الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

أصحاب الأعراف

الحلقة: التاسعة والثلاثون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

محرم 1442 ه/ سبتمبر 2020


الأعراف: سور بين الجنة والنار قال تعالى: ﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ *وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ *وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ *﴾ [الأعراف: 46 48]
وأما أصحاب الأعراف: فهم قومُ استوت حسناتُهم وسيئاتُهم، فمنعتهم حسناتُهم من دخولِ النارِ، وقصّرت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة، فيقفون على السور، حتى يُقْضَى بين الناس، ثم يدخلهم الله الجنة برحمته، نقله البيهقي في كتابه (البعث والنشور) عن جمع من الصحابة والتابعين.
وقال عبد الله بنُ المبارك عن أبي بكر الهُذلي قال: قال سعيد بن جبير وهو يحدِّث عن ابنِ مسعود قال: يحاسَبُ الناسُ يومَ القيامةِ، فَمَنْ كانت حسناتُه أكثرَ من سيئاته بواحدةٍ دخل الجنّةَ، ومَنْ كانتْ سيئاتُه أكثرَ من حسناتِهِ بواحدةٍ دخلَ النار، ثم قرأ قولَ الله تعالى: ﴿رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ *فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَه *نَارٌ حَامِيَةٌ *﴾ [القارعة: 6 ـ 11] .
ثم قال: الميزان يخفُّ بمثقال حبة ويرجحُ، قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف، فوقفوا على الصراط، ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهلِ الجنّةِ نادوا وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أهل النار تعوّذوا بالله من ﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: 47].
قال: فأمّا أصحابُ الحسنات، فإنّهم يعطَوْنَ نوراً يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كلُّ عبدٍ يومئذٍ نوراً، وكل أمة نوراً، فإذا أتوا على الصراط سلبَ الله نور كلِّ منافقٍ ومنافقةٍ، فلمّا رأى أهلُ الجنةِ ما لقيَ المنافقون قالوا: ﴿رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا﴾ .
وأما أصحاب الأعراف فإنَّ النورَ كان بأيديهم فلم ينزع، فهنالك يقول الله تعالى: فكان الطمعُ ﴿لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ *﴾، فقال ابن مسعود: إنَّ العبدَ إذا عمل حسنةً كُتِبَ له بها عَشْرٌ، وإذا عملَ سيئةً لم تكتبْ إلا واحدةً، ثم يقول: هلك من غلبتْ احادُه عشراتِهِ. وفي قوله تعالى قال ابن ﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ *﴾: يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه، وأهلُ النار بسوادِ الوجوه .


يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان باليوم الآخر
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/Book173.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022