ثناء الصَّحابة والسَّلف على الفاروق رضي الله عنه؛ أقوال ونماذج
بقلم: د. علي محمد الصلابي
الحلقة الرابعة والتسعون
أ ـ في تعظيم عائشة ـ رضي الله عنها ـ له بعد دفنه: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كنت أدخل بيتي الَّذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي، فلمَّا دفن عمر معهما فوالله ما دخلته إِلا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي حياءً من عمر. وعن القاسم بن محمَّد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: من رأى ابن الخطَّاب؛ علم أنَّه خلق غناءً للإِسلام، كان والله أحوذياً! نسيج وحده، قد أعدَّ للأمور أقرانها. وعن عروة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: إِذا ذكرتم عمر؛ طاب المجلس.
ب ـ سعيد بن زيدٍ رضي الله عنه: روي عن سعيد بن زيدٍ: أنَّه بكى عند موت عمر، فقيل له: ما يبكيك ؟ ! فقال: على الإِسلام، إِنَّ موت عمر ثَلَم الإِسلام ثلمةً لا تُرتق إِلى يوم القيامة.
جـ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال عبد الله بن مسعودٍ: لو أنَّ علم عمر بن الخطَّاب وضع في كفَّة الميزان، ووضع علم الأرض في كفَّةٍ؛ لرجح علم عمر، وقال أيضاً: إِنِّي لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم. وقال عبد الله بن مسعودٍ: كان إسلام عمر فتحاً، وكانت هجرته نصراً، وكانت إِمارته رحمةً.
د ـ قال أبو طلحة الأنصاريُّ: والله ما من أهل بيتٍ من المسلمين إِلا وقد دخل عليهم في موت عمر نقصٌ في دينهم، وفي دنياهم!
هـ قال حذيفة بن اليمان: إِنَّما كان مثل الإِسلام أيَّام عمر مثل مقبلٍ، لم يزل في إِقبالٍ، فلمَّا قتل؛ أدبر، فلم يزل في إِدبارٍ.
و ـ عبد الله بن سلام: جاء عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ بعدما صُلِّي على عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال: إِن كنتم سبقتموني بالصَّلاة عليه، فلن تسبقوني بالثَّناء عليه، ثمَّ قال: نعم أخو الإِسلام كنت يا عمر ! جواداً بالحقِّ، بخيلاً بالباطل، ترضى من الرِّضا، وتسخط من السُّخط، لم تكن مدَّاحاً، ولا معياباً، طيِّب العَرْف، عفيف الطَّرف.
ز ـ العبَّاس بن عبد المطَّلب: قال العبَّاس بن عبد المطَّلب: كنتُ جاراً لعمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ فما رأيت أحداً من النَّاس كان أفضل من عمر، إِنَّ ليله صلاةٌ، ونهاره صيامٌ، وفيُّ حاجات النَّاس، فلمَّا توفِّي عمر سألت الله تعالى أن يرينيه في النَّوم، فرأيته في النَّوم مقبلاً متَّشحاً من سوق المدينة، فسلَّمت عليه، وسلَّم عليَّ، ثمَّ قلت له: كيف أنت ؟ قال: بخيرٍ. قلت له: ما وجدت ؟ قال: الان حين فرغت من الحساب، ولقد كاد عرشي يهوي لولا أنِّي وجدت رَبَّاً رحيماً.
ح ـ معاوية بن أبي سفيان: قال معاوية: أمَّا أبو بكرٍ؛ فلم يرد الدُّنيا، ولم ترده. وأمَّا عمر فأرادته الدُّنيا، ولم يردها، وأمَّا نحن فتمرَّغنا فيها ظهراً لبطنٍ.
ط ـ علي بن الحسين: عن ابن أبي حازمٍ، عن أبيه قال: سئل عليُّ بن الحسين عن أبي بكرٍ، وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ومنزلتهما من رسول الله، قال: كمنزلتهما اليوم، وهما ضجيعاه.
ي ـ قبيصة بن جابر: عن الشَّعبي، قال: سمعت قبيصة بن جابر يقول: صحبت عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ فما رأيت أقرأ لكتاب الله، ولا أفقه في دين الله، ولا أحسن مدارسة منه!
الحسن البصري: قال الحسن البصري: إِذا أردتم أن يطيب المجلس؛ فأفيضوا في ذكر عمر، وقال أيضاً: أيُّ أهل بيتٍ لم يجدوا فقده؛ فهم أهل بيت سوءٍ.
علي بن عبد الله بن عبَّاس: قال: دخلت في يومٍ شديد البرد على عبد الملك بن مروان، فإِذا هو في قبَّة باطنها فُوهِيٌّ معصفرٌ، وظاهرها خزاعيز، وحوله أربعة كوانين، قال: فرأى البرد في تقفقفي، فقال: ما أظنُّ يومنا هذا إِلا بارداً. قلت: أصلح الله الأمير ! ما يظنُّ أهل الشَّام: أنَّه أتى عليهم يومٌ أبرد منه، فذكر الدُّنيا، وذمَّها، ونال منها، وقال: هذا معاوية عاش أربعين سنة أميراً، وعشرين خليفةً، لله درُّ ابن حنتمة ما كان أعلمه بالدُّنيا ! يعني: عمر رضي الله عنه.
للاطلاع على النسخة الأصلية للكتاب راجع الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي، وهذا الرابط:
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book172(1).pdf