الخميس

1446-06-25

|

2024-12-26

موانع إنفاذ الوعيد
الحلقة:التاسعة والأربعون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
محرم 1442 ه/ سبتمبر 2020
 
تحدّث العلماءُ عن أسباب سقوط العذاب في الآخرة، وذكروها في موانع إنفاذ الوعيد، والتي منها :
أولاً ـ التوبة :
التوبةُ مانعٌ من إنفاذِ وعيد جميع الذنوب، ودليلُ ذلك الكتاب والسنة والإجماع
أما الدليل من كتاب الله تعالى فقد قال تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *﴾ [الزمر: 53] أي لمن تاب، وقال تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ *﴾ [المائدة: 38 39]
أما الدليل من السنة فقد جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ﷺ): « إنّ اللهَ عزّ وجلّ يَبْسُطُ يدَه بالليلِ ليتوبَ مسيءُ النهارِ، ويبسطُ يدَه بالنهارِ ليتوبَ مسيءُ الليلِ، حتّى تطلعَ الشمسُ من مغربِها ». وقال رسول الله (ﷺ): « إنّ الله يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ » .
وأما الإجماع: فقد اتفق العلماءُ على أنّ التوبةَ من الكفرِ مقبولةٌ ما لم يوقنِ الإنسانُ بالموتِ بالمعاينة، ومن الزنا، ومن فعل فعلة قوم لوط، ومن شُربِ الخمر، ومن كلِّ معصيةٍ بين المرء وربه تعالى، ممّا لا يحتاجُ في التوبة إلى دفع مال، ومما ليس مظلمة للإنسان. فالتوبةُ مانعٌ شاملٌ، يمنعُ إنفاذَ وعيدِ جميعِ الذنوب، كالكفر وما دونه، وهـذا الشمولُ مختصٌّ بهـذا المانع . فالتوبةُ تمحو جميعَ السيئات، وليس شيءٌ يغفِرُ جميعَ الذنوب إلاّ التوبة.
ثانياً: الاستغفار :
دلّتِ النصوصُ الشرعيةُ على أنَّ الاستغفارَ مانعُ من إنفاذِ الوعيد، ومن هـذه النصوص :
قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ *﴾ [آل عمران: 135 ـ 136] وقوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَِبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُِمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا *﴾ [النساء: 11] وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا *﴾ [النساء: 64] .
وقال رسول الله (ﷺ): « إنّ عبداً أصابَ ذنباً، فقال: ياربّ إنّي أذنبتُ ذنباً، فاغفره لي، فقال له ربُّه: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ ربًّا يغفِرُ الذَّنبَ ويأخذُ به ،فغفر له.
ثم مكثَ ما شاء الله، ثم أصابَ ذنباً اخر، وربما قال: ثم أذنبَ ذنباً اخر ، فقال: ياربِّ إنّي أذنبتُ ذنباً اخر فاغْفِرْهُ لي، فقال ربُّه: عَلِمَ عبدي أنّ له رباً يغفِرُ الذنبَ، ويأخذُ بهِ، فغفرله، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصابَ ذنباً اخر، قال أذنب ذنباً اخر، فقال: ياربِّ أذنبت ذنباً فاغفره لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربّاً يغفِرُ الذنبَ، ويأخذُ به، فقال ربُّه: غفرتُ لعبدي، فليعملْ ما شاء » . وقال رسول الله (ﷺ): « والذي نفسِي بيدِه لو لم تُذْنِبوا لذهبَ اللهُ بِكُم، ولجاءَ بقومٍ يُذْنِبُوْنَ فَيَسْتَغْفِرُوْنَ اللهَ فَيَغْفِرَ لهم».
فدلّت هـذه النصوصُ المُحْكَمَةُ على أنَّ الاستغفارَ مانعٌ من إنفاذِ الوعيدِ.
ثالثاً: الحسنات الماحية :
دلّت نصوصٌ شرعيةٌ كثيرةٌ على أنَّ الحسناتِ يمكنُ أن تمنعَ إنفاذَ وعيدِ السيئاتِ، والأدلّةُ على ذلك كثيرة منها: قوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *﴾ [هود: 114] .
وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال لي رسولُ الله (ﷺ): « اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالِقِ النّاسَ بِخُلقٍ حَسَنٍ » .
