خلاصات واستنتاجات من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 302
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1444ه/ يونيو 2023م
-،إنَّ تاريخ البشرية لم يسجل أنَّ عقلاً واحداً من العقول الكبيرة النادرة اهتدى إلى مثل ما اهتدت إليه العقول العادية والمتوسطة بالرسالة: لا في تصور اعتقادي، ولا في خلق نفسي، ولا في نظام حياة، ولا في تشريع واحد لهذا النظام.
- إنَّ إبراهيم - عليه السّلام - من أولي العزم الذين أقاموا الدين الذي أمر الله به من الأنبياء والمرسلين، وهذا خطاب من الله سبحانه وتعالى لأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم.
-،إنَّ ما شرعه الله تعالى لأولي العزم صادر عن كمال العلم والحكمة، كما أن بيان نسبته إلى المذكورين عليهم السلام تنبيه على كونه ديناً قيماً أجمع عليه الرسل جميعاً.
-،أخبر الله سبحانه وتعالى أنه أخذ على النبيين جميعهم الميثاق، وخصّ بالذكر أولي العزم من الرسل، وقد أخذ الله ميثاق النبيين نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام أجمعين في حمل أمانة هذا المنهج والاستقامة عليه وتبليغه للناس والقيام عليه في الأمم التي أُرسلوا إليها، وذلك حتى يكون الناس مسؤولين عن هداهم وضلالهم وإيمانهم وكفرهم بعد انقطاع الحجة بتبليغ الرسل عليهم صلوات لله وسلامه.
- إنَّ النبوّة اتصال بين الخالق والمخلوق في تبليغ شرعه، وسفارة بين الملك المالك الواحد الأحد وعبيده، ودعوة من الرحمن الرحيم - تبارك وتعالى- لخلقه؛ ليُخرجهم من الظلمات إلى النور وينقلهم من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فهي نعمة مهداة من الله تبارك وتعالى إلى عبيده، وفضل إلهي يتفضّل به عليهم وهذا في حقّ المرسَل إليهم.
-،إنَّ النبوّة لا تأتي باختيار النبيّ، ولا تُنال بطلبه ولذلك لما قال المشركون: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} ]الزخرف:31[، فأجابهم الربّ تبارك وتعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} ]الزخرف:32[.
- إنَّ الإيمان بالنبوّة هو الطريق المؤدي إلى معرفة الله عزَّ وجل ومحبته، والمسلك المفضي إلى رضوان الله وجنته، والسبيل المؤدّي إلى النجاة من عذاب الله، والفوز بمغفرته.
- إنَّ حاجة العباد إلى الإقرار بالنبوّة أشدّ من حاجتهم إلى الهواء الذي يتنسّمونه، وإلى الطعام الذي يأكلونه، وإلى الشراب الذي يشربونه، إذ من فقد أحد هؤلاء، خسر الدّنيا، أما من عُدم الإقرار بالنبوّة فخسارته أشدّ وأنكى، إذ خسر الدنيا والآخرة عياذاً بالله تعالى.
- إنَّ الأنبياء والرّسل هم صفوة الخلق، والخلق بحاجة إليهم؛ ليبلّغوهم ما يُحبه الله ويرضاه، وما يغضب منه ويأباه، وكثير من العُصاة والمنحرفين ضلّوا في متاهات الشقاوة، هذا مع وجود الأنبياء عليهم السلام، فكيف تكون الحال لو لم يُرسل الله تعالى رسلاً مبشّرين ومنذرين.
- إن من رحمة الله جلّ وعلا أن مَنَّ عليهم، فبعث فيهم رسّلاً مبشرين ومنذرين، يتلون عليهم آيات ربهم، ويعلمونهم ما يُصلحهم ويُرشدونهم إلى مصدر سعادتهم في الدنيا والآخرة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.
- إنَّ الغاية العظمى التي أوجد الله الخلق لأجلها هي عبادته وتوحيده، وفعل الخيرات واجتناب المعاصي، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، فلا يستطيع الإنسان أن يعرف العبادة من فعل ما يحبّه الله ويرضاه وترك ما يكرهه ويأباه إلا عن طريق الرّسل الذين اصطفاهم الله من خلقه وفضّلهم على العالمين.
- أرسل الله سبحانه وتعالى الرّسل ليقطع دابر الكافرين، فلا يعتذروا عن كفرهم بعدم مجيء النذير وليعلم الله تعالى علم ظهور، وإلا فهو تعالى يعلم - بالعلم الأزلي - من يطيعه ومن يعصيه وليقيم على عباده الحجة الدامغة؛ فيحيى من حيًّ عن بينة ويهلك من هلك عن بيان وبرهان.
- كمّل الله الأنبياء بالأخلاق الفاضلة، وعصمهم من الشبهات والشهوات النازلة، فهم نبراس الهدى، ومصابيح الدّجى، يقتدي بهم الخلق، ويتخذون من سيرتهم وحياتهم قدوة يسيرون على منوالهم حتى يصلوا إلى دار السلام ويحطوا رحالهم في ساحة ربّ الأنام،وهم قدوة الأتباع والأسوة الحسنة لمن أطاع في العبادات والأخلاق والمعاملات والاستقامة على دين الله.
- جاء الرّسل - عليهم السلام- لإصلاح النفوس وتزكيتها وتطهيرها وتحذيرها من المعصية، فهم بعثوا لدلالة الخلق على الطريق المستقيم وإرشادهم إلى المنهج القويم وتوجيههم نحو الأخلاق الحميدة، وتنفيرهم من المساوئ الذَميمة، فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ]الجمعة:2[.
- إنّ حاجة الناس إلى الرّسل لا تماثلها حاجة واضطرارهم إلى بعثتهم لا تفوقها ضرورة، فهم في أشد حاجة وأعظم ضرورة.
- يكون الإصلاح بالقدوة الطيبة والأسوة الحسنة في الأقوال والأعمال، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} ]الأنعام:90[، وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} ]الأحزاب:21[.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي