(أفضل المساجد)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: الثانية والخمسون

جمادى الأولى 1444ه/ ديسمبر 2022م

أفضل مسجد في الأرض هو: المسجد الحرام، وهو أول مسجد أسس لعبادة الله بلا خلاف، لقول الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران:96].

وبعد المسجد الحرام يأتي المسجد النبوي، ثمَّ مسجد بيت المقدس، فهي المساجد التي لا تُشدُّ إليها الرحال إلا إليها، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "لا تشدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".

ولذا قال العلماء: مَن نذر صلاة في مسجد لا يصل إليه إلا برحلة وراحلة، فلا يفعل ويصلِّي في مسجده، إلا في الثلاثة المساجد المذكورة، فإن مَن نذر صلاة فيها خرج إليها، ومَن نذر المشي لمسجد غير هذه المساجد الثلاثة لاعتكاف أو صوم، فإنه لا يلزمه الإتيان لذلك المسجد، ويفعل تلك العبادة بمحلِّه، أما مَن نذر الإتيان لمسجد من المساجد الثلاثة لأجل صوم أو صلاة أو اعتكاف، فإنه يلزمه الإتيان إليه.

ومن أجل هذا عَظُمَ ثواب الطَّاعات في هذه المساجد الثَّلاثة، فعن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألفُ صلاة، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة".

وبعد هذه المساجد في الأفضلية يأتي مسجد قباء، أول مسجد أسَّسه النبي صلى الله عليه وسلم في الإسلام، والمسجد الذي مدحه الله تعالى وأثنى على رجاله بقوله: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة:108].

وعن سهل بن حُنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تطهَّر في بيته، ثم أتى مسجد قُباء، فصلَّى فيه صلاة كان له كأجر عمرة".

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور قباء، أو يأتي قُباء راكبًا وماشيًا. زاد في رواية: فيصلِّي فيه ركعتين.

وفي رواية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي مسجد قباء كل سبت راكبًا وماشيًا. وكان عبد الله يفعله.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) صص120-118