الخميس

1446-03-16

|

2024-9-19

إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ: خلاصات واستنتاجات

الحلقة: 301

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1444ه/ مايو 2023م

 

- اختلف العلماء اختلافاً كبيراً حول الصّابئة، وتاريخهم وطقوسهم، وعقيدتهم، واكتشفوا أنّهم فِرق متعددة ومذاهب متشعبة يُخالف بعضها بعضاً في الأصول، والفروع، ولم تسلم من التغيّر والتبدّل على مرّ الزمان، وأشار القرآن الكريم إلى الصابئين في ثلاثة مواضع.

- ربط أهل الأخبار بين الصابئة المذكورين في القرآن الكريم وبين صابئة حرّان وصابئة العراق، وجعلوهم طائفتين: صابئة حنفاء، وهو في نظرهم أصحاب إبراهيم - عليه السّلام - ممن كان على دعوته وصابئة مشركين، وهم من فسدوا من الصابئة واعتقدوا بالكواكب.

- من المظاهر الاجتماعية التي كانت حاضرة في عصر إبراهيم - عليه السّلام - إقامة الأعياد والاحتفالات الاجتماعية والدينية الطقسية، ومن أهم تلك الأعياد أعياد الآلهة حيث كان لكل إله من آلهتهم أعياده الدينية الخاصة به، وكما كانوا يحتفلون عند كل سنة جديدة بعيد يعدُّ من أكبر أعيادهم، وذلك بدعوة من جميع الآلهة - على حد زعمهم - ويخرج إلى هذا العيد جميع أهل المدن من الرجال والنساء والأولاد، وذلك للمشاركة في الاحتفالات يتقدمهم الملك، حيث يقومون بأداء الطقوس الدينية من الأدعية الصلوات والابتهالات وتقديم القرابين وغيرها من الطقوس أمام أكبر آلهتهم.

- كان التعليم في أيام إبراهيم - عليه السّلام - منتشراً، إذ كانت المدارس الخاصة بالمعابد منتشرة في كل مكان؛ لتعليم الناس العلوم المختلفة، كالقراءة والكتابة، حيث كانوا يكتبون بأقلام من القصب على ألواح من الطين الرطب، وكذلك اهتمَّ الناس في عصره بتعليم الفلك، من خلال بناء الصروح العالية لمراقبة الأجرام السماوية، والتي تُعينهم على التنبؤ بمستقبل الناس والتكهّن بمصائرهم.

- من العلوم المنتشرة في عصر إبراهيم - عليه السّلام - علم الحساب، فكان الناس يهتمون بهذا العلم اهتماماً عظيماً؛ وذلك من أجل معرفة حسابات دخل المعابد والقرابين، ولتيسير أعمالهم التجارية التي تحتم معرفة الأعداد إلى غير ذلك من الأمور الحسابية، وكما كانوا يحفظون الكتب في المعابد والقصور الملكية إلى جانب وثائقهم الرسمية.

- في زمن إبراهيم عليه السّلام كان الدين منفصلاً عن الأخلاق والقيم بعيدة عن الحياة والتطبيق، وكان إتيان الفواحش جهاراً نهاراً أمراً لا يُستحى منه، بل ربط بعض أولئك الناس العهر بالدين، وجعلوه وسيلة يتقرّب بها المرء من ربِّ العالمين.

- كانت مصر وبابل دولتين مزدهرتين في زمن إبراهيم عليه السّلام ، قامت فيهما أرقى حضارات العصور القديمة، وقد تأثرت أرض كنعان بنتائج الحروب والمنافسات بين الدولتين، وكانت السيطرة على أرض كنعان وسكانها للغالب منهما، وما تدلّ عليه الآثار البابلية أنّها هي الحضارة التي كانت تسيطر على أرض كنعان في الألف الثالثة قبل الميلاد؛ لذا فقد تأثرت حضارة الكنعانيين بحضارة بابل.

- كانت حياة إبراهيم - عليه السّلام - كلها لله وفي الله وبالله، دعوةً للناس لتوحيد الله وإفراده بالعبادة ولزوم منهجه سبحانه وتعالى مع تجرّد وإخلاص واستسلام وطمأنينة ويقين في تسديد الله له ونصره وإعزازه.

- بدأ إبراهيم - عليه السّلام - دعوته في العراق مع أبيه أولاً، ثم مع قومه، ثم مع الملك الظالم الكافر بإحراقه بالنار ولكنّ الله أنجاه منها، وبعد ذلك أمره الله بالخروج والهجرة من العراق، فغادرها إلى الأرض المباركة المقدّسة وكان معه لوط عليه السّلام.

- أقام إبراهيم - عليه السّلام - في الأرض المباركة فلسطين، وكان معه زوجه المؤمنة سارة رضي الله عنها، وارتحل مع سارة إلى مصر وهناك جرت لهما قصة مع ملك مصر، فأهداهما "هاجر"، وقدمت سارة هاجر إلى إبراهيم، وتسرّى بها فأنجبت له أول أولاده إسماعيل - عليه السّلام - وأمره الله بأخذ هاجر وإسماعيل إلى بلاد الحجاز، فنفّذ أمر الله ووهبه الله بعد ذلك إسحاق - عليه السّلام - من زوجه سارة، بعد أن كان شيخاً، وكانت زوجه عاقراً وشبّ إسحاق في حياة إبراهيم، كما شبّ إسماعيل قبله.

- هناك فرق بين النبي والرّسول كما تبيّن في تعريفهما الاصطلاحي، فالنبي جاء لتقرير شريعة من قبله، أما الرّسول فهو من اختص بشريعة جديدة، وكل رسولٍ نبيّ، وليس كل نبيّ رسول.

- إن عدد الرّسل والأنبياء لا يعلمه إلا الله لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} ]غافر:78[.

- تشملُ تعاليم رسالة إبراهيم - عليه السّلام - الإيمان بالوحي، فمن الطبعي أن يخبر إبراهيم - عليه السّلام - أنه يوحى إليه من عند الله، وأن التعاليم التي يُبلّغها لهم ليست من عنده، وإنما يوحى بها إليه من ربه، وذكر الله إبراهيم - عليه السّلام - في القرآن في جملة من يُوحى إليهم من النبيّين.

- تلقّى الرسل كلهم الوحي من الله تعالى، وما جاؤوا بشيء من عندهم، أولئك الرّسل من قصّ الله على رسوله منهم ومن لم يقص، اقتضت عدالة الله ورحمته أن يبعث بهم إلى عباده يبشرونهم بما أعدّه الله للمؤمنين الطائعين من نعيم ورضوان، وينذرونهم بما أعدّه الله للكافرين العصاة من جحيم وغضب.

- نقف أمام عظمة العدل، والذي يرتّب للناس حجة على الله سبحانه لو لم يُرسل مبشرين ومنذرين، هذا ما احتشد كتاب الكون المفتوح وكتاب النفس المكنون بالآيات والشواهد على الخالق ووحدانيّته وتدبيره وتقديره وقدرته وعلمه، ومع امتلاء الفطرة بالأشواق والهواتف إلى الاتصال بباريها والإذعان له والتناسق والتجاوب والتجاذب بينها، وبين دلائل وجود الخالق في الكون والنفس، ومع هبة العقل الذي يملك أن يحصي الشواهد ويستنبط النتائج.

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022