الجمعة

1446-10-27

|

2025-4-25

رحلة الإمام محمد بن علي السنوسي إلى المشرق: من القاهرة إلى الحجاز رجوعا إلى المغرب... (الظروف والحيثيات):

بقلم: الدكتور علي محمّد الصلابي

الحلقة الثالثة

محرم 1440 ه
سبتمبر 2019

كان التفكير عند ابن السنوسي للسفر الى مكة طبيعياً، فهو من ناحية لابد وأنه تاقت نفسه الى بيت الله الحرام وحلم طويلاً بالعيش في الأراضي المقدسة، وقضاء فريضة الحج. كما أنه رأى في الإقامة بمكة فرصة لقاء كبار علماء العالم الاسلامي وقد استقرت في نفسه نصيحة أحد شيوخه إذ قال له: (إن الارتحال المستمر صعب فإذا أردت أن تستزيد من العلم فما عليك إلا السفر الى مكة حيث يلتقي جميع علماء المسلمين). بالإضافة الى التعرف على الشعوب الاسلامية عن قريب.
وقد ذكر بعض المؤرخين أن ابن السنوسي قبل أن يسافر الى المشرق رجع الى بلده مستغانم وفيها قام بإتمام أول زواج له إذ بنى باحدى بنات عمومته ثم نشب بينه وبين أقاربه الأدنين خلاف حول أملاكه وذلك لأنهم كانوا قد وضعوا أيديهم عليها ولم يرسلوا له بشيء من ريعها طيلة مدة غيابه وطالب أولاد عمه بالريع وتسليم الملك له فامتنعوا عن ذلك فرفع عليهم قضية وربحها فسلمت له الحكومة أملاكه أما الريع فلم يجدوا منه شيئاً يدفع له لذا قامت الحكومة بسجن اولاد عمه فتنازل ابن السنوسي عن طلبه وطلب اخلاء سبيلهم فكان له ذلك. ثم انه بعد ذلك صفى أملاكه وانتقل الى جهة قسطنطينية وجاء عند عرب اسمهم اولاد نايل كانوا في جنوب شرق القسطنطينية فبنى عندهم زاوية ومارس هناك الوعظ والتعليم والارشاد.
وقرر بعد ذلك (ابن السنوسي) الارتحال الى مكة وعرض على زوجته ان ترافقه فلم ترغب في ذلك، فرأى أن يطلقها لعلمه بطول المدة التي يرغب فيها بالانقطاع عن بلده وولد له من زواجه الأول طفل توفى وهو صغير ثم ماتت أمه بعد ذلك.
وغادر ابن السنوسي الجزائر ودخل تونس وقابس وجامع الزيتونة واستفاد من شيوخها واستفاد الطلاب منه وطلب منه التدريس ولبى الطلب ثم واصل سيره ودخل طرابلس الغرب وكان ذلك في حكم يوسف القرمانلي الذي كان مستقلاً عن الدولة العثمانية، فأكرم نزله ومكث في مدينة طرابلس وضواحيها مدة للوعظ والارشاد والتعليم ونفع العباد ولم يترك بها مسجداً معروفاً إلا ألقى فيه دروساً وتعلق به آل المنتصر وأصبحوا فيما بعد هم النائبون عنه في طرابلس وسافر الى زليطن للوعظ والارشاد والدعوة واستطاع أن يكسب لدعوته انصاراً من مصراته وزليطن وطرابلس ومن أشهر الأسر التي أصبحت من ركائز الدعوة السنوسية فيما بعد؛ آل المحجوب ، وآل الآشهب ، وآل الدردني ، وآل عمران بن بركة ، وآل يوسف، وآل بن فرج الله وآل المقرحي وآل الثني وآل الغرياني وآل العيساوي وآل الغزالي وآل الهوني وآل الزناتي وساعده على تعلق الناس به خلق كريم ، وطلعة بهية ، وقبول من رب العالمين.
ونستطيع أن نحدد تاريخ دخول ابن السنوسي بطرابلس الغرب من حديث حفيده احمد الشريف الذي تحدث عن اجتماع جده بأحد مريديه وهو عمران بن بركة (فكان اجتماعه به اثناء مروره عليهم قادماً من المغرب الى المشرق سنة ثمان وثلاثين بعد المئتين والالف في بلده زليتن بغرب طرابلس الغرب).