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال سمعتُ رسولَ اللهِ (ﷺ) يقول: «ما مَنْ أحدٍ يَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله، وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ صدقاً من قلبه إلا حرّمَ اللهُ عليه النَّارَ ».
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللهِ (ﷺ): « مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوْءَ خَرَجَتْ خطاياه مِنْ جَسَدِهِ حتّى تخرجَ مِنْ تحت أظفارهِ ».
وقال رسولُ اللهِ (ﷺ): « أرأيتُم لو أنَّ نَهْراً ببابِ أحدِكم يَغْتَسِلُ فيه كلَّ يومٍ خَمْسَ مرّاتٍ ،هل يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شيءٌ » ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قال: فكذلك مَثَلُ الصلواتِ الخَمْسِ، يَمْحُو الله بهن الخَطَايا ».
وقال رسول الله (ﷺ): « مَنْ صامَ رمضان إيماناً واحتساباً غفرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».
وقال رسول الله (ﷺ): « مَنْ حَجَّ للهِ فلم يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُق، رَجَعَ من ذنوبه كيومَ ولدتْه أُمُّهُ » .
رابعاً ـ دعاء المؤمنين:
النصوصُ الشرعيةُ التي دلّت على مشروعيةِ الدُّعاء للمؤمنين بالمغفرةِ والرحمةِ تدلُّ قطعاً على انتفاع المدعو بدعاء إخوانه المؤمنين، ومن أهمِّ مظاهرِ انتفاعهِ عدمُ إنفاذِ الله وعيدَه بسببِ دعاء المؤمنين واستغفارِهم، ولا شك أنَّ الدعاء بالمغفرةِ والرحمةِ لا يمكِنُ أن يمنعَ إنفاذَ وعيدِ المدعو له إذا لقي الله متلبِّساً بمكفِّرٍ، كالشرك الأكبر والنفاق الأكبر، لأنّ الله أخبرَ في كتابه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا *﴾ [النساء: 48] .
كما أنَّ النصوصَ الشرعيةَ دلّت على تحريم الاستغفار المطلق والمقيد بفعلٍ معيّنٍ كمن لقيَ الله كافراً، فقد دلَّ على تحريم الاستغفار المطلق قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ *﴾ [التوبة: 113] والمقصودُ من هـذا كله أنَّ تحريمَ الاستغفار بمختلَفِ صوره لَمَنْ لَقِيَ الله كافراً، يدلُّ مِنْ وجهٍ اخرَ على أنَّ طلب المغفرة وما في معناها لا أثر له البتَّة في إسقاطِ وعيدِه، كما أنَّ الدعاءَ من حيث هو لا يترتّبُ عليه أثرهُ إلاّ إذا تحققتْ شروطُه، وانتفتْ موانعُه، ومن شروطه أن يكون المطلوب جائزَ الطلبِ شرعاً، ومن موانِعِه الاعتداءُ في الدعاء، وحينئذٍ فطلب المغفرة وما في معناها لمن لقي الله كافراً لا يمكِنُ أن يترتّبَ عليه أثرهُ، لتخلّف شرطه، ووجودٍ مانعه .
وأمّا الأدلة الشرعية على مشروعية الدعاء لأحياء المؤمنين وأمواتهم بالمغفرة والرحمة فمنها: قوله تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد: 91] وقوله: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ [آل عمران: 159] وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ*﴾ [الحشر: 10] .
وقال رسول الله (ﷺ): « قَدْ تُوفِّي اليومَ رجلٌ صالحٌ مِنَ الحَبَشِ فهلمَّ فَصَلُّوا عَلَيْهِ » .
وقال رسول الله (ﷺ): « مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يموتُ، فيقومُ على جنازتِهِ أربعونَ رجلاً لا يُشْرِكُونَ باللهِ شيئاً إلاّ شَفَّعهم اللهُ فِيْهِ »، والشفاعةُ للميّتِ ـ أي الدعاء للميت بالمغفرة والرحمة ـ هي المقصودُ من هـذه الصلاة أصالةً، ولذلك أمر النبيُّ (ﷺ) في صلاة الجنازة بإخلاصِ الدُّعاءِ للميت، فقد قال رسول الله (ﷺ): « إذا صَلَّيْتُم على الميِّتِ فَأَخْلِصُوْا لَهُ الدُّعَاءِ »، ومن دعاءِ النبيِّ (ﷺ) في صلاةِ الجنازةِ، قوله (ﷺ): « اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ، وارْحَمْهُ، وعافِهِ وأعْفُ عَنْهُ، وأَكْرِمْ نُزُلَه، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالماءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ، ونقِّه مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثوبَ الأبيضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ داراً خيراً مِنْ دارِهِ، وأهلاً خَيْراً مِنْ أهلِهِ، وزَوْجَاً خيراً مِنْ زوجِهِ، وَأدْخِلْهُ الجنَّةَ، وأَعِذهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّارِ » .
