عثمان بن عفان رضي الله عنه، اعتناقه الإسلام وهجرته إلى الحبشة
بقلم الدكتور علي الصلابي
الحلقة الثانية
أولا: إسلامه
كان عثمان قد ناهز الرَّابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصِّدِّيق إلى الإسلام ، ولم يُعْرَف عنه تلكُّؤٌ ، أو تلعثمٌ ، بل كان سباقاً أجاب على الفور دعوة الصِّدِّيق ، فكان بذلك من السَّابقين الأوَّلين حتَّى قال أبو إسحاق : كان أوَّل النَّاس إسلاماً بعد أبي بكرٍ ، وعليٍّ ، وزيد بن حارثة عثمان، فكان بذلك رابع من أسلم من الرِّجال، ولعلَّ سبقه هذا إلى الإسلام كان نتيجةً لما حدث له عند عودته من الشَّام ، وقد قصَّه رضي الله عنه على رسول الله (ص) حين دخل عليه هو ، وطلحة بن عبيد الله ، فعرض عليهما الإسلام ، وقرأ عليهما القران ، وأنبأهما بحقوق الإسلام ، ووعدهما الكرامة من الله ، فآمنا ، وصدَّقا . فقال عثمان : يا رسول الله! قدمت حديثاً من الشَّام ، فلمَّا كنَّا بين معان والزَّرقاء ، ونحن كالنِّيام إذا منادٍ ينادينا : أيُّها النِّيام ! هبُّوا ؛ فإنَّ أحمد قد خرج بمكَّة ، فقدمنا ، فسمعنا بك.
لا شكَّ أنَّ هذه الحادثة تترك في نفس صاحبها أثراً إيجابياً لا يستطيع أن يتخلَّى عنه ، عندما يرى الحقيقة ماثلةً بين عينيه ، فمن ذا الذي يسمع بخروج النبيِّ (ص) قبل أن يصل إلى البلد الّذي يعيش فيه ؛ حتَّى إذا نزله ، ووجد الأحداث والحقائق تنطق كلُّها بصدق ما سمع به ، ثمَّ يتردد في إجابة الدَّعوة ؟ ! لا يستطيع الإنسان مهما كان مكابراً إلا أن يذعن للحقِّ ، ومهما أظهر الجفاء فإنَّ ضميره لا يزال يتلجلج في صدره؛ حتَّى يؤمن به أو يموت ، فيتخلَّص من وخز الضَّمير ، وتأنيبه ، ولم تكن سرعة تلبيته عن طيشٍ ، أو حمقٍ ، ولكنَّها كانت عن يقينٍ راسخٍ ، وتصديقٍ لا يتطرَّق إليه شكٌّ، فقد تأمّل في هذه الدَّعوة الجديدة بهدوءٍ كعادته في معالجة الأمور ، فوجد : أنَّها دعوةٌ إلى الفضيلة ، ونبذٌ للرَّذيلة ، دعوةٌ إلى التَّوحيد، وتحذير من الشِّرك ، دعوةٌ إلى العبادة ، وترهيب من الغفلة ، ودعوةٌ إلى الأخلاق الفاضلة ، وترهيبٌ من الأخلاق السَّيِّئة ، ثمَّ نظر إلى قومه ، فإذا هم يعبدون الأوثان، ويأكلون الميتة ، ويسيئون الجوار ، ويستحلُّون المحارم من سفك الدِّماء ، وغيرها، وإذا بالنَّبيِّ محمَّد بن عبد الله (ص) صادقٌ أمينٌ ، يُعرف عنه كلُّ خير، ولا يُعرف عنه شرٌّ قطُّ ، فلم تعهد عليه كذبةٌ ، ولم تحسب عليه خيانةٌ ، فإذا هو يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وإلى صلة الرَّحم ، وحسن الجوار ، والصَّلاة ، والصَّوم ، وألا يُعبد غير الله، فأسلم على يد أبي بكرٍ الصِّدِّيق ، ومضى في إيمانه قدماً ، قويّاً ، هادئاً ، وديعاً ، صابراً ، عظيماً، راضياً ، عفوّاً ، كريماً ، محسناً ، رحيماً ، سخيّاً ، باذلاً ، يؤاسي المؤمنين ، ويعين المستضعفين ، حتَّى اشتدَّت قناة الإسلام، وفي إسلام عثمان قالت خالته سعدى بنت كريز :
هَدَى الله عُثْمَانَا بِقَوْلِي إلَى الْهُدَى وَأَرْشَدَهُ والله يَهْدِي إلى الحَقِّ
فَتَابَعَ بِالرَّأْيِ السَّدِيْدِ مُحَمَّداً وَكَانَ بِرَأْيٍ لاَ يُصَدُّ عَنِ الصِّدْقِ
وَأَنْكَحَهُ الْمَبْعُوثُ بِالْحَقِّ بِنْتَهُ فَكَانَ كَبَدْرٍ مَازَجَ الشَّمْسَ فِي الأُفْقِ
فِدَاؤُكَ يَا بْنَ الهَاشِمِيِّين مُهْجَتِي وَأَنْتَ أَمِيْنُ اللهِ أُرْسِلْتَ لِلْخَلْقِ
ثانياً : زواجه من رقيَّة بنت رسول الله (ص) :
فرح المسلمون بإسلام عثمان فرحاً شديداً ، وتوثَّقت بينه وبينهم عُرا المحبَّة ، وأخوَّة الإيمان ، وأكرمه الله تعالى بالزَّواج من بنت رسول الله (ص) رقيَّة ، وقصَّة ذلك : أنَّ رسول الله (ص) كان قد زوَّجها من عتبة بن أبي لهب ، وزوَّج أختها أمَّ كلثوم من عتيبة بن أبي لهب ، فلمَّا نزلت سورة المسد : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ *سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ *وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ *فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ *} [المسد : 1 ـ 5 ] قال لهما أبو لهب ، وأمُّهما أمُّ جميل بنت حرب بن أميَّة ( حمَّالة الحطب ) : فارقا ابنتي محمَّد ! ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامةً من الله تعالى لهما ، وهواناً لابني أبي لهبٍ، وما كاد عثمان بن عفَّان رضي الله عنه يسمع بخبر طلاق رقيَّة حتَّى استطار فرحاً ... وبادر فخطبها من رسول الله (ص) فزوَّجها الرَّسول الكريم (ص) منه ، وزفَّتها أمُّ المؤمنين خديجة بنت خويلد ، وقد كان عثمان من أبهى قريش طلعةً ، وكانت هي تضاهيه قسامةً ، وصباحةً ، فكان يقال لها حين زُفَّت إليه :
أَحْسَنُ زَوْجَيْنِ رَأى إنْسَانُ رُقَيَّةُ ، وَزَوْجُهَا عُثْمَانُ
وعن عبد الرَّحمن بن عثمان القرشيِّ : أنَّ رسول الله (ص) دخل على ابنته وهي تغسل رأس عثمان ، فقال : يا بُنية ! أحسني إلى أبي عبد الله ، فإنَّه أشبه أصحابي بي خُلُقاً.
ظنَّت أمُّ جميل بنت حرب ، وزوجها أبولهب : أنَّهما بتسريح رقيَّة ، وأمِّ كلثوم رضي الله عنهما سيصيبان من البيت المحمَّديِّ مقتلاً ، أو سيوهنانه ، ولكنَّ الله ـ عز وجل ـ اختار لرقيَّة ، وأمِّ كلثوم الخيْر ، وردَّ الشَّقيَّيْن أمَّ جميلٍ ، وأبا لهبٍ بغيظهما لم ينالا خيراً، وكفى الله البيت النَّبويَّ شرَّهما، وكان أمر الله قدراً مقدوراً.
ثالثاً: ابتلاؤه ، وهجرته إلى الحبشة :
إنَّ سنَّة الابتلاء ماضيةٌ في الأفراد ، والجماعات ، والشُّعوب ، والأمم ، والدُّول، وقد مضت هذه السُّنَّة في الصَّحابة الكرام ، وتحمَّلوا من البلاء ما تنوء به الرَّواسي الشَّامخات ، وبذلوا أموالهم ، ودماءهم في سبيل الله ، وبلغ بهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ ، ولم يسلم أشراف المسلمين من هذا الابتلاء ، فقد أوذي عثمان ، وعذِّب في سبيل الله تعالى على يدي عمِّه الحكم بن أبي العاص بن أميَّة ، الّذي أخذه، فأوثقه رباطاً ، وقال له : أترغب عن ملَّة أبائك إلى دينٍ محدثٍ ؟ والله لا أحُلُّك أبداً حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدِّين ! فقال عثمان رضي الله عنه : والله لا أدعه أبداً ، ولا أفارقه ! فلمَّا رأى الحكم صلابته في دينه ؛ تركه، واشتدَّ الإيذاء بالمسلمين جميعاً ، وتجاوز الحدَّ ؛ حيث قُتل ياسرٌ ، وزوجته سميَّة ، والنَّبيُّ يتألَّم أشدَّ الألم ، ويفكِّر إلى أين يذهب المسلمون ؟ ثمَّ اهتدى رسول الله (ص) إلى الحبشة ، حيث قال للمسلمين : « لو خرجتم إلى الحبشة ؛ فإنَّ بها ملكاً صالحاً ، لا يظلم عنده أحدٌ ».
وبدأت الهجرة والنَّبيُّ (ص) يتألَّم ، وهو يرى الفئة المؤمنة تتسلَّل سرّاً خارجةً من مكَّة ، ويركبون البحر ، وخرج يمتطي بعضهم الدَّواب ، والبعض الآخر يسير على الأقدام ، وتابعوا السَّير حتَّى وصلوا ساحل البحر الأحمر ، ثمَّ أمَّروا عليهم عثمان بن مظعون ، وشاءت عناية الله أن يجدوا سفينتين ، فركبوا مقابل نصف دينار لكلٍّ منهم ، وعلمت قريش ، فأسرعت في تعقُّبهم إلى السَّاحل ، ولكنَّهم كانوا قد أبحرت بهم السَّفينتان، وكان ممَّن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى ، والهجرة الثَّانية عثمان بن عفَّان ، ومعه فيهما امرأته رقيَّة بنت رسول الله (ص) ، وكان وصولهم للحبشة في شهر رجب من السَّنة الخامسة من البعثة ، فوجدوا الأمن ، والأمان ، وحرِّيَّة العبادة ، وقد تحدَّث القران الكريم عن هجرة المسلمين الأوائل إلى أرض الحبشة قال تعالى : {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *} [النحل : 41 ] .
وقد نقل القرطبيُّ ـ رحمه الله ـ قول قتادة ـ رحمه الله . المراد : أصحاب محمَّدٍ (ص) ، ظلمهم المشركون بمكَّة ، وأخرجوهم ؛ حتَّى لحق طائفةٌ منهم بالحبشة ، ثمَّ بوَّأهم الله تعالى دار الهجرة ، جعل لهم أنصاراً من المؤمنين.
وقال تعالى : {قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ *} [الزمر : 10 ] . قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما : يريد جعفر بن أبي طالب ، والّذين خرجوا معه إلى الحبشة . وقد استفاد عثمان رضي الله عنه من هذه الهجرة ، وأضاف خبرةً ، ودروساً لنفسه ، استفاد منها في مسيرته الميمونة ، ومن أهمِّ هذه الدُّروس ، والعبر:
1 ـ أنَّ ثبات المؤمنين على عقيدتهم بعد أن يُنزل بهم الأشرار ، والضَّالون أنواع العذاب والاضطهاد دليلٌ على صدق إيمانهم ، وإخلاصهم في معتقداتهم ، وسموِّ نفوسهم ، وأرواحهم ، بحيث يرون ما هم عليه من راحة الضَّمير ، واطمئنان النَّفس ، والعقل ، وما يأملونه من رضا الله ـ جلَّ شأنه ـ أعظمُ بكثير ممَّا ينال أجسادهم من تعذيبٍ ، وحرمانٍ ، واضطهادٍ ، لأنَّ السَّيطرة في المؤمنين الصَّادقين، والدُّعاة المخلصين ، تكون دائماً وأبداً لأرواحهم ، لا لأجسادهم ، وهم يسرعون إلى تلبية مطلب أرواحهم من حيث لا يبالون بما تتطلَّبه أجسامهم من راحةٍ ، وشبعٍ، ولذَّةٍ ، وبهذا تنتصر الدَّعوات وبهذا تتحرَّر الجماهير من الظُّلمات ، والجهالات .
2 ـ وقد تعلَّم عثمان رضي الله عنه من هدي النبي (ص) الشَّفقة على الأمَّة ، وظهرت هذه الشَّفقة عندما تولَّى الخلافة ، وقَبْلها لمَّا كان في المجتمع المدنيِّ في عَهْدِ النَّبيِّ (ص) ، وأبي بكرٍ ، وعمر رضي الله عنهما فقد رأى بعينه وبصيرة قلبه شفقة النَّبيِّ (ص) على أصحابه ، ورحمته بهم ، وحرصه الشَّديد للبحث عن أمنهم ، وراحتهم ، ولذلك أشار عليهم بالذَّهاب إلى الملك العادل الّذي لا يظلم عنده أحدٌ ، فكان الأمر كما قال (ص) ، فأمنوا في دينهم ، ونزلوا عنده في خير منزلٍ، فالرَّسول (ص) هو الّذي وجَّه الأنظار إلى الحبشة ، وهو الّذي اختار المكان الآمن لجماعته ، ودعوته؛ كي يحميها من الإبادة ، وهذه تربيةٌ نبويَّةٌ لقيادات المسلمين في كلِّ عصرٍ أن تخطِّط بحكمةٍ ، وبُعد نظرٍ لحماية الدَّعوة ، والدُّعاة ، وتبحث عن الأرض الامنة الّتي تكون عاصمةً احتياطيَّةً للدَّعوة ، ومركزاً من مراكز انطلاقها فيما لو تعرَّض المركز الرَّئيسيُّ للخطر ، أو وقع احتمال اجتياحه ، فجنود الدَّعوة هم الثَّروة الحقيقيَّة ، وهم الّذين تنصبُّ الجهود كلُّها لحفظهم ، وحمايتهم ، دون أن يتمَّ أيُّ تفريطٍ بأرواحهم ، وأمنهم ، ومسلمٌ واحدٌ يعادل ما على الأرض من بشرٍ خارجين عن دين الله ، وتوحيده.
3 ـ وتعلَّم عثمان رضي الله عنه من هدي النَّبيِّ (ص) في هجرة الحبشة : أنَّ الأخطار لا بدَّ أن يتجشَّمها المقرَّبون إلى القائد ، وأهله ، ورحمه ، أمَّا أن يكون خواصُّ القائد في منأى عن الخطر، ويدفع إليه الأبعدون غير ذوي المكانة ، فهو منهجٌ بعيدٌ عن نهج النَّبيِّ (ص)، ولهذا لمَّا تولى ذو النُّورين الخلافة كان أقرباؤه في مقدَّمة الجيوش ، فهذا عبد الله بن أبي سرح في فتوحات إفريقية ، وذاك عبد الله بن عامر في فتوحات المشرق ، وألزم معاوية أن يركب البحر ومعه زوجته ، وأن يكون في مقدَّمة الجيوش الغازية ، وسيأتي تفصيل ذلك بإذن الله عند حديثنا عن الفتوحات .
4 ـ كان عثمان رضي الله عنه أول من هاجر إلى الحبشة بأهله من هذه الأمَّة، قال رسول الله (ص) : « صحبهما الله ! إنَّ عثمان لأوَّل من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ ».
ولمَّا أُشيع : أن أهل مكة قد أسلموا وبلغ ذلك مهاجري الحبشة أقبلوا حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكَّة كان باطلاً ، فدخلوا في جوار بعض أهل مكة ، وكان فيمن رجع عثمان بن عفَّان وزوجه رقيَّة رضي الله عنهما، واستقرَّ المقام به حتَّى أذن الله بالهجرة إلى المدينة ، ومنذ اليوم الّذي أسلم فيه عثمان لزم النَّبيَّ (ص) حيث كان ، ولم يفارقه إلا للهجرة بإذنه ، أو في مهمَّةٍ من المهامِّ الّتي يندب لها ، ولا يغني أحد فيها غناءه ، شأنه في هذه الملازمة شأن الخلفاء الرَّاشدين جميعاً ، كأنَّما هي خاصَّةٌ من خواصِّهم ، رشَّحهم لها ما رشَّحهم بعد ذلك للخلافة متعاقبين، لقد كان ذو النُّورين على صلةٍ وثيقةٍ بالدَّعوة الكبرى من سنتها الأولى ، فلم يَفُتْهُ شيءٌ من أخبار النُّبوَّة الخاصَّة ، والعامَّة في حياة النَّبيِّ (ص) ، ولم يَفُتْهُ شيءٌ بعدها من أخبار الخلافة في حياة الشَّيخين ، ولم يَفُتْهُ بعبارةٍ أخرى شيءٌ ممَّا نسميه اليوم بأعمال التَّأسيس في الدَّولة الإسلاميَّة.
للمزيد يمكنم النظر في كتاب تيسير الكريم المنَّان في سيرة أمير المؤمنين
عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه، شخصيته وعصره
على الموقع الرسمي للدكتور علي محمّد الصّلابيّ
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/BookC171.pdf