الخميس

1446-03-16

|

2024-9-19

إبراهيم (خليل الله) دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ: خلاصات واستنتاجات

الحلقة: 300

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1444ه/ مايو 2023م

 

- إبراهيم عليه السّلام هو الأب الثّالث، وأبُو الآباء، فإن أبانا الأول آدم، والأب الثاني نوح، وأهل الأرض كلهم من ذُريَّته، وهو عمود العالم، وإمام الحنفاء الَّذِي اتَّخذه الله سُبحانه وتَعالى خليلًا، وجعل النُّبوَّة والكتاب في ذُريَّته.

- سُمِّي إبراهيم - عليه السّلام - بشيخ الأنبياء وأبي الأنبياء؛ لأنه كان رائد الدعوة النبوية في العالم الإنساني بأسره، ومنه تناسل الأنبياء وتتابعوا.

- جميع أنبياء بني إسرائيل من نسل إبراهيم - عليه السّلام -؛ لأنهم من أولاد يعقوب بن اسحاق، واسحاق هو ابن إبراهيم.

- تتفرع شجرة النبوّة من إبراهيم عليه السّلام ، حتى خاتم الرسل - صلوات الله عليهم - من نسله؛ لأنه من ولد إسماعيل، قال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} ]العنكبوت:27[.

- اختلف المؤرخون وأهل السير من العلماء حول مكان ولادة إبراهيم - عليه السّلام - فقيل ولد بالسوس من أرض الأهواز، وقيل ولد ببابل في العراق، وقيل في كوش أو كوشا، وقيل في حران، وقال عامة أهل العلم كان مولده في عهد نمرود أو نمرود بن كوش، وقيل أن مولده - عليه السّلام - كان بغوطة دمشق في قرية برزة في جبل قاسيون، وقال ابن عساكر مصححاً ومعلقاً: والصحيح أنه ولد ببابل في مدينة أور، وهذا هو الصحيح المشهور عند أهل السِّير والتاريخ والأخبار.

- لم يَذكر القرآن الكريم مكاناً لمولد إبراهيم - عليه السّلام - ولا تاريخ ولادته، ولا يوجد نص شرعي يحدد لنا على وجه الجزم والتعيين كل هذا، لذا اختلف المؤرخون حول مكان مولده، واضطربت الروايات في تعيين توقيت الميلاد ومكانه على وجه التحديد.

- كان إبراهيم - عليه السّلام - الابن الوسط لأخوين له هما: هاران، وناحور. وهاران والد لوط - عليه السّلام -، ومات هاران في حياة أبيه في أرض بابل، والصحيح أنه الابن الأكبر لأبيه.

- إنّ قوم إبراهيم - عليه السّلام - خرجوا من قلب الجزيرة العربية التي نشأ فيها جماعة من جماعات الساميَّة المختلفة، وأنه - عليه السّلام - كان عربيّاً خالصاً من سلالة العرب العاربة التي يرتفع نسبُها إلى سام بن نوح - عليهما السلام، وأنَّه أبو العرب العدنانيّة الذين هم أبناء ولده إسماعيل، وهو بهذا جدّ العرب قبل أن يكون جدّ الإسرائيليّين.

- إنَّ منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط الممتدة إلى الجزيرة العربية، تعرف بأنها أرضُ الحضارات ومهدُ الديانات السماوية، فهي منبع الدورة الحضارية الدموية في الأرض، والشعوب التي أقامت الحضارات تنتمي لأبناء نوح عليه السّلام.

- ولدَ إبراهيم - عليه السّلام - في بلاد الرافدين "العراق حالياً"، ونشأ في مجتمع تسود فيه عبادة الكواكب والأصنام، بل في مجتمع يسجد الناس فيه للملوك والحكام من دون الله - عزّ وجل- كما نشأ في وسط أسرةٍ كافرة تنحت الأصنام للناس وتتاجر بها، حسب الروايات.