وقال رسول الله (ﷺ): « إنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، ويغفر ما دُوْنَ ذلك لمن يشاءُ، وقال: أَخَّرْتُ شَفَاعَتِي لأَهْلِ الكبائِرِ ».
فالاستغفارُ للمؤمنينَ وما في معناه، إنّما يَمْنَعُ إنفاذَ الوعيدِ ظنّاً لا قطعاً، لأنّه دعاء، والدعاءُ: قَدْ يستجاب وقد لا يُستجابُ، إمّا لتخلّف شرطٍ، وإمّا لوجودِ مانعٍ، وإمّا لحكمةٍ إلـهيةِ لا نعلمُها، ولكنّ جانبَ الإجابةِ أرجحُ لقوّة دلالةِ النصوص، والعملُ بالراجحِ مطلوبٌ شرعاً، فينبغي الحِرْصُ على الدعاء للمؤمنين بالمغفرة والرحمة، والاجتهادُ في ذلك، فقد يُعْتِقُ الله بدعائه كثيراً من أهل البلاء والمحنة في البرزخِ أو في الآخرة، قال تعالى: ﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا *﴾ [النساء: 85]، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعاً: « اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا » والشفاعة الحسنة تشملُ الشفاعةَ للناس في قضاء حوائجهم، والدعاءَ لهم بخيري الدُّنيا والآخرة وغير ذلك، فَمَنْ شفَع لينفعَ كانَ له نصيبٌ من الأجرِ، ومَنْ دعا لأخيه بظهرِ الغيبِ أَمَّنَ المَلَكُ على دعائِهِ، وقال: « ولك بمثلٍ » .
خامساً ـ إهداء القربات:
دلّتِ النصوصُ الشرعيةُ على انَّ الجزاءَ ثواباً أو عقاباً إنّما يترتّبُ على عمل الإنسان، وعلى ما هو من اثارِ عملهِ . قال تعالى: ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ [البقرة: 286] وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا﴾ [الأنعام: 164] وقال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ *﴾ [يـس: 12] أي نكتبُ أعمالَهم التي باشروها بأنفسهم واثارَهم التي اثروها من بعدهم، فنجزيَهم على ذلك، إنْ خيراً فخير، وإنْ شراً فشر .
وقال رسول الله (ﷺ): « مَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةَ حَسَنَةً، فَله أجرها، وأجر مَنْ عمله بها مِنْ بَعْدِهِ، من غير أن يَنْقُصَ مِنْ أُجُوْرِهِمْ شيءٌ، وَمَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كان عليه وزرُها ووزرُ مَنْ عمل بها، من غير أن ينقصَ من أوزارهم شيء ». وقال رسول الله (ﷺ): « مَنْ دَعَا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ أُجُوْرِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ أجورِهِم شيئاً، ومَنْ دَعَا إلى ضَلالةٍ، كانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْم مِثْلَ اثامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ آثامِهِم شَيْئاً . وقال رسول الله (ﷺ): « لا تُقْتَلُ نفسٌ ظُلْماً إلاّ كانَ على ابنِ ادَمَ الأول كِفْلٌ من دمها، لأنَّه أوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ»، وقال رسول الله(ﷺ): « إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عنه عملُه إلاّ مِنْ ثلاثةٍ: إلاّ من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنْتَفَعُ بهِ، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له » .
وأمّا عملُ الآخرين، وما نشأَ عنه من اثار، فإنَّ مقتضى دلالةِ هـذه النصوص عدمُ مؤاخذةِ الإنسانِ إن كان شراً، وعدمُ استحقاقِ ثوابه إنْ كان خيراً، وقد نصَّ على هـذا لمعنى صراحةً قولُه سبحانه: ﴿أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى *وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى *﴾ [النجم: 38 ـ 39] وهـذه الآية الكريمةُ لا تعني أنَّ الإنسانَ لا ينتفِعُ بعملِ غيرِه، وإنّما تعني أنَّ الإنسانَ لا يستحقُّ عملَ غيرِه، فظاهِرُ الآية أنَّ الإنسانَ ليس له إلا سعيه، وهـذا حقٌّ، فإنَّه لا يملِكُ ولا يستحقُّ إلا سعيَ نفسِه، وأمَّا سعيُ غيرِه فلا يملِكُه ولا يستحقُّه، لكنّ هـذا لا يمنعُ أن ينفعه الله ويرحمه به، كما أنّه دائماً يرحمُ عبادَه بأسبابٍ خارجةٍ عن مقدورهم .