ومن خلال مروره على طول الساحل الافريقي تعرف على احوال مسلمي المغرب وكون فكرة عن أوضاعهم، واتاحت له تلك الرحلات التعرف على اناسٍ كثيرين وعلى اماكن كثيرة، وقد استفاد من هذا التعارف فيما بعد عند عودته من الحجاز، وكان من طبيعة ابن السنوسي ان يوطد علاقاته بمن يتعرف عليهم ووثق صلته بأشخاص كثيرين ونجح في كسب قلوب الكثيرين حتى ان رجلاً كعمران بن بركة كان يريد مرافقة ابن السنوسي ولكنه طلب منه التريث والانتظار حتى يرسل له.
ووصل ابن السنوسي سيره ودخل برقة وقبل وصوله الى مدينة اجدابيا مر على نجع شيوخ المغاربة الشيخ علي لطيوش فأكرمه وقام بخدمته خير قيام دون سابق معرفة ورافقه الى اجدابيا وجهزه الى اوجله، ولم يمر ببنغازي ولا الساحل وتعرف على الشيخ عمر بوحوا الاوجلي وكان في رفقته عبد له، وعبدالله التواتي واستمر في رحلته مع الصحراء بواسطة القوافل حتى وصل القاهرة.
أولا: دخوله القاهرة:
دخل ابن السنوسي مصر وكان الحكم آنذاك لمحمد علي باشا وكان صاحب الجولة والصولة وكان ذلك في عام 1239هـ/1824م وكان محمد علي باشا قد قبض على زمام الأمور في مصر بقوة منذ سنة 1805م وكانت فرصة لابن السنوسي ليتعرف على تجربة محمد علي باشا عن قرب وقد لاحظ ابن السنوسي عدة أمور جعلته لايرتاح الى نوع الحكم الذي أقامه محمد علي باشا وطريقة الاصلاح وازدادت قناعة ابن السنوسي فيما بعد بخطورة حركة محمد علي باشا التي كانت سياسته تخدم أعداء الاسلام وهيئة سياسته المنطقة بأكملها لمرحلة استعمارية مازالت آثارها تعاني منها الامة حتى اليوم لقد استطاعت السياسة النصرانية الأوروبية ان تحقق أهدافها الآتية بواسطة محمد علي باشا:
-تحطيم الدولة السعودية الأولى التي كادت أن تكون خنجراً مسموماً في ظهر الأطماع البريطانية في الخليج العربي خصوصاً والمشرق عموماً.
-فتح الأبواب على مصراعيها لإقامة مؤسسات معادية للدين الاسلامي والمسلمين في محافل ماسونية وإرساليات تبشيرية وأديرة وكنائس ومدارس في بذر التيارات القومية المعادية للإسلام، وبث الافكار المعادية لمصالح الامة الاسلامية .
-إتاحة الفرصة لشركات أوروبية تتحكم في الاقتصاد.
-منح امتيازات واسعة للأوروبين ، ومنع أهالي مصر والشام من تلك الامتيازات.
-خنق التيار الاسلامي الأصيل، والتضيق على العلماء والفقهاءوعدم السماح للمسلمين بالتكتل من أجل تحقيق اهدافهم لنبيلة.
وأما حالة الأزهر في ذلك الوقت فقد كان في انحطاط، فالعلوم التي تدرس فيه تراكم عليها الغبار لقدمها وفقدت لمعانها وبريقها لانعدام الإبداع فيها والتزام التقليد؛ أما علماء الأزهر فقد عمل محمد علي باشا على اضعاف دورهم ووقعت بينهم المنافسات والضغائن واستعان بعضهم بالحكام واستعداء السلطة على بعضهم وعمل محمد علي باشا على تقويض صف العلماء؛ كالخلاف الذي وقع بين الشيخ عبدالله الشرقاوي شيخ الأزهر ، وبين بعض المشايخ الآخرين حيث ترتب على ذلك الخلاف صدور الأمر من محمد علي باشا الى الشيخ الشرقاوي بلزوم داره وعدم الخروج منها ولا حتى الى صلاة الجمعة، وسبب ذلك كما يقول الجبرتي: (أمور وضغائن ومنافسات بينه وبين إخوانه...، فأغروا به الباشا ففعل به ماذكر فامتثل الأمر ولم يجد ناصراً وأهمل أمره).
وقد أصيبت العلوم الدينية في الأزهر بالجمود والتحجر نتيجة لعدة عوامل منها؛
ثانياً : دخول الحجاز:
دخل ابن السنوسي الحجاز عام 1240هـ/1825م، ونزل بمكة المكرمة وكانت تلك الزيارة لمكة ذات اثر كبير في قيام الدعوة السنوسية وظهور شأنها، و ساعد على هذا جملة اسباب:
1- استطاع ابن السنوسي ان يتحصل على انباء عظيمة عن احوال واخلاق المسلمين الوافدين الى مكة .
2- اتيحت له فرصة طيبة للإحتكاك بعلماء وفقهاء ومفكري الامة، وتبادل معهم الآراء، والافكار في كيفية النهوض وإعادة مجد الامة .
3- كانت مكة منبراً مهماً للدعوة ولذلك اشتغل ابن السنوسي بنشر العلوم وتحصيلها و المناظرة فيها واجتهد في دراسة المذاهب الاسلامية حتى حذق مخاطبة جميع العالم الإسلامي .
4- اتيحت له دراية بحركةالشيخ محمد ابن عبدالوهاب عن قرب وعاشر اتباع الدعوة السلفية ومريديها وتتلمذ على علمائها وشيوخها ودرس الحركة السلفية دراسة واعية في مواقفها السياسية واجتهاداتها العملية
ثالثاً: رحلته من الحجاز الى المغرب:
تضافرت عدة اسباب دفعت ابن السنوسي لمغادرة مكة منها؛ توفي استاذه احمد بن ادريس، عداوة شيوخ مكة وعلمائها لما كان يطرحه ابن السنوسي، خوف الحكومة العثمانية من علاقته بأبناء احمد بن ادريس في عسير وهي أرض تابعة لأتباع الحركة الوهابية، دعوة مريديديه من أهالي المغرب لزيارة بلادهم، وأضاف عبدالقادر بن علي رغبة ابن السنوسي للجهاد في بلاده ضد الفرنسيين؛ فعقد النية وصمم على السفر للاشتراك في جهاد فرنسا في الجزائر، والتحق بركبه عدد كثير من اتباعه واخوانه وعين الشيخ عبدالله التواتي على زاوية ابي قيس بمكة للقيام بشؤون الاتباع وكان سفره ذاك في آخر عام 1255هـ في 26 ذي الحجة حسبما هو مذكور في مذكرة مرافقيه الشيخ محمد بن صادق البكري، ثم سافر الى مصر من مكة ومعه عدد كبير من الاخوان وذلك آخر عام 1255هـ ودخلها أول عام 1256هـ وزار الجامع الأزهر وألقى دروساً نافعة ووقف احد كبار مشايخ الأزهر وقال : (انصتوا أيها العلماء لقد حل بين أظهركم عالم الأمة المحمدية ونبراس الشريعة المطهرة وشمس سماء المعارف الإلهية:
إذا صلصل الباز فلا ديك صارخ
ولا فاخت في ايكة يترنم
ألا وهو الشيخ الكامل سيدي محمد بن علي السنوسي الحسني الأدريسي فارتج الجامع بعلمائه ولم يمكث الشيخ بمصر غير مدة قليلة ثم سافر).
وتعرض ابن السنوسي لهجوم الشيخ عليش المالكي بسبب دعوة ابن السنوسي لفتح باب الاجتهاد وقد ذكر محمد عبده في كتابه الاسلام والنصرانية أن ابن السنوسي تعرض للقتل: (ألم يسمع السامعون ان الشيخ السنوسي كتب كتاباً في أصول الفقه زاد فيه بعض المسائل على أصول المالكية وجاء في كتاب له مايدل على دعواه أنه ممن يفهم الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة وقد يرى ما يخالف رأي مجتهد أو مجتهدين فعلم بذلك أحد المشايخ المالكية وكان المقدم من علماء الجامع الأزهر الشريف فحمل حربة وطلب الشيخ السنوسي ليطعنه بها لأنه خرق حرمة الدين وتبع سبيل غير سبيل المؤمنين، وربما كان يجترئ الاستاذ على طعن الشيخ بالحربة لو لاقاه وإنما الذي خلص السنوسي من الطعنة ونجى الشيخ المرحوم من سوء المغبة وارتكاب الجريمة باسم الشريعة هو مفارقة السنوسي للقاهرة).
وقد تعرض الشيخ ابن السنوسي في مصر لمرض اضطر على أثره أن لايأكل شيئاً من الزاد سوى مقدار بسيط من الحليب صباحاً ومثله مساءً فقط وكان الذي يقدم له الحليب رجل تركي، فوضع له سماً في الحليب فلما شرب منه سقطت اسنانه في الإناء واشتد به الألم حتى يئس منه جميع الاخوان وأخيراً منَّ الله عليه بالشفاء بعد معالجات إلا أنه سبب له مضاعفات من جسمه تخرج على جلده جبة ( أي قشرة تشبه جبة الحنش وصارت له عادة يسلخها رأس كل عام وقت أخذه لذلك الحليب، ولما تحسنت صحته أرسل للشيخ عبدالله التواتي في مكة ولما حضر إليه ارسله الى قابس بتونس يرفقه بعض الاخوان ومعهم زوجته الحبشية وأمر بعض الأخوان أن يواصل رحلته الى الجزائر.
وكان ابن السنوسي في سفره ذلك قد قصد المدينة المنورة للوداع ثم نزل ببدر في الصلاة وإن حصلت في اثناء سفره يقصر ويجمع في الصلاة وإن حصلت له اقامة ببلد أو غيرها واستمر على ذلك يقصر ويجمع إلى تسعة عشر يوماً ، تارة يجمع جمع تقديم وتارة جمع تأخير، وهو في عمله هذا يخالف المالكية ويتبع الاحاديث الواردة في قصر الصلاة وجمعها بعد ان اعتقد صحتها.
وبعد الشفاء من مرضه اجتهد في الدعوة الى الله وتعليم الناس وارشادهم واقام مدداً متفاوتة في عدد من المدن والقرى فترك في كل منها ركائز وأنصاراً، وقد تميز أسلوبه الدعوي بالبساطة وباتفاقه مع مستواهم العقلي.
وواصل ابن السنوسي رحلته براً من سيوه الى جالوا ثم أوجله وكان برفقته الشيخ عمر بوحوا، ومحمد الشفيع ، والمهدي الفيلالي ثم توجه الى برقة ونزل على نجع عائلة اللواطي من العواقير، ففرحوا وقاموا باكرامه ورفقائه ورافقوه الى منتجع قبيلة المغاربة فنزل على الشيخ علي لطيوش فأكرم ابن السنوسي ورافقه الى محل يسمى الهيشة مابين سرت ومصراته وهناك قابله آل المنتصر ومعهم اعيان مصراته فدخل معهم إليها وبعد مدة قليلة واصل سيره الى بلدة زليتن ومنها الى طرابلس ونزل في بيت احمد المنتصر وترك عنده بعض الاخوان وولي سفره الى زوارة ودخل حدود تونس وشعرت المخابرات الفرنسية بخطورة ابن السنوسي منذ فترة طويلة وحاولت ان ترصد تحركاته مع الحجيج الجزائري والمغاربة عموماً، فبثت المخابرات الفرنسية عيونها وآذانها على طول الحدود وجاءته الأخبار بذلك وتقرر ان لايواصل شخصياً سيره، وندب محمد بن صادق وحمّله بعض الاموال والاسلحة لتوصيلها الى الأمير عبدالقادر الجزائري وعاد الى طرابلس، وتبنى ابن السنوسي دعم حركة الجهاد في الجزائر بالاموال والاسلحة والرجال ما استطاع الى ذلك سبيلا، وقد أوفد في فترات متفاوتة عدداً من تلاميذه النجباء من أمثال محمد بن الشفيع، وعمر الفضيل المعروف بأبي حواء، والشيخ ابو خريص الكزة، وقد نقل محمد الطيب الاشهب عن دوفربيه الفرنسي مايشير الى اعتقاد الفرنسيين بتدخل ابن السنوسي في اعمال المقاومة في الجزائر؛ فدوفرييه يقول: (إن السنوسية هي المسؤولة عن جميع اعمال المقاومة التي قامت ضد فرنسا في الجزائر وانها السبب في الثورات المختلفة التي قامت ضد فرنسا كثورة محمد بن عبدالله في تلمسان وصحراء الجزائر سنة 1848-1861 وعصيان محمد بن تكوك في الظهرا عام 1881م..... الخ).
وقد بين المؤرخ الليبي عبدالقادر بن علي الذي رافق احمد الشريف السنوسي حوالي اربعين سنة أن بعض الاخوان من السنوسية شاركوا في الجهاد الجزائري حتى ان بعضهم أكل تمرات غرس نواها وطلع وكبر وأثمر وأكل من ثمرها وهو في ميدان الجهاد.
وقد عثر المؤرخ احمد الدجاني على خطاب ارسله احد تلاميذ ابن السنوسي من الجزائر الى مدير غدامس التركي (غدامس في ليبيا) وارشدنا الخطاب الى ان دعوة ابن السنوسي بلغت الجزائر وان عدداً من اتباعه كانوا يقاتلون الفرنسيين فيها ومنهم مرسل الخطاب وتاريخ الخطاب سنة 1268هـ. وقد كان ابن السنوسي في الحجاز في ذلك التاريخ. ومن بين ما جاء فيه (...وأما انا عبدالله حين قدمت بلاد وارقلة ففتح الله علينا بها وصارت محمدية بعد ما كانت في يد الرومي دمره الله وخليفة الرومي فيها، سبحان من حكم الضعيف في القوى وصار القوي من عبده مخذولاً مذموماً، لكن من بركة الشريف شيخنا سيدي محمد بن علي السنوسي  ونفعنا وإياكم به آمين. وصاروا عربان وارقلة وقصورها وقبائل الشعامبة وقصور تغورت وعربانها والأرباع والخرزلية والحجاج وكثير من عربان الظهيرة وقصور بني مصاب كلهم تحت طاعة الله ورسوله وطاعتنا والمجاهدين كل يوم في الزيادة...وبعث لنا الرومي دمره الله في هذه الساعة ثلاثة أمحل... تلاقينا معهم وصرنا مثل الشامة البيضاء في ثور اسود فنصرنا الله نصراً عزيزاً واعلننا على اعدائه، ووقع القتال بيننا بالبارود والسيوف حتى كسرناهم كسرة عظيمة وقتلنا منهم نحو ثلاثة ماية وستة وثمانون رجلاً وقلعنا من الخيل كثير والبنادق بلا عدد والخزنة والابل والأخبية والحمدلله على ذلك....).
إن الحقائق التاريخية تثبت للباحث اهتمام ابن السنوسي بالجهاد في الجزائر ضد فرنسا وحاول أن يشارك بنفسه إلا أن الظروف منعته من ذلك، وعمل على ارسال تلاميذه بالاسلحة والمال وتحريض اتباعه في الجزائر على القتال وقد استمر اتباع السنوسية والشعب الليبي في دعم حركة الجهاد حتى تم دحر الاحتلال الفرنسي من الجزائر وتحصلت الجزائر على استقلالها عام 1962م.

للاطلاع على النسخة الأصلية للكتاب راجع الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي، وهذا الرابط:
alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book180.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022