الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

الإسلام وحقوق الإنسان (2)

الحلقة الرابعة والتسعون من كتاب

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

رجب 1443 هــ / فبراير 2022

- حلف الفضول:

جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن حلف الفضول: «لَوْ دُعيتُ به اليومَ لأَجَبْتُ».

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عما يمكن أن نسميه بلغة العصر الحاضر (منظمة حقوقية) متمثلة في حلف واجتماع حاشد في دار عبد الله بن جُدعان أحد زعماء قريش الكبار، والذي كان مشهورًا بالعدل والإحسان، والكرم والرجولة، ومعاني المشيخة الملائمة لمثله في تلك القبيلة وتلك البلدة التي هي أحد عواصم الحضارة في الجزيرة العربية.

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد ذلك الحلف قبل البعثة، وقد كان قائمًا على أساس نصرة المظلوم والحفاظ على حق الضعيف ورد المظالم، والأخذ على أيدي العابثين والظالمين، وإيصال الحقوق لأصحابها.

الشيء العجيب أن يقع مثل هذا في الجاهلية؛ كأنهم يعرفون أن قوام الحياة بحفظ الحقوق، وأن بقاء الأمم والدول هو بذلك أيضًا، فالدولة التي يحفظ الله تعالى بها حقوق الناس تعمر، حتى لو كانت دولة كافرة، والدولة التي تظلم الناس وتبخسهم حقوقهم قد لا يطول بها المقام حتى لو كانت دولة مسلمة، كما قال ابن تيمية في السياسة الشرعية: إن الله تعالى ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.

إن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن هذا الحلف وقال: «لَوْ دُعيتُ به اليومَ لأَجَبْتُ».

إن هذا الخبر النبوي يؤكِّد لنا أن الأمة الإسلامية يفترض أن لها القيادة والمبادرة في حفظ حقوق الإنسان، لكن إذا لم يكن ذلك فيفترض أن يكون عندها الاستجابة إلى ما قد يدعو إليه الآخرون مما هو من باب الحقوق.

إن المنظمات الحقوقية في الغرب تتكلم كثيرًا عن حفظ حقوق الإنسان، بينما لا تكاد تجد في العالم الإسلامي مَن يتكلم عن هذه الحقوق إلا أن يكون صدى لما يطرح في الغرب، أو ردًّا عليهم، ونحن نؤكد أن الحقوق مسألة أساسية في دين الإسلام، وأنه يفترض أن يكون المسلم هو الداعي ابتداءً والمستجيب لحفظ الحقوق التي تتفق عليها الشرائع والعقول.

رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي

http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022