وقد دلّتِ النصوصُ الشرعيةُ على مُطْلقِ الانتفاع بعمل الآخرين، ومن ذلك ما رواه البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه أنَّ سعدَ بنَ عبادةَ رضي الله عنه، توفِّيَتْ أُمه، وهو غائبٌ عنها، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أُمي توفيتْ، وأنا غائبٌ عنها، فهل ينفعُها شيءٌ إنْ تصدَّقْتُ به عنها؟ قال «نعم» قال: «فإني أُشْهِدُكَ أنَّ حائطي المِخْرَافَ صدقةٌ عليها» . ومعنى نفعُ الميتِ بالصدقةِ عنه، تنزيلُه منزلةَ
المتصدِّقِ، بحيثُ تقعُ الصدقةُ نفسُها عن الميتِ، ويُكْتَبُ له ثوابُها .
وهناك نصوصٌ شرعية تدلُّ على الانتفاع بعمل الآخرين في إسقاطِ هـذه الحقوق إجمالاً وتفصيلاً .
أما الدليل الإجمالي فما رواه البخاريُّ بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ امرأةً من جُهينة جاءتْ إلى النبيِّ (ﷺ) فقالتْ: إنَّ أُمي نذرتْ أن تحجَّ، فلم تحجَّ حتَّى ماتتْ، أفأحجُّ عنها ؟ قال: « نعم، حُجِّي عنها، أرأيتِ لو كان على أُمُّكِ دينٌ أكنتِ قاضيتَه ؟ أقضوا اللهَ فاللهُ أحقُّ بالوفاءِ»، والحديثُ وإنْ وردَ على سبب خاص، وهو الحجُّ إلا أنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ على المعتمد من أقوال أهل العلم، ولذلك قال ابن حجر: ويلتحِقُ بالحجِّ كلُّ حقٍّ ثبتَ في ذمته، من كفارةٍ أو نذرٍ أو زكاةٍ أو غير ذلك .
وأما الأدلة التفصيلية فمنها ما روته عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله (ﷺ) قال: « مَنْ ماتَ وعليه صيامٌ صامَ عنه وليُّه »، وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال: استفتى سعدُ بنُ عبادة رسول الله (ﷺ) في نذرٍ كان على أُمِّه، توفيتْ قبل أن تقضيَه، قال رسول الله (ﷺ): « فاقضِه عَنْها» . وعن بُريدةَ رضي الله عنه، قال: بينما أنا جالسٌ عند رسولِ اللهِ (ﷺ) إذ أتته امرأةٌ فقالت: إنِّي تصدقتُ على أُمي بجاريةٍ، وإنَّها ماتتْ، قال: فقال: « وجبَ أجرُكِ، وردّها عليكِ الميراثُ » قالت: يا رسول الله، إنه كان عليها صومُ شهرٍ فأصومُ عنها ؟ قال: « صومي عنها » قالت: إنّها لم تحجَّ قط، أفأحجُّ عنها ؟ قال: « حُجِّي عنها » .
أمّا الحقوقُ التي للناس كالدَّين، فقد دلَّ على الانتفاع بعمل الآخرين في إسقاطها النصُّ والإجماعَ . أمّا النصُّ فما رواه البخاري بسنده عن سلمة بن الأكوع، أنَّ النبيَّ (ﷺ) أُتِيَ بجنازةٍ ليصلِّي عليها، فقال: « هل عليه من دينٍ ؟ » قالوا: لا، فصلّى عليه . ثم أُتيَ بجنازةٍ أُخرى فقال: « هل عليه مِنْ دينٍ ؟ » قالوا: نعم، قال: « صلوا على صاحبكم » . قال أبو قتادة: عليَّ دينُه يا رسولَ اللهِ، فصلّى عليه .
