تأملات في الآية الكريمة {وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 276

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

11 شوال 1444ه/ 1 مايو 2023م

أيّ: ارزقهم من أنواع الثمار لعلهم يكونون من الشاكرين المعترفين بفضلك وإحسانك، وفيه دليل على أن تحصل منافع الدنيا إنما هو ليُستعان بها على أداء العبادات وإقامة الطاعات.(1)

وقد أجاب الله دعاءه فصار يجبي إليه ثمرات كل شيء، فإنك ترى مكة المكرمة كل وقت والثمار فيها متوفرة، والأرزاق تتوالى إليها من كل جانب.(2)

وفي قوله: {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} هكذا يبرز السّياق هدف السكن بجوار البيت الحرام، إنه إقامة الصلاة على أصولها كاملة لله، ويبرز هدف الدعاء برفرفة القلوب وهويّها إلى أهل البيت ورزقهم من ثمرات الأرض، إنه شكر الله المنعم الوهّاب، وفي ظل هذا الدعاء تبدو المفارقة واضحة في موقف قريش جيرة البيت المحرم، فلا صلاة قائمة لله , ولا شكر بعد استجابة الدعاء, وهويّ القلوب والثمرات.(3)

ولا يخفى ما في دعاء إبراهيم - عليه السّلام - من مراعاة حسن الأدب والمحافظة على قوانين الضراعة وعرض الحاجة واستنزال الرحمة واستجلاب الرأفة، ولهذا منّ الله عليه بحسن القول وإعطاء المسؤول ولا بِدع في ذلك من خليل الرحمان.(4)

ويعقب إبراهيم عليه السلام على دعاء الله لذريته الساكنة بجوار بيته المحرم لتقيم الصلاة وتشكر الله، يث يعقب على الدعاء بتسجيله لعلم الله الذي يطلع على ما في قلوبهم من توجه وشكر ودعاء، فليس القصد هو المظاهرات والأدعية والتصدية والمكاء، إنما هو توجه القلب إلى الله الذي يعلم السر والجهر ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .(5)

مراجع الحلقة السادسة والسبعون بعد المائتين:

(1) التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم، (4/330).

(2) تفسير السعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"، ص853.

(3) في ظلال القرآن، سيد قطب، (4/2110).

(4) التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم، (4/330).

(5) في ظلال القرآن، سيد قطب، (4/2110).

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي