الأحد

1446-10-29

|

2025-4-27

الترتيب التاريخي للأئمة الأربعة

فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة فرج الله عنه

الحلقة السابعة

24 شوال 1443ه/ 25 مايو 2022م

عاش الأئمة الأربعة رحمهم الله في زمن متقارب:

فأولهم وأقربهم إلى عهد النبوة: الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت:

وهو اليوم وقبل اليوم أكثرهم تابعًا؛ حيث ينتشر المذهب الحنفي في العراق والشام ومصر وما وراء النهر، حتى وصل الهند والصين، وقد تبنَّته الدولة العثمانية كمذهب رسمي، فانتشر في كل البلدان التي بسطت هذه الدولة نفوذها فيها.

وقد أدرك أبو حنيفةَ جماعةً من الصحابة رضي الله عنهم، ورأى أنسَ بن مالك، ورَوَى عن جماعة من سادات التابعين، كعطاء بن أبي ربَاح مفتي مكة وتلميذ ابن عباس رضي الله عنهما، ونافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما، وعامر بن شَرَاحِيل الشَّعْبِي الكوفي، وأبي إسحاق السَّبيعي، وحماد بن أبي سليمان الكوفي أحد الأئمة الفقهاء، وكان مختصًّا به، وأبي جعفر الباقر الهاشمي أحد أئمة آل البيت، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم.

وأخذ عنه أمثال عبد الله بن المبارك الإمام المحدِّث العظيم، وسليمان بن مِهْران الأَعْمش، والفُضيل بن عِياض، والقاضي أبي يوسف- وهو أحد شيوخ الإمام أحمد بن حنبل- ومحمد بن الحسن الشَّيْباني- وهو أحد شيوخ الإمام الشافعي- وأبي عاصم النَّبيل الضحاك بن مَخْلَد- وهو أحد شيوخ الإمام البخاري- وأبي نُعيم الفضل بن دُكين، ووكيع بن الجرَّاح، ويزيد بن هارون، وهؤلاء من شيوخ الإمام أحمد أيضًا.

ثانيهم في الترتيب التاريخي: الإمام مالك بن أنس:

وقد رأى عطاء بن أبي رَبَاح لما قدم المدينة، ورَوَى عن جعفر الصادق إمام آل البيت، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن مسلم بن شِهاب الزُّهري، ومحمد بن المنكدر، وعطاء الخُراساني، والأئمة الكبار من فقهاء المدينة.

وأخذ عنه أمثال إبراهيم بن طَهْمان، وأَسَد بن الفُرات، وأَسَد بن موسى، الشَّهير بأَسَد السُّنَّة، وأيوب السَّخْتِياني، وحماد بن سلمة إمام أهل البصرة، وسُفيان الثَّوري، وسفيان بن عُيينة، وعبد الله بن وَهْب المصري إمام أهل مصر، والأَوْزاعي إمام أهل الشام، وعبد الرحمن بن مَهْدي، وعبد الرَّزَّاق الصنعاني، وابن جُريج المكي، والفُضيل بن عِياض، والشافعي، وأبي حنيفة، وهو أسنُّ منه.. وخلائق كثيرون.

ثالثهم: الإمام محمد بن إدريس الشافعي:

وقد أخذ عن سفيان بن عُيينة، ومالك، وعن مفتي مكة مسلم بن خالد الزَّنْجي، والفُضيل بن عِياض، وغيرهم.

وأخذ عنه: الحُميدي، وأحمد، وإسحق بن رَاهُويه، والرَّبيع بن سُليمان، ويونس بن عبد الأَعْلى، وغيرهم، وقد أفرد الدارقطني كتاب «مَن له رواية عن الشافعي» في جزأين، وصنَّف الكبار في مناقبه قديمًا وحديثًا، كما ذكر الذهبي.

آخر الأربعة: الإمام أحمد بن محمد بن حنبل:

سمع من خلقٍ، كالإمام الشافعي، وسُفيان بن عُيينة، وغُنْدَر، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق الصَّنْعاني، وسَعِيد بن منصور، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مَهْدي، وشيوخه يطول ذكرهم، ويشق إحصاء أسمائهم، كما قال الخطيب البغدادي، وعدد شيوخه في «المسند» وحده ثلاثمئة وواحد.

وأخذ عنه: الإمام الشافعي، وابن مهدي، وعبد الرزاق، ويزيد بن هارون- وهم من شيوخه- والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وعلي بن المديني، ويحيى بن مَعِين، وبَقِي بن مَخْلَد من علماء الأندلس، وغيرهم، وقد جمع أبو محمد الخلَّال كتابًا في تسمية الرواة عن الإمام أحمد.

هذه المنظومة الفسيفسائية العجيبة تنطوي على ملحوظات جوهرية، لا تخطئها العين، وفيها خطوط وملامح رائعة، لا يحتاج معها إلى إعادة ذكر الأسماء والأمثلة؛ لشدة وضوحها.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 18-16

يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي:

https://www.alsallabi.com/uploads/books/16527989340.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022