وأجمع المسلمون على أنَّ قضاءَ الدَّينِ يسقطُه من ذمّةِ الميِّت، ولو كان من أجنبي، أو مِنْ غير تركته ... وأجمعوا على أنَّ الحيَّ إذا كان له في ذمة الميّتِ حقٌّ من الحقوقِ، فأحلّه منه أنه ينفعُه ويبرأُ منه، كما يسقط من ذمة الحي، ومن كلِّ ما سبق يتبيّن أنَّ النصوص الشرعية دلّت على جوازِ إهداء القُربات في الجملة، وأنَّ الميّت يمكنُ أن ينتفعَ بكلّ ما يُهدى إليه من قرباتٍ عدا القرباتِ التي يتعيّن أن يفعلَها العبدُ بنفسه، كالإيمانِ والتوبةِ.
سادساً ـ الشفاعة في أهل الكبائر:
الشفاعةُ المقبولة يمكِنُ أن تمنعَ إنفاذَ وعيدِ المعيّنِ من أهلِ الكبائرِ ظنّاً لا قطعاً، والشفاعةُ المقبولةُ هي التي انتظمت فيها شروطُ القَبولِ، وهي ثلاثة: إذنُ الله في الشفاعةِ، ودليله قوله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: 255] ورضاه عن الشافع، ودليله قوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ لاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً *﴾ [طـه: 109] أي إلاّ شفاعةَ مَنْ أَذَنِ له الرحمنُ، ورضاه عن المشفوع له، ودليلُه قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [الأنيباء: 28] وأهلُ رضا اللهِ هم أهلُ التوحيدِ، ولو كانوا أهل كبائر . وقد دلّ على هـذه الشروط مجتمعةً قوله تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى *﴾ [النجم: 26] أي الشافعِ والمشفوعِ له.
سابعاً ـ المصائِبُ المكفّرة :
المصائبُ اسمٌ جامع للآلام التي تلحقُ الإنسان نفسيةً كانتْ أو عضويةً، وهـذه الالامُ إمّا أن تكونَ قدريةً، وإمّا أن تكونَ شرعيةً .
أمّا الالامُ القدريةُ فتنقسِمُ باعتبارِ المكانِ الذي تقع فيه إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول: الام دنيوية: كنقصِ الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ .
القسم الثاني: الام برزخية، وهي ما تكونُ في القبر من الفتنةِ والضغطةِ والروعةِ.
القسم الثالث: الام أخروية، وهي ما تكونُ في عَرْصاتِ القيامة من الأهوالِ والكُرُبات والشدائد .
وقد دلّتِ النصوص الشرعية بعمومها على أنَّ هـذه الالام مما يكفِّرُ الله به الخطايا، ومن هـذه الأدلة: ما قاله رسولُ اللهِ (ﷺ): «ما مِنْ مصيبةٍ تصيبُ المسلمَ إلاّ كفَّرَ اللهُ بها عنه، حتَّى الشوكةِ يُشاكُها» وقال رسول الله(ﷺ): «ما يصيبُ المسلمَ من نَصَبٍ، ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ، ولا حَزنٍ ،ولا غمٍّ، حتّى الشوكةِ يشاكُها إلا كفّرَ الله بها من خطاياهُ» وقال رسول الله (ﷺ): « ما مِنْ مُسْلمٍ يصيبُه أذًى، مرضٌ فما سواه، إلا حطَّ اللهُ به سيئاتِهِ كما تحطُّ الشجرةُ ورقَها »، وقال رسول الله (ﷺ): « لا يموتُ لأحد من المسلمين ثلاثةٌ من الولدِ فتمسه النارُ إلا تحلّةَ القَسَمِ».
وقد ذهبَ الجمهورُ مِن أهلِ العلمِ إلى أنَّ نفسَ المصائبِ مكفّراتٌ ومثيباتٌ ،
واستدلوا بقول الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لأِهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا﴾ [التوبة: 120] فرتّبَ الله سبحانه الأجرَ على جملةِ أمورٍ، منها ما هو من المصائب، كالنَّصَبِ، فدلّ ذلك على أنَّ الإنسان يؤجر على المصائب نفسها، وقال رسول الله (ﷺ): « ما مِنْ مسلمٍ يشاكُ شوكةً فما فوقَها إلا كُتِبَتْ له بها درجةً، ومُحِيَتْ عنه بها خطيئةً ».
إنّ ما يحصلُ للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامةِ من الالام التي هي عذابٌ، فإنّ ذلك مما يكفر به خطاياه .
