السبت

1446-10-28

|

2025-4-26

تأملات في الآية الكريمة: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 122

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ربيع الآخر 1444ه / نوفبر 2022م

 

كلمات القرآن معبّرة، فالفعل "كُبكِب" فعل ثنائي مضعّف؛ مثل: زلزل وقلقل، وزعزع، وعسعس، ودمدم، وهذه الأفعال فيها معنى التكرار؛ أي: أنَّ الكفار حينما يدخلون النار لا يدخلونها بمراسم استقبال، بل يُدفعون إلى النار بعضهم فوق بعض ويُلقون دون ترتيب ودون عناية، ودون اهتمام كما لو وضع مئة شخص في شاحنة، ثم أنزلوا في قلب صندوق الشاحنة، ونحن نرى أن البضاعة التي لها لا تنقل من الشاحنة إلى الأرض واحدة واحدة، بل تقلب الصندوق كما هو، فتأتي بعضها فوق بعض كالرّكام، وهذا معنى كلمة {فَكُبْكِبُوا} أي: دُفعوا هم ومن أغواهم من الشياطين إلى النار، بلا عناية ولا اهتمام، وهذا الذي يليق بهم(1).

وفي كلمة {فَكُبْكِبُوا} إننا لنكاد نسمع مِنْ جَرْس اللفظ صوت تدفُّعهم وتكفُّئهم وتساقطهم بلا عناية ولا نظام، وصوت الكركبة الناشئ من الكبكبة كما ينهار الـجُرُف فتتبعه الـجُرُوف، فهو مصوِّرٌ بجرسه لمعناه (2)، كما يشير معنى الكبكبة كأنه إذا ألقي في جهنم ينكبّ مرة بعد مرة حتى يستقر في قعرها(3).

 

مراجع الحلقة الثانية والعشرون بعد المائة:

(1) تفسير النابلسي "تدبر آيات الله في النفس والكون والحياة"، (8/384).

(2) في ظلال القرآن، سيد قطب، (5/2605).

(3) التفسير الكبير مفاتيح الغيب (تفسير الرازي)، (8/519).

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022