خلاصات واستنتاجات في قصة إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 303
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1444ه/ يونيو 2023م
- إنَّ دراسة حياة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - تُعرّف البشر على سنن الله عزّ وجل في التغيير، وتعرُّف على سنته سبحانه في الدفع والمدافعة، كما أنّها تكشف للدعاة إلى الله عزّ وجل ذلك الصراع الطويل المرير بين الحق والباطل، وأن الدولة والعاقبة في نهاية الأمر للحق وأهله.
- إنَّ الأنبياءَ - عليهم الصلاة والسلام - صفوة البشر وسادتهم، وهم من بني آدم لهم خصائص البشر وصفاتهم لا يخرجون عن صفتهم البشرية، ولكنَّ الله عزّ وجل اصطفاهم وأنعم عليهم باختيارهم رسلاً إلى الناس، وخصّهم كذلك ببعض الخصائص والصفات التي لا يشترك معهم بقية البشر فيها.
- انفرد الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام – بالعصمة عن البشر، وهي من لوازم الوحي والرسالة التي أكرم الله سبحانه بها من أنبياءه، فجعلهم معصومين فيما يبلغونه للناس من العقائد والأحكام، ولو وقع أحدهم في خطأ قولي أو عملي، فمن لوازم العصمة أن الله عزّ وجل لا يقرّه على هذا الخطأ في وقته ويفيء النبي في ذلك بأسرع وقت؛ ويكون حاله بعد التوبة أكمل من حاله قبل وقوعه في الذنب أو الخطأ.
- وجوب التأدب مع أنبياء الله عزّ وجل ومعرفة حقهم وبالأخص مع من بدر منه بعض الأخطاء التي لم يقرّهم الله عزّ وجل عليها، بل وفقهم لتركها والتوبة منها.
- الحذر من الروايات الإسرائيلية التي يرويها كثير من المفسرين في قصص الأنبياء في القرآن وما في بعضها من إساءة الظن والأدب بأنبياء الله ورسله ومنافاتها لعصمتهم مع أنه لا أصل لها، فهي مردودة سنداً ومتناً.
- أكرم الله عزّ وجل أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، فمهما طال الزّمان وتقادم العهد تبقى أجسادهم محفوظة من البلى، وهذا قد ثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم في قوله: إنَّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.
- الحكمة في أنهم عليهم الصلاة والسلام لا يورّثون أنهم لو ورّثوا لظُنّ أن لهم رغبة في الدنيا لوارثهم، فيهلك الظانّ، أو لئلا يتمنى ورثتهم موتهم فيهلكون، أو لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم كالأب لأمته، فيكون ميراثه الجميع وهو معنى الصدقة العامة.
- أكرم الله عزّ وجل أنبياءه ورسله وخصّهم بمزيد عناية وتوفيق وأخلاق عالية لم تكتمل لغيرهم من البشر، وذلك لتهيئتهم لقيادة الأمم وسياسة الشعوب، فخصّهم الله بأخلاق سامية وآداب عالية وحكمة بالغة وعزائم وعقيدة صحيحة.
- لا يتمُّ الإيمان بأنبياء الله عزَّ وجل حتى يؤمن العبد بجميعهم من غير حصر من قصّهم الله علينا ومن لم يقصُصهم، فقد أخبرنا الله جلّ وعلا أن هناك أنبياء لم يقصُصهم علينا {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ} ]غافر:78[.
- إنَّ الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً، فمنذ أن أهبط آدم عليه الصلاة والسلام ودينه الإسلام ودعوته إلى الإسلام الذي هو الاستسلام لله عزّ وجل وتوحيده وعبادته وحده لا شريك له.
- الإسلام يتضمن الاستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره كان مشركاً، ومن لم يستسلم له كان مستكبراً عن عبادته والمشرك به والمستكبر عن عبادته كافر، والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده، فهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره.
- أول عقيدة عرفت في الأرض هي الإسلام القائم على توحيد الدينونة والربوبية والقوامة لله وحده.
- إنَّ توحيدَ الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الحاكمية، وتوحيد مصدر الشريعة، وتوحيد منهج الحياة، وتوحيد الجهة التي يدين لها الناس، والدينونة الشاملة، هو التوحيد الذي يستحق أن يرسل من أجله كل هؤلاء الرسل وأن تبذل في سبيله كل هذه الجهود وأن تحتمل لتحقيقه كل هذه العذابات والآلام على مرِّ الأزمان.
- جعل الله عزّ وجل لكل رسول شريعة خاصة به لقومه، شاملة وكاملة في وقتها لأهلها، وقد تختلف هذه الشرائع من نبيّ لآخر، وقد يتفق بعضها، حتى ختم الله سبحانه جميع الشرائع بما أنزل على محمد (صلّى الله عليه وسلّم) من الشريعة الكاملة الشاملة التي كتب الله عزّ وجل لها الخلود والقيام بمصالح العباد في كل زمان ومكان.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي