إضاءة في كتاب استشهاد الحسين (رضي الله عنه) ومعركة كربلاء
بقلم: د. علي محمد الصَّلاَّبي
هذا الكتاب امتداد لما سبقه من كتب درست عهد النبوة وعهد الخلافة الراشدة، وقد صدر منها: السيرة النبوية، عرض وقائع وتحليل أحداث، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والحسن بن علي، رضي الله عنهم جميعاً، وهذا الكتاب الذي بين يديك وقد سميته (استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما).
هذا وقد تكلمت في الفصل الأول عن اسمه ونسبه وكنيته، والأحاديث التي وردت في فضائله، وعن مولده وتسميته ولقبه، وتأذين رسول الله (ﷺ) في أذن الحسين، وتحنيك المولود، وحلق شعر رأس الحسين رضي الله عنه والعقيقة، وختان الحسين بن علي رضي الله عنه، وتحدثت كذلك عن إخوانه وأخواته وهم: الحسن بن علي، ومُحَسَّن بن علي، وأم كلثوم بنت علي، وزينب بنت علي، رضي الله عنهم، وعن أشهر إخوانه من أبيه: محمد بن الحنفيّة، وعن أعمامه وعماته: طالب بن أبي طالب، وعقيل بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب، وأم هانأى بنت أبي طالب، وجُمانة بنت أبي طالب، وعن أخواله وخالاته: وهم القاسم، وإبراهيم، وعبد الله ـ وسمي بالطيّب
والطاهر ـ وزينب بنت رسول الله (ﷺ)، ورقيَّة بنت رسول الله (ﷺ)، وأم كلثوم بنت رسول الله (ﷺ). ثم ختمت الفصل الأول بحديثي عن السيدة فاطمة رضي الله عنها، بنت النبي (ﷺ) وأم الحسين بن علي رضي الله عنهما.
ثم تحدثت في الفصل الثاني عن موقف الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير من بيعة يزيد بن معاوية، والأسباب التي أدت إلى خروج الحسين، والفتوى التي بنى عليها خروجه، وعزم الحسين على الذهاب إلى الكوفة، ونصائح الصحابة والتابعين ورأيهم في ذهابه إليها، وعن موقف يزيد من أحداث الكوفة، ودور عبيد الله بن زياد في القضاء على مسلم بن عقيل وأنصاره، وعن أحداث معركة كربلاء واستشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه، وعن المواقف الرائعة التي كانت بجانب الحسين رضي الله عنه، وموقف يزيد بن معاوية من قتله، ومن أبناء الحسين وذريته، وبينت من المسؤول عن قتل الحسين، وذكرت أقوال الناس في يزيد بن معاوية، وهل يجوز لعنه؟ وحذرت من الأساطير التي نسجت حول مقتل الحسين رضي الله عنه.
ووضعت أهم الدروس والعبر والفوائد من سيرته في نقاط والتي كان من أهمها: هدي رسول الله (ﷺ) في يوم عاشوراء، وآداب التعامل مع المصائب في الإسلام، والتحقيق في مكان رأس الحسين، وحكم الإسلام في تقديس أضرحة الأئمة، وزيارة قبر الحسين، وقدسية كربلاء، وهدي الإسلام في زيارة القبور والبناء عليها، واتخاذها مساجد.
وأسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل عملي هذا لوجهه خالصاً ولعباده نافعاً، وأن يثيبني على كل حرف كتبته ويجعله في ميزان حسناتي، وأن يثيب إخواني الذين ساهموا في إتمام هذا الجهد المتواضع.
ونرجو من كل مسلم يطلع على هذا الكتاب أن لا ينسى العبد الفقير إلى عفو ربه ومغفرته ورحمته ورضوانه من دعائه ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ [النمل: 19].
قال تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [فاطر: 2].
تم إعداد كتاب " استشهاد الحسين (رضي الله عنه) ومعركة كربلاء" في طبعته الأولى في 2016م يوافقه 1437 للهجرة وإن الفضلُ لله عزّ وجل من قبل ومن بعد، فأسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا العمل قبولاً حسناً، وأن يكرمنا برفقة النبيّين والصّديقين والشهداء والصالحين.
والحمد لله رب العالمين.
ملاحظة: كتاب استشهاد الحسين (رضي الله عنه) ومعركة كربلاء، متوفر على الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي على الرابط التالي:
http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/637