وأمّا الالام الشرعية فهي الحدودُ والتعزيراتُ، لأنها زواجِرُ وجوابرُ معاً .
أمّا إنها زواجرُ عن ارتكاب المحظورات وتركِ المأموراتِ، فالأمرُ فيها ظاهرٌ، ولذا قال الله تعالى في الزانية والزاني: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأَفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *﴾ [النور: 2] وذلك للتغليظِ في زجرِهما عن المعاودةِ، ولزجر الناسِ عن فعلهما .
وأمّا إنّها جوابرُ بمعنى أنّ مجرّدَ فعلها مكفِّرٌ لذنبِ المعاقَبِ دون حاجة إلى مكفر اخر، فدليله ما رواهُ عبادةُ بن الصامت رضي الله عنه، قال: كنّا مع رسولِ اللهِ (ﷺ) في مجلسٍ، فقال: « تُبايعوني على أنْ لا تُشْرِكوا باللهِ شيئاً، ولا تَزْنُوا، ولا تَسْرِقوا، ولا تَقْتُلوا النَّفْسَ التي حرّم اللهُ إلاّ بالحقِّ، فَمَنْ وفَّى مِنْكُم فَأَجْرُهُ على اللهِ، ومَنْ أصابَ شيئاً من ذلكَ فعوقب به، فهو كفارةٌ له، ومَنْ أصاب شيئاً من ذلك فَسَتَرَهُ اللهُ عليهِ، فَأَمْرُهُ إلى اللهِ، إنْ شاءَ عفا عنه، وإنْ شاءَ عَذّبَهُ »، فدلَّ الحديثُ على أنَّ العقابَ مكفِّرُ للذنب بمجرّد فعله، وهـذا يعمُّ العقوباتِ الشرعيةِ المقدّرة وهي الحدودُ، وغير المقدرة وهي التعزيراتُ .
ثامناً ـ العفو الإلـهي:
دلّت النصوصُ الشرعيةُ المتواترةُ دِلالةً قطعيةً على أنَّ الله تعالى عفوٌّ غفورٌ، يتجاوَزُ عمّا يستحقّه المذنبون من العقابِ، منها قوله تعالى: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ *﴾ [الرعد: 6] وقال تعالى: ﴿وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ﴾ [الشورى: 25] وقوله تعالى: ﴿وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ *﴾ [الشورى: 30] وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ *﴾ [الحج: 60] وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا *﴾ [النساء: 43]، وهـذه النصوصُ، وما في معناها تدلُّ قطعاً على أنَّ العفو الإلـهي من موانعِ إنفاذِ الوعيدِ.
ولـكن لا يمكنُ أن يمنعَ إنفاذُ وعيدِ الكفرِ قطعاً، ودليلُ هـذا الأصلِ القرآن والسنةُ :
فالقرآن الكريم يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ [النساء: 48] وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ *﴾ [المائدة: 72] .
وأمّا السنة فقد قال رسول الله (ﷺ): « مَنْ ماتَ وهو يدعو مِنْ دونِ اللهِ نِدّاً دخلَ النارَ » . ولا خلاف بين المسلمين أنَّ المشرك إذا ماتَ على شركِه لم يكنْ من أهلِ المغفرةِ .
والعفو الإلـهي يمكِنُ أن يمنعَ إنفاذَ وعيدِ أهل الكبائر، قال تعالى :
﴿لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا *﴾ [النساء: 48] أبانت هـذه الآية أنَّ كلَّ صاحبِ كبيرةٍ ففي مشيئة الله، إنْ شاءَ عفا عنه، وإن شاء عاقبه عليه، ما لم تكن كبيرته شِرْكاً بالله .
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ (ﷺ) يقول: « يُدْنَى المؤمنُ يومَ القيامةِ مِنْ رَبّه عزّ وجلّ حتّى يضعَ عليه كَنَفَهُ، فيقرّره بذنوبه، فيقول: هل تَعْرِفُ؟ فيقول: أيْ ربِّي أعرفُ، قال: فإنِّي قَدْ سترتُها عليكَ في الدنيا، وإنِّي أغفرُها لك اليوم »، وعن أنس رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ الله (ﷺ) يقول: « قال الله تعالى: يا ابنَ ادمَ إنَّك لو لقيتني بِقُرابِ الأرضِ خطايا، ثم لقيتَني لا تشرك بي شيئاً لأتيتُك بقُرابها مغفرةً» .
 
يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان باليوم الآخر
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022