فتاوى الزلزال :
قياماً بواجب بيان الأحكام الشرعية في النوازل والمستجدات فإن لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تفتي في نوازل الزلازل الآتية بما يلي:
السؤال :
هل قتلى الزلزال شهداء وهل ما وقع انتقام إلهي بسبب الذنوب؟
الجواب :
أفادت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من مات تحت أنقاض الأبنية بسبب الزلزال وغيره شهيد، ففي الحديث:" الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد." رواه مالك وأبو داود والنسائي. وإنما دخل المقتول تحت الأنقاض ضمن الشهداء كما قال القاضي عياض: "وإنما كانت هذه الموتات شهادة بتفضيل الله على أربابها، لشدتها، وعظيم الألم فيها، فجازاهم الله على ذلك، بأن جعل لهم أجر الشهداء، أو يحتمل أنهم سموا بذلك لمشاهدتهم فيما قاسوا من الألم عند الموت وشدته، ما أعد لهم كما أعد للشهداء".
أما تفسير وقوع الزلزال والكوارث الطبيعية بأنها انتقام من الله ممن نزلت بهم فهو مسلك غير سديد ويتنافى مع أخلاق الإسلام الداعية إلى جبر خواطر المنكسرين، بل يعارض النصوص الصحيحة كالحديث المشار إليه آنفا؛ إذ كيف يكون المقتول تحت الهدم شهيداً في أعلى المنازل ومنتقم منه في آن واحد؟، ولا مانع من تذكير الناس أثناء النوازل والكوارث بالتوبة من الذنوب والعودة إلى الله تعالى واغتنام ما بقي من أعمارهم في طاعة الله.
مصدر الفتوى :
لجنة الاجتهاد والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين