الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

عبادة الله وتقواه من أهم مقاصد القرآن الكريم

الحلقة: الثالثة عشر

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

رمضان 1441 ه/ مايو 2020

ـ لقد بين القرآن أن المهمة الأولى للإنسان أن يقوم بعبادة الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]. فالله تعالى هو خالق الإنسان ورازقه، ومدبر أمره، والمنعم عليه بنعم وفيرة لا يمكن للإنسان إحصاؤها، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34].
ومن هذه النعم نعمةُ الإيجاد، ونعمةُ الرزق، ونعمةُ العقل، ونعمةُ الإرادة، ونعمـةُ القدرة، ونعمـةُ البيـان «النطقي» و«الخطي»، ونعمةُ تسخير الكون للإنسان.
وعدّد القرآن جملاً من هذه النعم الوفيرة السابغة في عددٍ من سور القرآن، أظهرُها في سورة النحل، التي تسمّى «سورة النعم»، ومن حق الخالق الرازق المنعم أنْ يُشْكَرَ فلا يُكْفَرُ، وأن يُذْكَرَ فلا يُنْسَى، وأن يُطاعَ فلا يُعْصَى، ولا يتأتَّى ذلك إلا بالعبادةِ الخالصةِ له، فالعبادةُ من حقه وحدَه جل وعلا؛ ولذا قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ۝ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 21 ـ 22].
وعند تأمُّل القرآن الكريم والسنة النبوية، وما تحويه من أخبار، وأوامر ونواهٍ، ووعد ووعيد، نجدها كلها تدور حول تقرير ألوهية الله سبحانه وتعالى، وعبودية الإنسان له.
فإذا كان خلقُ الإنسان؛ وتسخيرُ الكون له؛ وإيجاد العقل والقلب والإرادة فيه، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وخلق الجنة والنار، وقبل ذلك وبعده ما تقتضيه صفات الباري جلّ وعلا من كونه في ذاته وصفاته وأفعاله حكيماً عليماً، خلق كلَّ شيءٍ وقدره تقديراً، ولم يخلق شيئاً عبثاً، ولم يوجد شيئاً لغير حكمة. وإذا كان القرآن المجيدُ وما فيه من أخبار وأوامر ووعد ووعيد جاء لأجل هذه المهمة العظيمة، ألا وهي تعبيد الخلق كلهم لله سبحانه، ولذلك جعل اللهُ دائرةَ العبادةِ التي خلق الله لها الإنسان، وجعلها غايته في الحياة، ومهمته في الأرض، دائرةً رحبةً واسعةً: أن تشمل شؤون الإنسان كلها، وتستوعب حياته جميعاً، وتستغرق جميع مناشطه وأعماله.
1ـ عبادة الله تعالى:
فالعبادةُ في مفهوم الإسلام: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداءُ الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجهاد الكفّار والمنافقين، والإحسان إلى الجار واليتامى والمساكين وابن السبيل والمملوك من الادميين، والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة، وكذلك حبُّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخشية الله، والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة .
وبهذا التعريف الجامع لا يمكن أن يخرجَ أي شيء من نشاطات الإنسان وأعماله، سواء إن كان ذلك في العبادة المحضة، أو في المعاملات المشروعة، أو في العادات التي طُبِعَ الإنسان على فعلها، ولذلك يحرص المسلمُ أن تكونَ حياتُه كلّها عبادةً من لحظة التكليف إلى الموت، امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].
وهذه العبادات كلها تُعِدُّ المسلمَ لتقوى الله، كما جاء في الاية التي ذكرناها: ﴿اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].
2 ـ تقوى الله تعالى:
وهي أن يجعلَ العبدُ بينه وبين ربه وقايةً من غضبه وسخطه وعذابه، وهي أن يعملَ بطاعة الله على نور من الله، يرجو ثواب الله، وأن يتركَ معصيةَ اللهِ على نورٍ من اللهِ، يخافُ عقابَ الله .
وأساسُ تقوى الله خشية الله، وذلك من عمل القلب، ولذا أضافها القرآن إليه وقال: ﴿ذَلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
ويأمر الله تعالى المؤمنين بالتقوى قبل أوامره سبحانه، لتكون حافزاً له على امتثال ما يأمر به، كما في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 35]. وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 ـ 71]. وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]. وقال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].
ويذكر الله في القرآن التقوى أحياناً قبل النواهي، لتكونَ دافعاً للانتهاء عنها، كما في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 278 ـ 279].
بل يقصُّ علينا القرآن أنّ الرسل جميعاً دعوا أقوامهم إلى تقوى الله، كما نجد في سورة الشعراء نوحاً [108]، وهوداً [126]، وصالحاً [150]، ولوطاً [163]، وشعيباً [179] يقول كل منهم لقومه: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾
ولهذا جعل القرآن وصية الله للأولين والآخرين هي التقوى، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [النساء: 131].
ولم يكتف القرآن من المؤمنين بمجرّد التقوى، بل قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ومعناه: بذل الجهد، واستفراغ الوسع في تقواه عزّ وجلّ، في حدود الطاقة والاستطاعة،
كما قـال تعالى في الاية الآخرى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16]، وليست هذه الايةُ ناسخةً للاية الآخرى، بل مبينةً لها: أنّ تقوى الله حق تقواه إنّما تُطْلَبُ في إطار المقدور للمكلّف، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
والتقوى لا تعني العصمةَ من الذنوب، فالمتّقون ليسوا ملائكةً أطهاراً، ولا أنبياء، بل هم بشر يصيبون ويخطئون، ومزيتهم هي رهافةُ حسهم، ويقظةُ ضمائرهم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201].
فإذا زلّت قدمُ أحدهم إلى المعصية، فسرعان ما يثوبُ إلى رشده، ويتوب إلى ربه، ويقرع بابَه مستغفراً، كما قال تعالى في وصف المتقين من عباده: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].
ومن تدبر القرآن وجده قد ربط خيرات الدنيا والآخرة كلها بالتقوى، فمن ثمار التقوى العاجلة والاجلة:
• المخرجُ من كلِّ ضيقٍ، والرزق من حيث لا يَحْتَسِبُ العبد:
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2 ـ 3].
• السهولة واليسرُ في كلِّ أمر:
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4].
• تيسير العلم النافع:
قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282].
• إطلاقُ نور البصيرة:
قال تعالى: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً﴾ [الأنفال: 29].
• محبة الله ومحبة ملائكته والقبول في الأرض:
قال تعالى: ﴿بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحبَّ الله العبد قال لجبريل: قد أحببتُ فلاناً فأحبّه، فيحبُّه جبريلُ عليه السلام، ثم ينادي في أهل السماء: إنَّ الله قد أحبَّ فلاناً فأحبوه، فيحبّه أهلُ السماءِ، ثم يوضعُ له القبولُ في الأرضِ».
• نصرة الله عز وجل وتأييده وتسديده:
وهي المعية المقصودة بقول الله عز وجل: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194].
• البركاتُ من السماء والأرض:
قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾ [الأعراف: 96].
• البشرى وهي الرؤيا الصالحة وثناء الخلق ومحبتهم:
قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ۝ وَكَانُوا يَتَّقُونَ ۝ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرةِ﴾ [يونس:62 64]. والبشرى في الحياة الدنيا هي ما بشر الله به المؤمنين المتقين في غير مكانٍ في كتابه، وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا الصالحةُ من الله»، وعن أبي ذر قال: قلتُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجلُ يَعْمَلُ للهِ ويحبُّه الناس، فقال: «تلك عاجِلُ بشرى المؤمن».
• الحفظ من كيد الأعداء ومكرهم:
قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120].
• حفظ الذرية الضعاف بعناية الله تعالى:
قال تعالى: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9]. وفي الاية إشارةٌ إلى إرشاد المسلمين الذين يخشون ترك ذرية ضعافٍ، إلى التقوى في سائر شؤونهم، حتى يحفظَ أبناءَهم، ويدخلوا تحت حفظ الله وعنايته، والايةُ تشعِرُ بالتهديد بضياع أولادهم إن فقدوا تقوى الله، وإشارة إلى أنَّ تقوى الأصول تحفظ الفروع، وأنّ الرجال الصالحين يُحْفَظون في ذريتهم الضعاف كما في آية: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ [الكهف: 82]. فإن الغلامين حُفِظا ببركة أبيهما في أنفسهما ومالهما.
• سبب لقبول الأعمال التي بها سعادة العباد في الدنيا والآخرة:
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27].
• سبب النجاة من عذاب الدنيا:
قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ۝ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [فصلت: 17 18].
• تكفير السيئات، وهو سبب النجاة من النار، وعظم الأجر هو سبب الفوز بالجنة:
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].
• هم الورثة لجنة الله:
قال تعالى: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63].
• يسيرون إلى الجنة ركباناً:
مع أنّ الله عز وجل يقرّبُ إليهم الجنة تحيةً لهم، ودفعاً لمشقتهم. قال تعالى: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾ [ق: 31]. وقال تعالى: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْدًا ﴾ [مريم: 85].
• تجمعُ بين المتحابين من أهلها حين تنقلب كل صدقة ومحبة إلى عداوة ومشقة:
قال تعالى: ﴿الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].
ومن بركة التقوى أنّ الله عزّ وجلّ ينزع ما قد يعلق بقلوبهم من الضغائن والغل، فتزداد مودتهم وتتم محبتهم وصحبتهم. قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ ۝ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾[الحجر: 45 ـ 47].
تتخذُ دعوة القرآن إلى التقوى أساليبَ شتى من الأمر بها، وبيان اثارها، والثناء على أهلها، والترغيب في محاسنهم، وتجلية فضائلهم، والترهيب من تركها، والإعراض عنها، والاتصاف بأضدادها، حتى يظهرَ الفرق بين المتقين والفجار، أو بين أهل البر والتقوى، وأهل الإثم والعدوان.

يمكنكم تحميل سلسلة كتب الإيمان كتاب:
الإيمان بالقرآن الكريم
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book172.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022