- إنَّ الله أكرم الخليل- عليه السّلام - وفضَّل عليه بعصمته عن الشرك منذ صغره، وذلك بأن آتاه الله رشده وهداهُ إلى الحق، قال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} ]الأنبياء:51[.

- أرى الله عزّ وجل خليله - عليه السّلام - مُلك السماوات والأرض، وما خلق فيهما من الشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب وغير ذلك من عظيم سلطانه في خلقه، وجلّى له بواطن الأمور وظهورهما، وذلك ليكون - عليه السّلام - ممن يتوحد بتوحيد الله، ويعلم حقيقة ما هداه له، وبَصرَّه إياه من معرفة وحدانيته وما عليه قومه من الضلالة من عبادتهم للأصنام واتخاذهم إياها آلهة من دون الله.

- كانت حياة إبراهيم - عليه السّلام - تجسد دعوته لتوحيد الله عزّ وجل وإفراده بالعبادة في مجتمع بلاد ما بين النهرين في بداية دعوته ثم بلاد الشام ومصر والحجاز.

- كان قوم إبراهيم الخليل - عليه السّلام - يعبدون النجوم والكواكب والأجرام السماوية، إذ كان لفرقة الصابئة اعتقاد خاص بتقديس الكواكب والنجوم، والتوجه لهما بالعبادة، حيث كانوا يضعون الأصنام في المعابد كرموز في الأرض لتلك الكواكب السماوية، ثم يقومون بتأدية الطقوس الدينية أمامها، مثل الأدعية والصلوات وتقديم القرابين والنذور وغيرها من الطقوس.

- من العبادات التي كانت سائدة في قوم إبراهيم - عليه السّلام – عبادة وتقديس الملوك، حيث كانوا يعتقدون فيهم القدرة على الخلق والإماتة، وأن بيدهم النفع والضر والسعادة والشقاوة، أما عن سبب نشأة هذه العبادة فيهم، فهو نتيجة لاعتقادهم بأن الملوك الأوائل الذين حكموا بعد الطوفان، قد هبطوا من السماء إلى الأرض أو من الملوك الذين ادعوا الألوهية الملك الطاغية الذي جادل إبراهيم عليه السّلام.

- من الطقوس الدينية الشائعة في عصر إبراهيم - عليه السّلام - تقديم القرابين والنذور للأصنام؛ وذلك لأغراض مختلفة، مثل التكفير عن الذنوب والخطايا، واستعطاف الآلهة واسترضائها، وكانت القرابين التي يقدمها الناس للآلهة، إما قرابين زراعية؛ مثل القمح والذرة والشعير والسمسم وغيرها، وإما قرابين حيوانية؛ مثل الضأن والماعز، حيث كانوا يضعونها على مذبح أمام تمثال الآلهة.

- كان للمعابد مكانة مهمة عند سكان بلاد الرافدين، وذلك كغيرهم من الأقوام الكنعانية والمصرية، إذ يمثل المعبد مركز الحياة الدينية والمدنية من الناحية الدينية؛ لأنَّ المعبد في نظر سكان بلاد النهرين وغيرهم من الشعوب القديمة يُعدُّ أقدس مكان؛ وذلك لاعتقادهم أنَّ المعبد مقرٌّ للإله، يعيش فيه ويسكن مع زوجته وأولاده وحاشيته وخدمه.

- تتميز الناحية الدينيّة في عصر إبراهيم - عليه السّلام- بضخامة الانحراف في الجوانب الدينية، إذ لم يكن من السهل أن يوجد هذا الخليط من العقائد والعبادات الباطلة في عصر واحد، مما يدلّ على ثقل الدعوة وعظمتها التي قام بها إبراهيم عليه السّلام في سبيل دعوته لأهل عصره، وفي سبيل مواجهة العقائد الوثنية والصابئة أو الملوك الذين كانوا ينتحلون صفة الألوهية.

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022