبُدُ ٱلَّذِينَ تَعبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن أَعبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُم ﴾ (يونس:104)، أي: أعبد الله الذي يميتكم ويقبض أرواحكم. الثاني: قوله تعالى:﴿ وَٱللَّهُ خَلَقَكُم ثُمَّ يَتَوَفَّىٰكُم وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرذَلِ ٱلعُمُرِ لِكَي لَا يَعلَمَ بَعدَ عِلم شَي‍ًٔا إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيم قَدِير ﴾(النحل:70)، أي: الله هو الذي خلقكم وجعلكم أحياء تعيشون حياتكم على الدنيا، ثم يتوفاكم عند انتهاء أعماركم، ويقبض أرواحكم ويميتكم.
‌ب- أحيانًا يراد به النوم، حيث وردت آيات من القرآن تعتبر النوم توفيًا، وتسنده إلى الله وهذا في موضعين في القرآن أيضًا:
الأول: قوله تعالى:﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيلِ وَيَعلَمُ مَا جَرَحتُم بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبعَثُكُم فِيهِ لِيُقضَىٰ أَجَل مُّسَمّى﴾(الأنعام:60)، والمعنى: الله الذي يجعلكم تنامون بالليل ويتوفى أرواحكم أثناء نومكم ثم يعيد أرواحكم إلى أجسادكم في النهار: (ثُمَّ يَبعَثُكُم فِيهِ...)، والضمير الهاء في (فيه) يعود على النهار. الثاني: قوله تعالى:﴿ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوتِهَا وَٱلَّتِي لَم تَمُت فِي مَنَامِهَا فَيُمسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيهَا ٱلمَوتَ وَيُرسِلُ ٱلأُخرَىٰ إِلَىٰ أَجَل مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأيَٰت لِّقَوم يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الزمر:42). وقد اعتبرت الآية النوم موتًا، وقسّمت الناس بعد النوم إلى قسمين:
- فهناك أناس ينامون ويموتون أثناء النوم ويكون الله قد قدّر انتهاء آجالهم عند تلك (النومة) فيتوفاهم ويقبض أرواحهم أثناء النوم، ويمسك أرواحهم عنده ولا يعيدها إلى أجسادهم ويصبحون أمواتًا جثثًا هامدة وهؤلاء هم الذين قال عنهم (فَيُمسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيهَا ٱلمَوتَ).
- وهناك أناس ينامون، ويتوفى الله أرواحهم أثناء النوم، لكن تكون قد بقيت من أعمارهم بقية فيعيد الله أرواحهم إلى أبدانهم عند الاستيقاظ من النوم ويصبحون أحياء يتحركون وهؤلاء هم الذين قال الله عنهم: (وَيُرسِلُ ٱلأُخرَىٰ إِلَىٰ أَجَل مُّسَمًّى...).
وهذان الصنفان من الناس يتوفى الله أرواحهم عند نومهم، فالنوم موت ووفاة، لكن يعقبه استيقاظ وبعث في الصباح، (ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوتِهَا): الله يقبض أرواح الأنفس حين نومها، (وَٱلَّتِي لَم تَمُت فِي مَنَامِهَا): والله يتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها، فيخرج أرواحها من أجسادها عند نومها ويعيدها إلى الأجساد عند استيقاظها.
وهاتان الآيتان (الأنعام:60، والزمر:42) صريحتان في أن النوم وفاة صغرى، وأن الله يتوفى أرواح النائمين، ويخرجها من أجسادهم أثناء نومهم، ثم يعيدها لمن كتب لهم الحياة عند استيقاظهم وقد أكد هذا المعنى -النوم وفاة والاستيقاظ بعث-رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدعية النوم والاستيقاظ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه يقول: باسمك أحيا، وباسمك أموت. وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور.
والشاهد أنه توافق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الآية الكريمة، في اعتبار النوم وفاة وموت، والاستيقاظ بعثًا وحياة.
والنصوص السابقة تصرح بأن النوم موت ووفاة، وأن الاستيقاظ بعث وحياة، وهذا معناه أنّ التوفي والوفاة في القرآن الكريم ترد بمعنى الموت الحقيقي وخروج الروح من الجسد وقد تعني النوم وخروج الروح من الجسد أثناء النوم لتعود إليه عند الاستيقاظ.
3. توفّى الله عيسى مرتين: وفاة نوم ووفاة الموت:
بعد هذا الاستعراض الموجز لإسناد (التوفي) إلى الله في القرآن، ننظر في حديث القرآن عن توفي الله لعيسى عليه السلام. وقد ورد هذا مرتين في القرآن:
- المرة الأولى: عندما أراد اليهود صلبه وقتله ومكروا به فأنجاه الله منهم وذلك بأن توفّاه ورفعه إليه فأنجاه الله منهم وقال له قبل توفيه (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ...)، وهو توفي نوم وذلك بأن ألقى الله النوم على عيسى عليه السلام، ولما نام رفعه إليه: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ..).
- المرة الثانية: عندما سينزله الله قبيل قيام الساعة ليستكمل باقي عمره الذي حدّده الله له، حيث سيتوفاه الوفاة الحقيقية بقبض روحه وخروجها من جسده وموته كما يموت الناس وذلك التوفّي هو توفّي موت (فَلَمَّا تَوَفَّيتَنِي كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيهِم) أي لما أمتني وقبضت روحي.
ولا يمكن أن يكون التوفّي في قوله تعالى: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) توفّي موت، ثم رفعه الله إليه بعد موته لورود نصوص صحيحة صريحة في نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان وسنذكرها لاحقًا في محلها بإذن الله تعالى، فلو كان أماته من قبل، فلن يُنزله في آخر الزمان، لأن الله لن يجمع عليه موتتين في الدنيا.
4. ألقى الله النوم على عيسى ثم رفعه:
إنَّ الخلاصة في معنى آية سورة آل عمران: (يَٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ)؛ يا عيسى: إننّي سأتوفاك، بأن ألقي عليك النوم عندما يأتي اليهود لقتلك، وسأرفعك إليّ في السماء عند نومك، وبذلك سأُطهرك من اليهود الذين كفروا، فلن تمتد أيديهم المجرمة إليك، ولن يؤذوك.
لقد أخبر الله عيسى عليه السلام بهذا قبل أن يأتي إليه اليهود لقتله ووعده بإنجائه منهم؛ وذلك ليُطمْئنه ويبشره ويسليه ويكون على يقين بأن الله معه.
وجاء الوعد بالنجاة في الآية بصيغة اسم الفاعل: (مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَومِ ٱلقِيَٰمَةِ...)، ففي الآية أربع كلمات كلها اسم فاعل: متوفيك، ورافعك، ومطهرك، وجاعل، والتعبير باسم الفاعل لتأكيد الوقوع وتحقيق الوعد ولهذا دخل عيسى عليه السلام المواجهة الأخيرة مع اليهود وواجه كيدهم ومكرهم، وهو على يقين أن الله سينجيه منهم، بأن يتوفاه ويُنيمه ثم يرفعه إليه أثناء نومه، ولما هجم عليه اليهود مع الجنود: أنامَه الله، ثم رفعه إلى السماء رفع روحه وجسده وهو حيّ، بطريقة معجزة.
لقد علمنا من الكتاب والسنة أن الله قد رفع رسولين كريمين إلى السماء وهما حيّان كريمين إلى السماء وهما حيّان غير ميتين، عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، فبينما لم يدم العروج بمحمد صلى الله عليه وسلم أكثر من ساعات حيث أعاده الله إلى مكة قبل بزوغ فجر تلك الليلة، فإن الله عز وجل الحكيم شاء أن يبقى عيسى عليه السلام في السماء حتى قبيل الساعة.

مراجع البحث:
- علي محمّد محمّد الصّلابيّ، المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام (الحقيقة الكاملة)، 2019م، (332:325)
- صلاح الدين الخالدي، القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث، د. ، دمشق: دار القلم، بيروت: الدار الشامية، ط1، 1419ه، 1998م. 4/358.
- الحافظ إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية ، بيروت: مكتبة المعارف، ط2، 1974م. 12/91.
- محمد أبو زهرة، محاضرات في النصرانية، ، المملكة العربية السعودية، الرياض: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ط4، 1404ه.، ص(53)


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022