خلاصات واستنتاجات حول قصة إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 304
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1444ه/ يونيو 2023م
- إنّ قصةَ إبراهيم - عليه السّلام - هي أطول قصة قرآنية بعد قصة سيدنا موسى - عليه السّلام - ومساحتها تزيد عن الجزء، وإن آياتها نزلت مبكرة في المرحلة المكيّة واستمر نزولها حتى أواخر المرحلة المدنيّة.
- كشفت قصة إبراهيم - عليه السّلام - عن ملامح الشخصية السويّة القدوة التي ينبغي أن تكون المثل الأعلى في الالتزام بالإسلام، قال تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} ]البقرة:124[، وقال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} ]النحل:120[، وقال تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} ]النجم:37[.
- عمّقت القصة الصّلة بين إبراهيم - عليه السّلام - أبي الأنبياء وبين المسلمين أتباع خاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فذُكر إبراهيم في القرآن الكريم تكرر تسعاً وستين مرة في خمس وعشرين سورة مكيّة ومدنيّة، ومشاهد قصته موزعة في ثنايا القرآن الكريم على مدى سبعة عشر جزءاً.
- كشفت لنا قصة الخليل إبراهيم عليه السّلام عن بعض صفات الملائكة ووظائفهم، وهذا جزء من عقيدتنا الإسلامية "الإيمان بالملائكة".
- استطاعت قصة إبراهيم - عليه السّلام - أن تزودنا بتجارب قيّمة لإبراهيم في مجال الحوار والدعوة إلى الله، والالتزام بأوامره، فهو القدوة منذ صغره وحتى الكبر، وأيضاً زودتنا بتجارب قيمة لآخرين تربوا على يد إبراهيم - عليه السّلام - كزوجه وأبنائه.
- تناثر مشاهد قصة إبراهيم في ثنايا القرآن الكريم، يشير إلى أن إبراهيم - عليه السّلام - رمزٌ من رموز دعوة التوحيد وإفراد الله بالعبادة، ومعلَمٌ من معالم الطريق الحقّ، فينبغي أن يبقى هذا الرمز الداعي إلى التوحيد وإلى عبادة الله ومحاربة الشرك والكفر حاضراً في الذهن لا ينساه المسلم أبداً.
- يتميز إبراهيم - عليه السّلام - بمكانة كبيرة عند أهل الكتاب، سواء كانوا نصارى أو يهوداً، والذين كان لهم وجود وتأثير في الجزيرة العربية بأشكال متعددة ومختلفة، سواء عبر وجودهم وإمكاناتهم المادية التجارية المختلفة كاليهود، أو عبر وجود كيانات ودول كبرى تدين بالنصرانية وتجاور الجزيرة "الروم - الحبشة".
- ينسب العرب أنفسهم إلى إبراهيم - عليه السّلام - عبر ابنه إسماعيل - عليه السّلام - الذي شارك أباه في بناء الكعبة، مَحجّ العرب عبر التاريخ والنسب عند العرب بالغ الأهمية، حتى إنهم كانوا يعدون من لا نسب له ليس عربياً.
- إنَّ قصة إبراهيم - عليه السّلام - في القرآن الكريم أصلية ولا وجود لها في التوراة أو في الكتابات الإنجيلية، من حيث الدقة والصواب والحقيقة الكاملة البعيدة عن التحريف والتزييف، مما زادها صفاءً ورسوخاً وعمقاً ضمن نسيج الخطاب القرآني المتميز، فهو كتاب الله العزيز {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
- لم تذكر سورة آل عمران مشاهد أو محطات من قصة إبراهيم عليه السّلام، وإنما تحدثت عن حقيقة الانتساب إليه، وحقيقة الدين الذي كان عليه.
- عرضت الآيات في سورة الأنعام جانباً من الحوار بين إبراهيم - عليه السّلام - وبين أبيه، وهو ينكر على أبيه عبادة غير الله، ثم تحدثت عن مشهد الحجاج والجدال بين إبراهيم وبين قومه، عندما أبطل لهم - بالمنطق الجدلي البرهاني - كون الكواكب آلهة، وأعلن لهم إيمانه بالله وبراءته، ثم أشارت الآيات إلى الأنبياء من ذريته.
- تحدّثت سورة هود عن قصة إبراهيم - عليه السّلام - في آياتها (69-76)، وأشارت الآيات إلى قدوم الملائكة إلى إبراهيم - عليه السّلام - في صورة بشر، وهو لا يعرفهم، وعدم أكلهم من عجله؛ لأنهم ملائكة وبشارتهم لإبراهيم وزوجه سارة بإسحاق، وردهم على تعجب سارة واستغرابها، ثم إخبارهم إبراهيم بمهمتهم في تدمير قوم لوط الشاذّين.
- تحدّثت سورة إبراهيم - التي تحمل اسمه عليه الصلاة والسلام- عن مشهد من قصته، وذلك في آياتها (35-41)، وبيَّنت الآيات كيف ترك إبراهيم - عليه السّلام - ابنه وزوجه في وادٍ غير ذي زرع في الحجاز، ودعائه ربّه أن يجمع الناس حولهما، وأن يرزقهما من الطيبات وأن يحفظه هو وبنيه من عبادة الأصنام.
- تحدثت سورة الحجر عن قصة إبراهيم- عليه السّلام -، وذلك في آياتها (51-60)، وأشارت الآيات إلى قدوم الملائكة إليه في صورة بشر، وما بشروه به من الولد، وما أخبروه من توجههم إلى تدمير قوم لوط.
- تحدثت سورة مريم عن قصة إبراهيم - عليه السّلام -، وذلك في آياتها (41-50)، وأشارت الآيات إلى دعوته لأبيه، كي يتخلّى عن الكفر بالله ويدخل في دين الله، وتتحدث أيضاً عن رفض أبيه لهذه الدعوة، واعتزال إبراهيم - عليه السّلام - لقومه، وهبة الله له إسحاق ثم يعقوب عليهما السلام.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي